لكي يدرك الإنسان وأجهزته وأعضائه ما يحيط به من أشياء أو منبهات خارجية، فلابد أن:
1) لابد من وجود هذه الأشياء أو المنبهات في الحقيقة والواقع أولاً،
سواء كانت هذه الأشياء منظراً فيراه بعينه، أو صوتاً يسمعه بأذنه أو رائحة يشمها بأنفه أو طعاماً يتذوقه أو جسماً يلامسه جلده فيحس به.
2) لابد من وجود أجهزة أو أعضاء تستطيع استقبال الأشياء والمؤثرات الخارجية،
فإذا لم تكن العين موجودة فلن تكون الرؤية ممكنة، وإذا فقدت الأذن أصبح السمع معطلاً وهكذا …
ولذلك لابد من وجود أعضاء تسمى (مستقبلات) أو أجهزة استقبال متخصصة لالتقاط أنواع محددة من المؤثرات أو المنبهات الخارجية،
مثل الأنف للشم، الجلد من أجل اللمس، العين للإبصار، الأذن للسمع، اللسان للتذوق.
3) لابد من وجود أجهزة بالمخ تستقبل الإشارات من (الحواس) المستقبلات إلى أجهزة التحليل بالمخ والمستقبلات المخية،
وهذه الوسيلة هي الأعصاب وذلك تماماً كما تحمل أسلاك التليفون ذبذبات الصوت.
4) لابد من وجود أجهزة بالمخ تستقبل الإشارات الواردة من أطراف الجسم وأجهزة الحس وتحليلها وترجمتها إلى معنى يفهمه المخ،
وهذه المستقبلات تكون في القشرة المخية.
إذن لكي يرى الإنسان صورة معينة فلابد أن تكون هذه الصورة موجودة في الحقيقة والواقع أمام العين،
ولابد من وجود العين التي سوف تستقبل الصورة على شبكية العين،
ولابد من وجود العين التي سوف تستقبل الصورة على شبكية العين،
ثم يقوم العصب البصري بنقل الإشارات الخاصة بهذه الصورة إلى مركز الإبصار في الفص القفوي في مؤخرة المخ،
حيث تترجم هذه الإشارات بأن المنظر الموجود أمام العين هو صورة وأن مواصفاتها كذا وكذا بالتحديد الدقيق جداً،
فيتعرف عليها الإنسان ويدرك وجودها، وينشأ الإحساس البصري بوجود هذه الصورة.
وقد تم تقسيم جميع المستقبلات إلى قسمين هما:
1) مستقبلات تلتقط المنبهات الصادرة من الخارج وتسمى مستقبلات خارجية مثل:
أ) العين …. لاستقبال الإدراك البصري
ب) الأذن … لاستقبال الإدراك السمعي
ج) الأنف … لاستقبال الإدراك الشمي
د) اللسان … لاستقبال إدراك التذوق
هـ) الجلد … لاستقبال إحساس اللمس (الألم – الحرارة – البرودة)
2) مستقبلات تلتقط المنبهات الصادرة من داخل الجسم وتسمى مستقبلات داخلية ومنها:
في القلب وفي المعدة وفي الطحال وفي الأوعية الدموية وكذلك مستقبلات خاصة موجودة في العضلات والأوتار والأربطة،
فإذا حدث شد العضلات أو الأوتار أو الأربطة أو العضلة المحيطة بمفصل من مفاصل الجسم،
فإن ذلك ينقل عن طريق المستقبلات الموجودة في هذه الأماكن،
ثم عن طريق الأعصاب التي تنقل الإشارات إلى النخاع الشوكي والمخ،
ونتيجة لذلك يستطيع المخ أن يعرف وضع الأطراف وبالتالي وضع الجسم بالتفصيل،
كما أن المخ يستطيع بذلك أن ينسق الإشارات الصادرة للعضلات المختلفة بحيث لا يتعارض عمل إحداها مع غيرها،
فإذا انقبضت عضلة ما بالجسم فإن العضلة المقابلة لها تنبسط (أي ترتخي) والعكس صحيح،
بحيث يحدث دائماً توافق في الحركات وتوافق في خطوات المشي وصعود السلالم، وذلك دون أن يحدث أي خلل …
ويُسمى ذلك “توافق الحس العضلي المفصلي” فإذا حدث اضطراب لهذا الإحساس،
فإن طبيعة وطريقة المشي وكذلك باقي الحركات سوف تختل وبذلك يمشي الإنسان يترنح أو يتطوح …
وذلك هو ما يحدث عند تناول بعض المخدرات أو شرب الخمر.
مما سبق يتضح أن الله جلت قدرته قد جهز جسم الإنسان بمجموعة من الأجهزة المتخصصة،
بحيث يستطيع كل جهاز من هذه الأجهزة أن يدرك وأن يحس وأن ينقل إلى عقل الإنسان طبيعة وجود الأشياء والمؤثرات سواء الداخلية منها أو الخارجية.
أما إذا كان شخص يرى منظر معين ولا يراه غيره لا يكون هذا المنظر موجوداً في الحقيقة والواقع،
فإن ذلك معناه وجود اضطراب في الإدراك البصري أو بمعنى آخر هلوسة بصرية …
وكذلك إذا سمع الشخص صوتاً معيناً ولم يكن للصوت مصدر حقيقي في الواقع ولا يمكن أن يسمعه غيره،
فإن ذلك معناه وجود اضطراب في الإدراك السمعي وهو ما يُسمى “هلوسة سمعية”.
وهكذا بالنسبة للشم واللمس والتذوق وخلافه من أنواع الإدراكات المختلفة …
فقد يشم روائح لا وجود لها، وقد يشعر بملامسة أشياء لجسده واحتكاكها بجلده بينما لا وجود لهذه الأشياء …
وقد يتذوق طعم مأكولات في فمه وليس في فمه طعام … أو يتذوق مسكراً حلواً بينما هو في الحقيقة غير ذلك … إلخ ..
وكل ذلك يندرج تحت اسم الهلوسة …
ما هي الهلوسة ..؟
هي استقبال من داخل المخ لإدراك أشياء غير موجودة في الحقيقة والواقع في المكان الذي يتواجد فيه هذا الشخص،
ولم تستقبله الأجهزة الخاصة بالإحساس التي خلقها الله في الإنسان للإدراك والإحساس بالموجودات خارج الجسم،
وهذا الخلل في الإدراك يحدث في بعض حالات مرض انفصام الشخصية (وهو مرض عقلي).
وعقاقير الهلوسة هي تلك المواد التي إذا تعاطاها الإنسان سواء عن طريق الحقن أو الفم فإنها تؤثر على الجهاز العصبي المركزي حيث تطلق العقل من سيطرة العقل الواعي (الضمير) لكي يحلق في الخيال وفي اللامعقول ..
وفي مقالة أخرى سوف نتناول بإذن الله أنواع عقاقير الهلوسة ..
تم التحديث في 6 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان