تعددت أضرار ومخاطر المخدرات الصحية والإقتصادية والإجتماعية، ولا شك أن كل من هذه الجوانب جدير التوقف عنده وفحصه جيداً، ولكننا في هذا المقال سنتوقف فقط عند أهم النقاط في الجانب الصحي لأنه الأهم من بينهم.
إن المخدرات تستهدف بشكل مباشر نظام المكافآت البيولوجوي في داخل الدّماغ من خلال غمر الدورة العصبية بالدوبامين.
والدوبامين ماده كيميائية داخل الدماغ توجد بين نقاط تلامس روابط الخلايا العصبية وتسمى ناقل عصبي وهو موجود في مناطق من الدماغ تنظّم الحركة و العـــاطفة و الإدراك و الدوافع و مشاعر السرور.
والحفز المستمر نتيجة تعاطي المخدرات لهذا النظام الّذي يكافئ سلوكيات الإنسان الطّبيعية، بغرض إنتاج البهجة والشعور بالسعادة يتسبّب في اِرتفاع كبير في نسبة الدوبامين مما يؤثّر سلبا على صحة الفرد و نمط تفكيره.
والتعاطي المزمن للمخدرات يعطّل الطّريقة الّتي تتفاعل بها أبنية المخ الحساسة للسيطرة على السلوك وخاصة السلوك المرتبط بتعاطي المخدرات.
كما أن تنمية درجة اِحتمال الجسد للمخدر عن طريق زيادة حجم الجرعات من المخدرات للحصول على أثر المتعة المنشود أمر يؤدي إلى بلوغ مرحلة الإدمان.
المحتوى
مخاطر مرض ادمان المخدرات
ومرض إدمــــان المخدرات بصفته مرضا ًعقليّا، يؤدي إلـــى ضعف عملية ضبط الشخص لـنفسه و تلاشي قدرته على اٍتخـــــاذ قرارات واضحة و في الوقت ذاته يؤثّر سلبا في وظائف المخ،
ليستمر في إرسال إرشادات قوية تحثّ الشخص على تعاطي المخدرات.
والإدمان على المخدرات له أثر كبير على صحة الإنسان ومن تلك الأضرار الصحية الأمراض الّتي يتسبب فيها الإدمان على المخدرات هي أمراض الأوعية القلبيّة، والجلطة، والسّرطــان،
وفيــروس نقص المنـــاعة و مــرض الإيدز، و فيروس الكبد B » و« C ، وأمراض الرّئة ، والسمنة، والاضطرابات العقليّة.
وأظهرت الأشعة السّينيّة و تحليل الدّم الآثار المدمّرة لتعاطي المخدّرات الّتي يتمّ تعاطيها عن طريق التدخين،
حيث تتسبّب في حدوث سرطان الفمّ و الحلق و الحنجرة و الدم و الرئة و المعدة و الكلية و المثـانة و عنق الرحم.
و بالإضافة إلى ذلك فإنّ بعض المخدّرات المستخدمة مثل المستنشقات هي مواد سامة بالنّسبة للخلايا العصبيّة،
ويمكن أن تدمّرها أو تلحق الضّرر بها، سواء كانت تلك الخلايا في الدّماغ أو في الجهاز العصبي الطّرفي…
ويمكن القول أنّ تعـــاطي المخدرات و الاضطرابات العقلية متلازمة في الغالب، ففي بعض الحالات تكون الأمراض العقليّة سابقة للإدمان و في حالات أخرى يكون تعاطي المخدّرات سببا في اِنْبِثاق أو تفاقم الاضطرابات العقليّة،
وخاصّة لدى الأشخاص الّذين لديهم مواطن ضعف معيّنة. فتعــــاطي المخــدّرات و فيروس نقص المناعة البشريّة « HIV » متلازمة مع نقص المناعة المكتسبة « AIDS » و هي أوبئة متشابكة…
و بعيدا عن الآثار الضّارّة الواقعة على الفرد نتيجة إدمانه، فإنّ تعاطي المخدّرات يمكن أن يسبّب مشاكل صحيّة خطيرة للآخرين، إذ يوجد للإدمان ثلاث نتائج مدمّرة و هي:
1 – الآثار السلبيّة على الرّضيع و الأطفال نتيجة تعرّضهم للمخدّرات قبل الولادة
من المرجّح أن بعض الأطفال الّذين يتعرّضون للمخدرات قبل ولادتهم “من جرّاء تعاطي الأمّ الحامل للمخدّرات” سيحتاجون لدعم تعليمي في الفصول الدّراسيّة لمساعدتهم على التغلّب على ما قد يعانون منه من نقص كالحـــاجة لتنمية السلوك والانتباه والإدراك.
و يجري العمل حاليّا للتّحقيق ممّا إذ كانت آثار التعرّض للمخدّرات قبل الولادة قد تمتدّ إلى مرحلة المراهقة و تسبّب مشاكل أخرى خلال تلك الفترة الزّمنيّة أم لا.
2 – الآثار السّلبيّة غير المباشرة على الآخرين نتيجة لتدخين المخدّرات
بعض المخدّرات يتم تعاطيها عن طريق التّدخين، و التّدخين غير المباشر، كما يشار له بالتّدخين السّلبي الّذي يُعدُّ مصدرًا للتّعرّض لعدد كبير من المواد الخطرة على صحّة الإنسان وخاصّة الأطفال.
ووفقا لتقرير الجّراحين العامّ الصادر سنة 2006 و المعنون بـ”العواقب الصحّية للتعرّض غير الطّوعي لدخّان التّبغ”،
فإنّ التّدخين غير الطّوعي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 20 و 30% وسرطان الرّئة بنسبة تتراوح بين 25 و 30% لدى من لم يسبق لهم التّدخين.
3 – زيادة انتشار الأمراض المعدية
وتشير التّقديرات إلى أنّ حقنة مخدّرات مثل الهيروين والكوكايين و الميثامفيتامين، قد تسبّب الإصابة بالإيدز أكثر من 1/3 حالات الإيدز الجديدة.
كما أنّ تعاطي المخدّرات بالحقن يُعذُّ عاملا رئيسيا في انتشار الأمراض الكامنة القاتلة مثل التهاب الكبد الوبائي من نمط « C » وتسريع نموّ مشاكل الصّحّة العامّة،
ومن الجدير بالذكر أن تعاطي المخدّرات بالحقن ليس الوسيلة الوحيدة الّتي تتسبّب في انتشار الأمراض المعدية،
فكلّ أنواع تعاطي المخدرات تتداخل مع وظائف العقل ممّا يزيد في احتماليّة الوقوع في سلوكيات، تسهم في انتشار فيروس نقص المناعة البشريّة و مرض الإيدز، و اٍلتهاب الكبد الوبائي B »و « C .
تم التحديث في 27 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان