كثرت التساؤءلات مؤخرا عن كيفية الوقوع فريسة للإدمان ولكي يتسنى لنا الإجابة فلابد من معرفة ما هو الإدمان وكيف يحدث؟
فلقد اتفق العلماء على أنه شعور مؤقت بالراحة و السعادة و المزاج المعتدل نتيجة سلوك معين أو مادة كيميائية تدخل الجسم،
مما يدفع الشخص لتكراره مرارا حتى يصل لنفس الشعور بالسعادة و الراحة،
والتي ينتج عنها إشارات عصبية لباقي أعضاء الجسم بالراحة والإسترخاء.
وإذا ما توقف الشخص عن هذا السلوك أو تعاطي تلك المادة فإنه يبدأ في المعاناه من أعراض الانسحاب،
مما يصاحبها من إكتئاب و إصدار العقل إشارات عصبية عكسية بعدم الرضى و العصبية و تقلب المزاج،
حتى يعود إلى نفس السلوك أو تعاطي المواد التي ليست بالضرورة أن تكون مواد مخدرة بل تصدرت الكحوليات و التدخين قائمة الإدمان،
حيث إكتشف العلماء أن أضرارها تفوق أضرار الماريجوانا و الحشيش.
استعداد الجسم للإدمان
و استعداد الجسم للإدمان يختلف من شخص لآخر على حسب تاريخه الوراثي إن كان لديه أشخاص مدمنين في تاريخ عائلته أم لا.
و كذلك الاستعداد الجيني و استعداده النفسي من حيث إن كان يعاني من أمراض نفسية أم لا و كذلك الصحة العامة.
فهو ليس كما صورته العديد من الأفلام و المسلسلات حيث يقع الشخص فريسة له من مرة واحدة،
بل يمر الشخص خلال أربعة مراحل على الأقل حتى يصنف مدمنا.
مراحل الادمان
تبدأ بالمرحلة الأولى و هي مرحلة التجربة حيث يشعر الشخص بالراحة و السعادة من المادة المخدرة،
و عادة تأتي هذه المرحلة بتشجيع من المحيطين أو بسبب التنقل الذي يفرض على صاحبه نوعا من العزلة و الاكتئاب،
ثم المرحلة الثانية و هي التعاطي القصدي حيث يسعى الشخص إلى تعاطي المادة المجربة للحصول على نفس الشعور.
وتختلف من شخص لآخر على حسب البيئة المحيطة و الإمكانيات الاقتصادية و رقابة الأهل.
ثم المرحلة الثالثة و هي مرحلة الإدمان حيث يواظب الشخص على تعاطي المادة يوميا،
وإذا ما توقف يظهر عليه أعراض الانسحاب و هي خمول و ضعف في التركيز و النشاط و صعوبة في التواصل الاجتماعي.
فالمرحلة الرابعة و هي الأخطر على الإطلاق و التي تسمى بمرحلة الإدمان المؤمن،
حيث تعجز المخدرات بكافة أنواعها عن تأمين الشعور بالمزاج المعتدل و الراحة و الاسترخاء كما كان سابقا.
الوصول إلى الطريق المغلق وضرورة سرعة اتخاذ القرار بالعلاج
وهنا يصبح الحل الوحيد إما العلاج أو الموت وحيث يكون العلاج صعبا أيضا إن كانت الحالة متأخرة،
حيث يلجأ المدمن إلى زيادة الجرعة لدرجة أنه من الممكن أن تمتد لطوال اليوم،
وقد تؤدي إلى السكتات الدماغية و الفشل في الجهاز التنفسي و التليف الكبدي و الاكتئاب الذي يدفع صاحبه إما للانتحار أو العنف وارتكاب الجرائم،
حيث يخرج عن نطاق السيطرة على نفسه فيلحق الأذى بذويه و المقربين منه.
وغالبا ما يصل المدمن لهذه الحالة نتيجة تعاطي مواد مخدرة قوية كالهيروين والمورفين والكوكايين والترامادول والكودافين والأدوية التي يدخل في تصنيعها مادة الكبتاجون المخدرة.
و المدمن في هذه المرحلة من السهل التعرف عليه من خلال سلوكه و بالتالي لابد من التدخل الطبي للعلاج و الا ستكون النتيجة الحتمية الوفاة.
تم التحديث في 4 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان