إن المشاكل الأسرية تكاد لا تخلو منها كل عائلة، مع اختلاف حجمها و نتائجها،
قد تكون مادية أو اجتماعية أو نفسية أو مشكلة في التوافق بين الزوجين،
ومما لا شك فيه أن طريقة التعامل مع هذه المشاكل تنعكس على الأبناء وصحتهم النفسية،
فالأطفال يكونون أكثر حساسية تجاه الكلمات التي نطلقها من أفواهنا سواء كانت مقصودة أو لم تكن كذلك،
حيث أنهم مازالوا في طور تكوين الشخصية، وبالنسبة لهم يكون الوالدين هم العنصر الأساسي في تكوينها.
فكلما كان الوالدين أكثر نضوجا ووعيا في التعامل مع مشاكل الحياة و التحكم في انفعالاتهم خصوصا أمام أبنائهم،
وكلما أحسنوا من ردود الأفعال تجاه أخطائهم الطفولية فلا يضخموا من حجم رد الفعل باستعمال التوبيخ العنيف والكلمات الجارحة،
كلما نشأ الطفل نشأة سوية متزنة و يكون في المراحل الأخرى من حياته قادرا على التعامل مع صعوبات الحياة دون مشاكل.
فمما لا شك فيه أن جو الانسجام الأسري و تعميق مشاعر الود بين أفراد الأسرة يسهم إيجابا في خلق بيئة إيجابية فعالة لإنتاج شخصيات متزنة.
فالأطفال كالمرآة تعكس تصرفات الآباء و الطريقة التي ربوهم بها، فالطفل المشاكس العنيف،
الذي يجنح إلى ضرب زملائه والتخريب غالبا ما قد يكون تعرض إلى العنف والتوبيخ الزائد من الأهل،
حتى أصبح العنف جزء من شخصيته، كما أن الطفل العنيد يكون نتيجة الإهمال الزائد من الأهل.
و مما لا شك فيه أن الطفل يستقبل من والديه المهارات السلوكية والاجتماعية والدينية،
وخصوصا تلك المرتبطة بالعادات و التقاليد حسب تنشأة الأهل.
فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما ليس على درجة كافية من الوعي للتعامل مع طبيعة الطفل قد يؤثر سلبا في اندماجه مع المجتمع المحيط،
فقد ينشأ غير واثق من نفسه نتيجة كلمات قد نحسبها بسيطة أو وقتية ولكنها تستمر مع الطفل حتى مرحلة النضوج،
فحينما نوبخهم بقول أنت فاشل، أنت لا تصلح لشيء، أنت غبي … إلخ نزرع تلك الكلمات دون قصد في عقولهم،
لتنموا مع الوقت و تسبب مشاكل تحد من ذكاء و انتاجية و ثقة أبنائنا.
لذلك لا بد أن نكون في منتهى الحذر تجاه ما يصدر من أفواهنا فقد تكون كلماتنا كالسيف يكسر كيانهم في المستقبل.
وقد نتسبب في جعلهم فريسة سهلة لرفقاء السوء والمخدرات والإدمان نظرا لضعف الأرض التي يقفون عليها،
نتيجة مشاكل الأهل و خصوصا المشاكل الزوجية التي تنتهي بالطلاق و حرمان الأبناء من أحد الوالدين أو كلاهما.
وهنا يجب التركيز على تعويض الطفل نفسيا لسد ذلك الفراغ الذي خلفه غياب أحد الوالدين،
فلا نجنح للقسوة الزائدة أو التدليل الزائد، كما لا بد من معرفة مشاكلهم و مساعدتهم على حلها حتى لا يبحثون على الحلول من أشخاص خاطئين قد يمثلون خطورة على مستقبلهم،
خصوصا في مرحلة المراهقة و التي يختبر المراهق خلالها حدوده مع كافة المحيطين به حتى الوالدين،
فلا بد أن يكونوا قدوة له حتى يتخطى تلك المرحلة دون خسائر.
تم التحديث في 24 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان