المحتوى
مرض الادمان ..
الادمان هو مرض مثله مثل أي مرض من الممكن أن يتعافى منه المريض بإذن الله أو نمنع حدوثه من الأصل عندما يتوفر الوعي الكافي به ..
كل إنسان عنده أولويات في حياته مثل علاقته بالله ، صحته ، دراسته ، عمله ، أموره المادية ، أصدقائه ..
وفي بداية تعاطي المخدرات يكون المخدر ليس من أولويات المدمن ، بل ربما كان من آخر أولوياته ، وكلما زادت مدة التعاطي ، يظل المخدر يرتفع في سلم الأولويات حتى يصل أن يكون من أهم أولويات المدمن ، ويكون عند المدمن الاستعداد أن يضحي بكل شيء مهما كان في سبيل الحصول على المخدر ..
سمات الشخصية الإدمانية :
1) الشخص المصاب بمرض الادمان دائم الشعور بعدم الأمان الاجتماعي ، ويشعر دائماً أن الناس تقيمه في كل مواقفه ، وضعيف في مواجهة الآخرين، ولا يستطيع المطالبة بحقوقه، ولا يعرف أن يقول “لا” ، ويكون في الغالب تابعاً لأصدقائه ، وخجولاً إلى حد كبير ، وهذه الشخصية تتأثر دائماً بالبيئة المحيطة مثل المكان والزمان والأشخاص.
2) صورته الذاتية لنفسه سلبية جداً ، وعنده إحساس دائم بعدم الكفاءة وإنه دائماً ينقصه شيء لكي يكون في خير حال.
3) وحتى لو كان متفوقاً دراسياً أو رياضياً ، فإنه يشعر دائماً بأن ذلك الشيء ينقصه ، وهو يتفوق دراسياً ورياضياً فقط من أجل نيل حب الآخرين ورضاهم ولكي يكون مقبولاً عندهم ..
4) هذه الشخصية تكون دائماً غير راضية عن نفسها ، ويكون صاحبها دائماً عنده خيال ورفض للواقع وأحلام يقظة.
المراحل التي يمر بها المدمن خلال رحلة الإدمان:
1) مرحلة التجربة (الحفلة)
عندما تدخل المخدرات في حياة المدمن ترفع من كفاءته نفسياً وجسدياً واجتماعياً ، حيث يشعر المدمن أن كل العيوب التي كان يشعر بها يتم تسكينها ، فلن يعد يشعر بعدم الأمان الاجتماعي أو الخجل الشديد أو الشعور بالدونية ، ويبدأ يشعر بأنه قائد وليس تابع ، ويشعر بأنه كسر جميع القيود والمراقبة الذاتية ، ويشعر بثقة مزيفة في نفسه ، ويشعر أنه يتعامل بطلاقة وبدون قيود ، ومن هنا يشعر أن وجد الشي الذي ينقصه والذي رفع من كفاءته العقلية والنفسية لأنه يشعر بالأمان المزيف مع المخدر ويشعر بالكفاءة المزيفة ، كما يشعر بتحسن في قدراته الاجتماعية، كما يشعر بأنه يفعل شيء ضد القانون وضد القواعد وبالتالي يشعر بنوع من التحدي المزيف وأنه بدأ يفرض شخصيته على الآخرين.
ومن مخاطر هذه المرحلة أن الأهل يكونون غير مدركين لهذه الكارثة الحاصلة والتي وقع فيها ابنهم ، والذي يشعر بدوره أنه أصبح متميز وعلى أفضل حال وأنه يمكنه في أي وقت التوقف عن المخدرات بدون أي مشاكل، وهذا بالطبع إحساس مزيف لأنه ما زال في البداية ، ولكن هناك أنواع قوية جداً من المخدرات إذا بدأ بها المدمن فلن يمكنه التوقف وحده مثل الأمفيتامينات بأنواعها ، الكريستال ، الشبو ، الكوكايين ، الهيروين ، الأفيون ..
كما أنه للأسف يوجد بعض الناس يعتقدون أن بعض المخدرات ليست إدمان ..
ومن الممكن أن تستمر فترة الحفلة هذه من 6 شهور إلى سنة.
2) المرحلة الثانية في رحلة الإدمان هي مرحلة فقدان السيطرة داخلياً أو مرحلة ما قبل التفكير
وهذه أيضاً تستمر من 6 شهور لسنة تقريباً ، وهذه المرحلة هي مرحلة طلب المخدر خصوصاً عندما يكون هناك مشاكل أو متاعب تواجه الشخص المدمن ، فيرتبط المدمن بالمادة المخدرة أكثر حتى تصل إلى مرحلة الاعتماد على المخدر .. وكلما قل تركيز المخدر في الجسم كلما شعر المدمن بأعراض الانسحاب والتي تجعله مشتاق للمادة المخدرة.
والذي يشجع المتعاطي على الاستمرار في هذه المرحلة أنه لا يوجد آثار نفسية أو اجتماعية مدمرة ظاهرة عليه حتى الآن ، ولكن مع تقدم المدمن في هذه المرحلة يبدأ يظهر الصراع النفسي داخل الشخص المدمن بين ما كان عليه من استقامة وأخلاق وحرية والتمتع بالحياة وبين الوضع الذي أصبح يعيشه الآن من أخطاء يومية لا تنتهي ، هذا غير المخاوف التي تسيطر على الشخص المدمن من المستقب المظلم والذي من الممكن أن ينتهي بالموت أو السجن أو الفضيحة ، وفي هذه المرحلة يبدأ الشخص المدمن بينه وبين نفسه أن بدأ يكذب أو يسرق لكي يحصل على النقود ..
وهذا كله والأهل ربما لا يلاحظون حتى الآن لأنه مازال إلى هذه المرحلة متماسكاً حيث يكون ما زال مظهر الخارجي جيد ويهتم بنظافته الشخصية ويذهب إلى جامعته أو عمله وما زال يظهر في البيت بمعدل معقول وما زال شكله لم يتغير من المخدر ، وبالتالي لم يشعر به أحد بعد .. ولكنه داخلياً يشعر بنفسه وبما يفعله ويعرف أنه يكذب ويسرق من أجل المخدر ويعرف أنه يتعامل مع تجار مخدرات للحصول على المخدر ، ويختبئ وهو يتعاطى المخدر في الحمام ، في السيارة ، أو في أي مكان لا يراه فيه أحد.
هو بينه وبين نفسه أصبح يرى أن هناك بوادر مشكلة ..
3) المرحلة الثالثة والأخيرة في رحلة الادمان هي مرحلة فقدان السيطرة الخارجي أو مرحلة الإنكار ..
وفي هذه المرحلة يعتاد المدمن على الادمان ، فيشعر أنه لا يوجد فائدة لمحاولات امتناعه عن المخدر ، وبالتالي يستسلم للمخدر ويعيش بدون أي صراع نفسي ، ولكن في نفس الوقت تبدأ حالته الصحية تتدهور ، وتبدأ تظهر عليه الآثار المدمرة للإدمان ، فلو كان طالباً يتأخر في دراسته ، ولو كان موظف ، يبدأ في الغياب عن عمله ، ويبدأ يعيش حالة من العزلة وحده بعيد عن أسرته ، وتظهر الانحرافات الأخلاقية مثل الكدب والاحتيال والسرقة ، ويمكن أن يتعرض أيضاً لبعض المشاكل القضائية ، وفي هذه المرحلة يبدأ المدمن في زيادة الجرعة لكي يصل للنشوة الأولى وينشغل بالمخدر لدرجة أن يكون المخدر محور حياته كلها ، فيبدأ في إهمال كل شيء (عمله ، أولاده ، مظهره ، زوجته) ويكون شغله الشاغل هو ضمان الوصول للجرعات ، فلا ينام ليلاً حتى يضمن جرعة الصباح ، ولا يهدأ في الصباح حتى يضمن جرعة الليل ، وكلما زادت المتاعب النفسية كلما زاد الطلب على المخدر.
وبعد أن كان المدمن يخبئ المخدر في المرحلة الثانية ، يحدث له هنا أن يقع منه في الغرفة ، ويبدأ من حوله يشعر بكذبه واحتياله ، وبدأت الأعراض تظهر على عينيه ، ويصبح عصبياً ، ويبعد عن أنشطة الأسرة وعن المناسبات الاجتماعية ويكون في عزله وحده ، ويبدأ هجوم الأسرة عليه ليعرفوا ماذا يتعاطى ، وبالتالي يدخل المدمن في مرحلة الدفاع عن قضيته الخاسرة وهي المخدر الذي يتعاطاه .. فيعرض عليه الأهل أن يكشفوا عليه للاطمئنان ، فيرفض وبشدة ، وكل الذي يدور في عقل المدمن في هذه المرحلة إنه يعيش دور الضحية وأن الأسرة والمجتمع هما السبب في ما هو فيه .. وهذه المرحلة كما وضحنا اسمها مرحلة الإنكار ..
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. وبعد أن أصبحت المخدرات متاحة في كل مكان وفي أي وقت .. فكيف نحمي أولادنا وبناتنا من خطر الإدمان .. ؟؟
1) الوعي الكافي بخصائص الشخصية الإدمانية.
2) عند ملاحظة أي مرحلة من هذه المراحل على أي فرد في الأسرة ، يجب اللجوء للمساعدة فوراً ، ولا يجب الانتظار حتى يصل المدمن للمرحلة الأخيرة.
3) يجب متابعة الأبناء سلوكياً .
4) يجب متابعة الأبناء بالتحاليل بشكل دوري.
5) مراجعة الأطباء النفسيين من وقت لآخر.
تم التحديث في 18 يناير,2017 بواسطة موسوعة الإدمان