قبل الحديث عن الاطفال والمخدرات علينا أن نعلم أن التربية السليمة و البيئة الصحية والقيم الأخلاقية هي أساس صلاح الفرد.
ولكن مع تغير العالم من حولنا و سرعة الوتيرة التي يجري بها كل شيء كان لابد من تغير وسيلة تربية الأبناء لتواكب هذا التغيير.
ولكي نفهم العلاقة بين الاطفال والمخدرات فلابد أن نعلم التربية تبدأ من اليوم الأول للطفل،
حيث يتعلم التواصل مع الوالدين عن طريق العينين و النظر إليهما.
وهنا يسهل بناء جسر من المحبة الذي يكون أساس التوجيه فيما بعد،
وحيث أن الأطفال في السنوات الأولى يتعلمون كل شيء عن طريق اللعب فلقد ابتكر العلماء عام 1984وسيلة رائعة لتنمية الإدراك عند الأطفال و زيادة نسبة ذكائهم من جهة و تنمية جسور التواصل بين الآباء و أبنائهم من جهة أخرى ألا و هي المكعبات.
و لقد كشفت الدراسات أن لعب المكعبات مع الأبناء أسهم في إبعاد الآباء عن التدخين بنسبة 5%،
حيث يشغل الوقت و يصرف الانتباه إلى شيء آخر لفترة لا بأس بها من الوقت ثم تأتي مرحلة أخرى في حياة الأبناء،
وهي المراهقة، حيث لم يعد اللعب حينها له نفس الدور في التعليم وتبدأ الاهتمامات في التغير،
فلا بد من اقتراب الآباء من أبنائهم و معاملتهم كالأصدقاء مع الحرص على زرع القيم الصحيحة وبرمجة الوعي لديهم بالأفكار البناءة التي تعمل على حمايتهم مستقبليا.
وبذلك سيكون العلاقة بين الاطفال والمخدرات مقطوعة مستقبلاً وسبيل مغلق من الصعب الدخول فيه.
كما يجب الحرص على شغل أوقات فراغهم في رياضة ما مع جعلهم يختارون نوع الرياضة التي يفضلونها،
فتنمي لديهم روح الالتزام و لا نغفل دور الدين و تقريبهم من الله و المواظبة على الصلاة و أداء العبادات،
مما يجعل ضميرهم رقيبا عليهم أمام الله من الوقوع في أي شيء يغضبه حتى و هم بمفردهم.
كما لا بد من تفهم مشكلاتهم و محاولة حلها حتى لا يبحثون عن الحلول في غير موضعها الصحيح.
رفقاء السوء هم أساس الربط بين الاطفال والمخدرات
ففي كثير من الأحيان يميل المراهق إلى تضخيم حجم المشكلة فيستغلونها رفقاء السوء للدفع به إلى طريق المخدرات والادمان.
و هنا يأتي دور الأهل في تصويرها له بحجمها الطبيعي و توصيلها له بالصورة الصحيحة.
كما يسعى المراهق في هذه المرحلة إلى إختبار حدوده مع جميع المحيطين به و كذلك مع القواعد التي تعلمها سابقا.
وهنا يجب على الوالدين تفهم طبيعة هذه المرحلة و التحلي بالصبر و استغلال جسور الثقة التي بنوها سابقا في ارساء تلك الحدود،
مع مراعاة القيم الإنسانية و طريقة التعامل فلا يفقدون أعصابهم أو يلجأون إلى العنف الذي من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية.
ولا تغلب عليهم العاطفة و الحنان الزائد فيستغلها المراهق كوسيلة للضغط على والديه.
بل يجب أن يكون بين هذا و ذاك فتكون هناك لغة جيدة للتفاهم مع التحلي بالحزم في بعض الأوقات.
وتمثل هاتين المرحلتين (الطفولة و المراهقة) أخطر المراحل التي تشكل شخصية الفرد لاحقا و تصنع منه إما انسانا سويا أو فريسة للمخدرات و الفشل و غيرها من سبل الضياع.
فلا بد للأهل من استغلالها بالصورة الصحيحة كي لا يخسرون أبنائهم فلا ينشغلون عنهم كليا،
بل لابد من تخصيص وقت لهم للاستمتاع كأسرة سويا بعد يوم عمل شاق.
ولا بأس من ان يجتمعوا على مائدة الطعام حتى ينموا الروابط بينهم.
العلاقة بين الأطفال والمخدرات
إن العلاقة بين الأطفال والمخدرات هي علاقة بالأساس تقوم حين يتم فقد الثقة بين الآباء والأبناء ..
حين يفقد الإبن الثقة في أبيه وحين تفقد الإبنة الثقة في أمها ولا يجدون أمامهم غير الصديق،
والذي ربما كان صديق سوء فيأخذهم إلى هاوية المخدرات بزعم الهروب من المشكلات وبزعم الحصول على حسن المزاج وغير ذلك ..
فيا أيها الآباء، اقضوا أوقاتاً أكثر مع أبناءكم وابنوا جسور الثقة والحب والصداقة بينكم ولا تجعلوا العلاقة قائمة على هيئة أوامر ونصائح فقط ..
تم التحديث في 5 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان