تنوعت واختلفت الآراء حول العلاقة بين المخدرات والجريمة، وهل تلك العلاقة هي علاقة ارتباط بين مقدمات ونتائج،
أم أنها علاقة ارتباط بين مثير واستجابة.
ففي خلال السنوات الأخيرة وبعد انتشار ظاهرة المخدرات عالمياً وسوء الاستعمال المفرط والزائد عن الحد لها،
كان من الواضح أن ثمة جرائم تحدث قبل التعاطي وجرائم أخرى تحدث بعد التعاطي، وأغلب تلك الجرائم يرتبط بأمرين ..
العلاقة بين المخدرات والجريمة
1) الأمر الأول يتعلق بجلب المخدرات وتوزيعها، حيث تحدث العديد من جرائم القتل والأذى أثناء الاصطدام مع قوات الأمن التي تطارد عصابات المهربين،
أو حتى أثناء اصطدام المهربين مع بعضهم البعض بسبب الصراع على تلك المخدرات.
2) الأمر الثاني يتعلق بعملية استهلاك وتعاطي تلك المخدرات،
وأغلب الجرائم المتعلقة بذلك هي تلك التي تحدث بسبب القهر الذي يسبق رغبة المدمن في الحصول على المخدر،
عندما يقع في ضائقة مالية تحول بينه وبين القدرة على شراء المخدرات،
فقد يسرق ليحصل على المال من أجل شراء المخدرات أو قد تبيع عرضها وشرفها من أجل الحصول على المخدرات.
وتشير دراسة أجريت في تورنتو بكندا إلى تورط الكثير من الأحداث والشباب في نشاط عصابي لارتكاب جرائم،
مثل السرقة والسطو من أجل الحصول على المال لشراء المخدرات.
كما اتضح أيضا أن جرائم العنف والتشويه واستخدام الأسلحة قد صاحبت تسويق مخدر كراك الكوكايين،
وأيضا كثيرا ما يرتكب مسيئو استعمال العقاقير جرائم تتصل بتعودهم تعاطي المخدرات، وخاصة من أجل الحصول على العقاقير أو المال الذي يشترونها به.
ومن ثم لم تعد ظاهرة تعاطي المخدرات ظاهرة اجتماعية سيئة جداً فحسب وإنما أصبحت جريمة كغيرها من الجرائم كالسرقة والقتل،
والسبب في ذلك أنها تسبب اختلال العقل والتفكير مما يدفع بالفرد إلى ارتكاب أي جريمة دون دون وازع أو ضمير.
مخاطر المخدرات على متعاطيها
هذا غير الأذى الذي يصيب متعاطيها حيث تؤدي إلى سلسلة من الأمراض الجسمانية والأمراض النفسية إضافة إلى اضطراب المعيشة وانخفاض الإنتاجية والموت المبكر وارتفاع حوادث السيارات.
كما يُصاب الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالهلاوس والاعتقادات الوهمية التي ليس لها أي أساس من الصحة،
والتي تشكل خطورة بالغة على سلوكهم حيث تدفعهم دفعاً لارتكاب أعمال منافية للعقل والأخلاق،
ففي إحدى الدراسات وُجد أن الشخص المتعاطي للحشيش يُصاب بهذيان وهلاوس ومعتقدات وهمية كأن يعتقد أن أحد أقاربه يضع له السم بقصد قتله أو أن زوجته تخونه مع شخص آخر،
وتكون النتيجة لهذه الهلاوس هو أن يلجأ المتعاطي لاتخاذ إجراءات دفاعية شديدة بما يتماشى مع معتقده الوهمي كأن يقتل ذلك القريب أو تلك الزوجة مثلاً.
وفي بعض الدول أثبتت الدراسات والإحصائيات أن 85% من قضايا القتل تم ارتكاب الجريمة فيها تحت تأثير المخدرات.
وبالإضافة أيضاً إلى كل تلك الجرائم المتعلقة بالمخدرات، فقد يلجأ المدمن إلى الانتحار عن طريق أخذ جرعة زائدة من المخدر،
ومن ثم فإن العلاقة بين المخدرات والانتحار هي علاقة وطيدة.
وفي بعض الأحيان فإن المدمن لا يفكر في إيذاء نفسه ولكن تأثير المخدرات على عقله قد يدفعه إلى ذلك.
ومثال على ذلك حالة الانتحار تلك التي حدثت عندما تناول أحد الأشخاص عقار LSD وبكميات قليلة،
ورغم ذلك انتابته بعض الهلوسة وتخيل أنه كالفراشة أو كالطائر ويمكنه الطيران.
وهكذا وثق على أنه بمقدوره ذلك وقفز من النافذة ليس رغبة في الموت أو حتى التفكير فيه ولكنها كانت تلك الهلاوس والتخيلات التي دفعته إلى ذلك المصير.
ومن هنا نستطيع أن نقول أن المخدرات والجريمة متلازمتان،
ومن أصر على المضي في طريق المخدرات والإدمان فهو أو هي – بدون شك – سيقع في بئر الجريمة يوماً ما.
ومن ثم فإن العاقل أو الفطن هو من استطاع أن يلحق نفسه قبل فوات الأوان .. وقبل أن يقضي عليه الإدمان ..
تم التحديث في 3 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان
لم يتم التحدث عن اضرار المخدرات التي تطال المركز الاجتماعي للمتعاطي وفقد وظيفته جراء هذا التعاطي وبذلك يكون قد اخفق اجتماعيا و عمليا و أسريا جراء تعاطيه فصلا عن مايقد يسبب له من حالات الاعتداء على السرقة واساءة الامانة
نشكرك أختي على هذه الإضافة الرائعة