القات شجرة دائمة الخضرة يتراوح طولها بين خمسة وعشرة أمتار،
وأوراق الشجرة بيضاوية مدببة، وتقطف للمضغ، وهي صغيرة السن حيث يبلغ عمرها أياماً ولا يزيد على أسابيع قليلة.
وينمو نبات القات في جبال اليمن وشرق أفريقيا ويسمح باستعماله وتناوله بين أفراد الشعب اليمني (حيث يباع في أسواق اليمن).
ولكن تحظر زراعته في باقي البلاد العربية، ويرجع استعمال القات في اليمن إلى مئات السنين،
لارتباط استعماله في كثير من الأحيان بالاحتفالات السعيدة والمناسبات العقائدية،
حيث يقدره من يستعمله باليمن بنسبة 60 – 70 % من سكانه، وأوراق نبات القات الطازجة تمضغ بواسطة الفم،
ويحتفظ بها الشخص داخل الفم لمدة تتراوح بين عدة دقائق وعدة ساعات،
حيث يستحلب عصارة الأوراق ثم يلفظها بعد ذلك.
كما يمكن تعاطي القات في صور أخرى كأن يشرب كالشاي أو يدخن مثل الحشيش.
والمواد الفعالة الموجودة في الأوراق الخضراء للنبات (حيث تفضل الأوراق الحديثة النمو) تفقد الكثير من فعاليتها إذا جفت أو خزنت لأكثر من يومين،
لذا يفضلون الأوراق الطازجة أو يلجأ مستخدموه إلى حفظ الأوراق في مكان رطب أو بله بالماء عدة مرات للإبقاء على فعاليته لأطول مدة ممكنة.
على ماذا يحتوي القات
ونظراً لاحتواء القات على مواد مثل أدوية الإفدرين والأمفيتامين فيصنف بالتبعية على أنه من المواد المنبهة،
ومن الطريف أنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين C (ج) الذي يساعد إلى حد ما على معادلة وتقليل بعض آثاره الضارة.
وتحتوي الأوراق على عدة مواد من أهمها مادتي الكاثين والكاثينون،
ولهاتين المادتين تأثير منشط ومنبه للجهاز العصبي المركزي (مثل مادة الأمفيتامين)،
حيث يشعر المتعاطي باليقظة والانتعاش والتخلص من التوتر النفسي، وزيادة الرغبة في الحديث والضحك والإحساس بالشبع،
وزيادة الرغبة في الممارسة الجنسية خاصة إذا كان المتعاطي من الرجال، ويعقب ذلك استرخاء وعدم تركيز.
ومن ناحية أخرى يسبب تعاطي الجرعات الزائدة من القات إلى حدوث الأرق والقلق بالإضافة إلى الهلوسة ،
كما أن له تأثير ضار على الجهاز الهضمي، حيث يسبب فقدان الشهية وعسر الهضم والتهاب المعدة والإمساك،
كما يؤدي إلى سوء التغذية والهزال، وفي حالات الإدمان المزمنة للقات قد يسبب تليف الكبد.
أعراض الانسحاب من القات
وتتميز أعراض الامتناع عن القات بأنها بسيطة، حيث أنه يسبب توتراً نفسياً (وليس جسمانياً)،
وتشمل الأعراض النفسية على حدوث الاكتئاب وسرعة الانفعال، والأحلام المزعجة والأرق.
مكافحة الادمان القاتي
وجدير بالذكر أن اليمن وبقية الدول الأفريقية المعروفة بانتشار القات فيها حاولت في أوقات مختلفة أن تكافح انتشار القات فيها،
خصوصاً بين المثقفين فيها، وعقدت المؤتمرات تحت رعاية عصبة الأمم المتحدة وهيئة الصحة العالمية والمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي،
والمجلس الدولي للكحوليات والمخدرات لمنع تعاطيه، لكن هذه المحاولات لم تنجح حتى الآن لأسباب متعددة،
منها أن انتشار القات في تلك الدول أقرب إلى الظاهرة الاجتماعية منه إلى الانتشار الوبائي الإدماني،
فهو في حياة اليمن مثلاً منسوج نسجاً محكماً مع كثير من الوظائف والظواهر الاجتماعية الأخرى،
بالإضافة إلى تضارب الآراء حول ممارسات تناوله.
وفي دراسة تم إجراؤها في الجمهورية العربية اليمنية في أوائل الثمانينات تبين أن الأطفال المولودين لأمهات اعتدن على مضغ القات وتخزينه يولدون منخفضي الوزن،
وفيما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية المرتبطة بتعاطيه يتحدث عدد من الباحثين عن الاضطرابات العائلية الخطيرة التي قد تصل إلى درجة التخلي عن الالتزام الأسري،
والإهمال الشديد لمطالب تنشئة الصغار وتعليمهم، وإهدار الموارد المالية التي يمكن أن تكون سنداً للأسرة في حياتها،
كما تحدث عدد من الباحثين عن الاضطرابات الصحية التي تصحب التعاطي وفي مقدمتها ارتفاع ضغط الدم،
وزيادة عدد ضربات القلب، وزيادة معدلات التنفس، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والإمساك وانسداد الشهية،
والأرق، والصداع النصفي، وضعف الدافع الجنسي.
تم التحديث في 8 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان