السعادة ؛ ذلك الشعور الذي يسعى الانسان إلى الحصول عليه بكل ما أوتي من قوة ، وهناك من يستطيع تحقيقه من خلال وضع الأهداف والوصول إليها كالحب والزواج والمكاسب المادية والعمل الجيد وغيرها ، وهناك من يحاول الوصول إليه عبر تعاطي المخدرات والعقاقير المنشطة ؛ تلك الأكذوبة الكبيرة التي يعيش بها الشخص وتحقق له السعادة اللحظية والمؤقتة .
السعادة الربانية :
في ظل حديثنا عن المخدرات وتأثيرها المزيف والمؤقت ، يشير المتخصصون في الطب النفسي إلى المنظومة الربانية التي منحها الله – عز وجل – إلى الانسان والتي بإمكانها أن تمنحه الشعور بالسعادة والنشوة عبر افراز مادة ” الاندورفين ” في المخ ، وعادة ما تفرز هذه المادة عند تحقيق هدف أو نجاح كمكافئة ربانية تصدر من المخ تمنح الشخص الشعور بالسعادة والنشوة وتحثه على تحقيق المزيد من النجاحات ، من هنا تنمو الأمم وتحقق الطاقة البشرية مزيد من التقدم لمجتمعاتها .
ولكن عند الوقوع في دوامة المخدرات ، فالأمر يختلف كثيراً ، فهذه المواد يمكنها أن تحقق السعادة للشخص لكن في شكل مؤقت ، ويأتي بعدها العقاب الرباني يحمل خللاً في المنظومة الطبيعية لعمل مادة الاندورفين في الجسم ، ونتيجة توجه المادة المخدرة إلى نفس المواقع بالمخ والتي يعمل عليها مخدر الاندورفين ، ومن ثم يتم تعطيل الافراز الطبيعي لهرمون السعادة الطبيعي وهو ( مادة الاندروفين ) بالجسم .
لذلك يمكننا أن نقول أن حياة المدمن تتحول إلى عذاب بدون تعاطي المادة المخدرة ويصبح عبداً لها ، ومن هنا تزداد الرغبة الملحة في استمرار التعاطي وزيادة الجرعة أحياناً لضمان الحصول على ذلك الشعور المزيف بالسعادة ، وبمرور الوقت يحدث الاعتماد النفسي والعضوي على هذا المخدر .
ويصاحب الامتناع عن هذا المخدر ظهور بعض الأعراض النفسية والجسمانية ، ومن هنا يأتي تعريف الادمان بأنه مرض نفسي شديد ومزمن ومنتكس ينعكس بشكل مباشر على الوضع الصحي للمريض ويؤدي الى تدهوره .
أعراض التعود الجسدي والنفسي للمخدرات :
وتظهر أعراض التعود الجسدي للمخدر في صورة أعراض تسممية والتي تحدث عند تناول كميات كبيرة من المواد المخدرة ، اما عن التعود النفسي فيأتي في صورة الحب المبالغ فيه للمادة المخدرة وتأثيرها وإعطاءه الأولوية عن أي شيء آخر في حياة الشخص المدمن، وهناك بعض المواد يزداد تأثيرها الجسدى عن تأثيرها النفسى (مثل الهيروين والترمادول والكحول وغيرها)، بينما هناك بعض المواد يبلغ تأثيرها النفسى أكبر من تأثيرها العضوى (مثل الحشيش والبانجو)، مما يجعل المدمنين يعتقدون خطأ أنها لا تسبب الإدمان لكونهم يستطيعون الإقلاع عنها دون حدوث أعراض انسحابية جسدية شديدة، إلا أن الشخص يظل فى حاجة نفسية سيئة نتيجة الادمان النفسي على هذه المواد .
بقلم/ منى المتيم
تم التحديث في 17 يناير,2017 بواسطة موسوعة الإدمان