مصر هي المجتمع الأكبر عددا في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط ، أضف إلى ذلك أن المجتمع المصري يتنوع فيه ثقافات الأفراد ومستوياتهم الاقتصادية بشكل ملحوظ ومصر دولة تتوسط العالم وتقترب من طرق تهريب المخدرات القادمة من الشرق من أفغانستان والهند وإيران والمتجه إلى الغرب كما أن لها قرب جغرافي مع لبنان احد مراكز المخدرات المصنعة وما تتمتع به مصر من حدود برية وبحرية طويلة كل هذا جعل مصر هدفا لعصابات التهريب وسوق رائجة للمخدرات ومن ثم نشأت مشكلة الادمان فى مصر والتي تمثل تحديا مجتمعيا كبيرا وأيضا عبئا اقتصاديا شديدا ومنه علينا الاقتراب من ملف علاج الادمان فى مصر ومدى كفائتة وفاعليته والتحديات التي تحيط بهذا الملف الهام والخطير.
أسباب انتشار ظاهرة ادمان المخدرات في مصر
لكي نناقش ملف علاج الادمان في مصر علينا أن نسأل لماذا تنتشر ظاهرة الإدمان داخل المجتمع المصري فبرغم من المجهودات التي تقوم بها أجهزة مكافحة المخدرات داخل مصر إلا أن المجتمع المصري لا يزال تحت سقف الخطر الإدماني حيث تنتشر الظاهرة خاصة في الفترة الأخيرة فما هي الأسباب؟
1: الثقافة المجتمعية المنتشرة خاصة في الأماكن الشعبية التي قد تربط بين الخشونة والرجولة وتدخين المخدرات خاصة الحشيش.
2: الضغوط الاقتصادية التي قد تمثل عبئا على النفسية المصرية تدفعها للهروب إلى الإدمان وفى هذه الحالة يكون الإقبال على مخدرات رخيصة الثمن كالترامادول والبانجو.
3: انتشار سلوك الإدمان بين قطاع السائقين المصري وهو قطاع كبير لتوهم أفراد هذا القطاع أن المخدرات تساعدهم على تحمل ساعات عمل طويلة ونوم أقل.
4: انتشار ظاهرة زراعة البانجو خاصة في صعيد مصر وسيناء ساعد على دخول هذا المخدر بقوة إلى سوق المخدرات نظرا لانخفاض سعره وزيادة المعروض منه.
والسؤال الذي يفرض نفسه بشدة الأن:
ما هي التحديات التي تواجه ملف علاج الادمان في مصر
1: نقص مستويات الخدمة الطبية والنفسية المقدمة للمدمن في معظم مصحات علاج الادمان في مصر وعدد مراكز الإدمان التي تستطيع أن تقول إنها وفق المستويات العالمية قليل.
2: الثقافة الأسرية والاجتماعية التي كثيرا ما تقاوم فكرة علاج المدمن داخل مصحة خوفا من الفضيحة مما قد يؤثر سلبا على مسيرة العلاج خاصة لو كان المدمن في حالته المتأخرة فقد يتعرض للانتكاسة بعد فترة علاج طويلة فضلا على انه قد لا يعالج أصلا وتفشل رحلة العلاج نظرا لعدم خضوعه لعلاج متخصص.
3: عدم نشر ثقافة الوعي القائمة على التعامل السليم والعلمي مع المدمن على انه إنسان بحاجة إلى مساعدة من حوله وقد يكون ضحية وتلك الثقافة لم تجد طريقها حتى الأن في أجهزة الإعلام المصرية أو قطاع التعليم المصري فلن نستطيع أن نقول إن علاج الادمان في مصر بدأ يأخذ الطريق الايجابي الطبيعي كغيره من الدول المتقدمة في هذا المجال إلا عندما نجد المجتمع المصري يتقبل المدمن الباحث عن المساعدة سواء أثناء رحلة علاجه أو بعد ما يعالج.
4: الجهل الذي قد يدفع المحيطين بالمدمن إلى الاعتماد على علاجه بوصفات شعبية قد تسبب له ضرر صحي ونفسي يفوق الضرر الذي خلفه المخدر داخل جسده ومن أخطر الظواهر التي انتشرت في مصر شركات العلاج بالأعشاب الغير مراقبة أو مرخصة وتعلن عن نفسها بلا رقيب في كافة أجهزة الإعلام وللأسف قد تحتوي منتجات تلك الشركات على مواد خطرة تسبب أذى جسيم للمدمن.
عزيزي القارئ: نظرا لان التعامل مع المدمن ليس بالأمر السهل خاصة وان تأخرت حالته كما أن الإسراع في طلب المساعدة من مراكز متخصصة في علاج الإدمان يجنب الأسرة والمدمن تجارب كثيرة أليمة من الفشل في العلاج أو الانتكاس لذا لا تتردد أخي المدمن بالاتصال بمراكز علاج تتمتع بالثقة والمهنية والكفاءة والسمعة الطيبة الحسنة حتى تكون قد خطوت أولى الخطوات في رحلة علاج الادمان على المخدرات والنجاة من هذا الجحيم .
تم التحديث في 28 فبراير,2022 بواسطة موسوعة الإدمان
وش اسم الشخص الي كتب المقال؟