خلال العشر سنوات الأخيرة تحول التسوق الإلكتروني من شكلاً جديداً إلى نمط تسوق يقبل عليه الكثير من الناس، فظهر مصطلح ادمان التسوق الالكتروني.
حيث يصل كل ما تريد شرائه إلي باب منزلك وأنت جالس في بيتك فقط من خلال بعض النقرات على المنتج عبر وسائل التواصل الإلكتروني فيصبح في خلال أيام بحوزتك.
وسهولته جعلت لمن يعانون من إدمان التسوق العادي الانجذاب نحوه والإدمان على التسوق الإلكتروني أيضاً.
واكتسحت ظاهرة التسوق الإلكتروني الوطن العربي مؤخراً، حيث بدأت بفكرة تعجب لها المجتمع،
حتى أصبحت من أكثر الخدمات تداولاً وانتشاراً بين الناس، فشراء الأشياء عبر الإنترنت يجعل من التسوق أمراً مسلياً وممتعاً نسبياً لبعض الأفراد، حيث وجدوه وسيلة مميزة لشراء احتياجاتهم بسهولة ويسر.
المحتوى
مميزات التسوق الإلكتروني
- يتيح التسوق في أي وقت خلال 24 ساعة دون الحاجة إلى الخروج.
- وفر الوقت والجهد في البحث على ما نحتاجه.
- التمكن من مقارنة الأسعار بالمواقع الأخرى للمنتجات المعروضة.
- الشراء بالسعر المناسب دون التقيد بالزمان والمكان.
- وجود منتجات يصعب تواجدها في الأسواق التقليدية كالكتب والتحف والآلات الموسيقية النادرة والبرندات النادرة وغيرها.
- وجود تخفيضات واسعار لا تقدمها الأسواق التقليدية.
الادمان على التسوق الالكتروني
وبالرغم من مميزات التسوق الإلكتروني الرائعة ومدى منفعته لكثير من الناس،
فإنه مع الأسف قد يؤدي بالبعض إلى الإنفاق المتهور الخارج عن السيطرة الذي يؤدي إلى الإدمان على التسوق الإلكتروني،
حيث أن مدمنيه يسعون لعيش حالة التسوق أكثر من الرغبة في شراء الأشياء ذات فائدة ومنفعة حقيقة لشرائها،
فإنهم يشترون المنتجات التي لن يستخدموها وينتهي بهم الحال إلى جمع منتجات ليست لها فائدة،
ونلاحظ أيضاً في بعض الأحيان أن مدمني التسوق يضعون أنفسهم تحت ضغط مادي مما يجعلهم يضطروا على الإقتراض أو الدين من أجل التسوق لإشباع رغبتهم في التسوق.
وأصبح مؤخراً الإدمان على التسوق الإلكتروني حالة تصيب الكثير من النساء وبعض الرجال،
فإدمان التسوق عند النساء أكثر من الرجال بإعتبار أن النساء عاطفية أكثر والعاطفة تتحكم في سلوكياتها،
وإدمان الرجال للتسوق يكون تجاه الإلكترونيات والملابس والتحف، أما النساء فيكون تجاه المجوهرات والأحذية والإكسسوارات والملابس،
فإذا كان إدمان الكحول هو رقم واحد في العالم، وإدمان التدخين هو رقم إثنان، وإدمان المخدرات هو رقم ثلاثة،
فإن إدمان التسوق هو رقم اربعة الذي سهّله عصر الإلكترونيات ليصبح الإدمان على التسوق الإلكتروني من ضمن الاضطرابات النفسية الشائعة.
وتقول الإحصائيات أن نسبة الزيارات الأكبر لهذه الأسواق الإلكترونية هن الفتيات وتوضح أنهم من طبقات وأعمار مختلفة،
فبعد يوم مُهرق من الأعمال الحياتية المختلفة يجدن متعة في التسوق الإلكتروني من خلال جهازها الخاص عن طريق وسائل التواصل الإلكتروني المختلفة،
فالكثيرات ممن يُقبلن على ذلك الأمر يكون لديهن أسباب مُلحة فبعضهن ينظرن إلى موضوع التسوق الإلكتروني على أنه من أجل الاستعراض أمام صديقاتهن بما يشترينّه،
والبعض الآخر يكون لديهن أسباباً موضوعية لذلك الشراء، وهي:
أوقات عملهن مثلاً لا تسمح لهن بالنزول إلى التسوق بشكل يواكب الموضة، فيستخدمن التسوق الإلكتروني عوضاً عن ذلك،
وبعضهن من الحالات التي قد تكون غير طبيعة، أي لديهن هوس غير مبرر للتسوق وهم للأسف يعانون من الإدمان على التسوق الإلكتروني.
والأمر الخطير حقاً أن التسوق الإلكتروني جعل لمدمني التسوق التقليدي مسبقاً أن يغرقوا فيه أكثر وأكثر دون توقف،
فأتاح لهم اقتناء الأشياء الكثيرة بسهولة وبأسعار مميزة غير مدركين أن الإدمان على التسوق الإلكتروني يتخفى لهم تحت مظلة العادات الشرائية.
وفي دراسة تسويقية أوضحت أن مجموعات الواتساب التجارية وتطبيقات التسوق وعلى رأسهم الصفحات التجارية على “الفيس بوك”و”الانستغرام” تحتل المقام الأول في الشراء،
حيث يكتب على محتوى أي تطبيق أو أي صفحة “بدلاً من البحث في المتاجر المختلفة وتعب السير المرهق على ما ترغب به يمكنك الآن تحميل هذا التطبيق أو الدخول على هذه الصفحة لشراء ما تريد”،
فيكون الكلام والأسعار جذابة للشراء، وأوضحت الدراسات أيضاً أن سر التسوق الإلكتروني هو عدم خضوعه إلى ضرائب، ولكن سيتم وضع ضرائب قريباً لحماية المستهلك.
أسباب الإدمان على التسوق الإلكتروني
رغبة الشخص في الهروب من الاكتئاب والفراغ والملل وهي ناتج من شعوره بالإهمال ممن حوله، فتؤدي به هذه الرغبة إلى أن إلى هذه التطبيقات وصفحات التسوق لتخرجه من هذه الحالة.
سهولة التسوق الإلكتروني في هذا العصر الحديث عبر وسائل عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعلت لكل من لديه فرصة ولو بسيطة أن يدمن على التسوق الإلكتروني فريسة سهلة لهذه المواقع الإلكترونية.
تمتع هذه التطبيقات والصفحات بالتخفيضات المناسبة والمنتجات التي يصعب تواجدها في الأسواق التقليدية جعل الإقبال عليها أكثر شراسة ورغبة مدمني التسوق في الشراء أكثر وهذا عامل مساعد وفعال لجعل مدمني التسوق الإلكتروني يشعرون بالسعادة أكبر في حالة إدمان التسوق.
ومن هنا يجب أن نعلم أن مشكلة الإدمان على التسوق الإلكتروني حالة باتت تتعدى حدودها إلى مشاكل نفسية وأزمة سلوكية حقيقة لابد من مواجهتها وعلاجها مبكراً قبل أن تتطور.
علاج الإدمان على التسوق الإلكتروني
- يحتاج الأشخاص الإعتراف أن انغماسهم اليومي المسبق الغير ضار في التسوق أصبح ادماناً.
- تحضير قائمة بأهم الطلبات و الاحتياجات الأساسية و مراجعتها مرتين قبل التسوق عبر الإنترنت.
- البحث عن أنشطة مفيدة بعيداً عن تطبيقات وصفحات التسوق.
- إعادة التفكير أكثر من مرة قبل الشراء من المواقع الإلكترونية.
إن الإدمان على التسوق الإلكتروني كارثةً يجب مُراعاتِها فهي تدمر الإنسان حتى تفقده أعصابه إذا لم يشتري هذا المنتج،
فيجب أن نعلم أننا مقيدين بمستقبل يجب علينا بناءه، وأن هذه الأشياء لن تأتي علينا بفائدة أبداً بل ستأتي بالضرر وتوقع بنا في الديون،
فيجب أن نحرص على ألا يسيطر هذا السلوك السلبي علينا وأن نتجنبه بقدر الإمكان.
لذلك فإن الإدمان على التسوق الإلكتروني حالة سلوكية يجب مراعاتها وعلاجها فهي تدمر معاني كثيرة من الاعتماد على الذات والاهتمام ببناء المستقبل،
وتنشأ لدى الأجيال الجديدة رغبة في الهروب إلى حياة استهلاكية تمثل عبء على حياتهم المستقبلية،
وتكثر أعداد الطلاق بسبب تعليم الأمهات هذه العادة التي تدمر بيوتنا بسبب الأنفاق المتهور،
لذلك لا تترد في طلب المساعدة إذا أصبح الإدمان على التسوق الإلكتروني شبحاً يقوم بإفساد حياتك.
تم التحديث في 4 مارس,2019 بواسطة موسوعة الإدمان