تعتبر ظاهرة إدمان التدخين من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً في البُلدان، ولكن في الوقت الحالي أصبح لا يقتصر على الرجال فقط، بل ويشمل النساء أيضا، حيث لا تخلو المقاهي من فتيات يدخنون السجائر والنرجيلة (الشيشة).
حيث أصبح من الطبيعي أن تلاحظ أعيننا فتاة تمسك سيجارة وتتلذذ بها حتى في مجتمعاتنا المحافظة دون أن يصيبها وجل أو ينتابها الخوف من نظرات الغير.
وبينما تختار بعض الفتيات التخفي أثناء التدخين ويلجأن له بعيداً عن نظرات الناس، وبينما تجاهر أخريات بالسيجارة،
فلا يلقين اهتمام لنظرات الناس بينما يدخنون السجائر في الأماكن العامة، وذلك لأنهن يعتقدن أن ما يقمن به هو الصواب،
فالحق عند كل شخص ما اصحه له عقله ورجحه واطمأن له باله.
وبغض النظر عن أضرار التدخين التي يعرفها الجميع، فإن الفتيات تسعى جاهدة إلى تقليد الفتيان في أفعالهم الجريئة،
حيث تلاحظ الفتاة الفتى وهو يمسك السيجارة التي يشعر من خلالها برجولته ويعبر بها عن ذاته،
وتستهوي هذه الصورة الفتاة الضعيفة الشخصية التي تتقدم هي الأخرى على القيام بالتجربة دون تفكير في اتباع نتيجة هذا التقليد،
فتقودها التجربة إلى أن تصبح أسيرة للسيجارة التي تعتبر بالنسبة لها تعبيرا عن أنوثتها ويمكن من خلالها أن تلفت نظر الفتيان إليها،
والواقع أن أسوء عاداتنا هي تقليدنا الذي يصل إلى درجة البلاهة وجهلنا الذي يختلط بالسذاجة.
المحتوى
هل التدخين مهرب من المشاكل ..؟
وتعتقد المدخنة أن السيجارة ملجأ للهروب من المشاكل وملاذ للفرار منها، فتصبح وسيلتها لتنسى الهموم،
وفي الحقيقة أن السيجارة لا تخفف من وطأة المشاكل وحدة الهموم كما تعتقد بعض المدخنات بقدر ما تزيد من تعميق الجراح وتوسيع دائرة الآلام،
والشعور الذي تشعر به المدخنة لحظة تناولها للسيجارة هو نشوة سرعان ما تنقضي وتتلاشى بعد الانتهاء من تدخين السيجارة.
ومنذ أن انتشرت ظاهرة إدمان الفتيات للتدخين وعمت البلاوي بشكل ملفت للنظر من سوء تربية،
فنتعجب لفتيات في عمر الزهور يمارسن هذه العادة السيئة، ويحملن بين أصابعهن السيجارة وباليد الأخرى المعسل.
وقد إرتفعت نسبة إدمان الفتيات للتدخين بنسبة كبيرة جدا، حيث ذكرت إحدى الصحف أن نسبتهم تصل من 3% إلى 27% من طالبات المرحلة المتوسطة و35%من طالبات المرحلة الثانوية و51% من المعلمات والإداريات والعاملات،
رغم معرفة الكثيرين منهن اضراره الصحية والاجتماعية والدينية والاقتصادية.
أسباب إدمان الفتيات للتدخين
وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل بعض الفتيات يدمنون التدخين، ربما:
- بسبب تدخين والدهم أو والدتهم.
- بسبب الفضول أو الرغبة في التجربة أو الهروب من المشاكل.
- بسبب صاحبة السوء ولقد حذرنا الله عز وجل من الرفيق السيئ فقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا {25/27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {25/28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) (سورة الفرقان)، فكم من فتاة أرادت أن تسير في طريق الحق ولكن لم تفلت من الرفقة السيئة التي تجرها إلى المعصية وكم من فتاة أرادت التوبة ولكن رفيقات السوء كنّ لها بالمرصاد.
- سماع الكلام الساذج حول التدخين ومايعطيه لشخص من استرخاء وغيرها.
- المحاكاة والتقليد.
- الهروب من الواقع.
- الضغوط النفسية والأسرية
- حفلات الدي جي المنتشرة في هذه الآونة كثيرا، وهي شبية بحفلات أهل الفن والغرب، حيث يسمعن بعض الأغاني بصوت عالي صخب ويرقصون عليها بشكل هيستيري، فهم يذهبون إليها تهربا من المشاكل رغبتاً في التسلية والفرح ولكن أدى إلى لغرقهم في حب المادة والشهوات.
ويجمع المختصون على أن التجربة والفضول من أهم الأسباب التي تدفع إلى إدمان الفتيات للتدخين،
والتي يجدن فيها التسلية ومضيعة للوقت رغم تكلفتها المرتفعة.
وقد قال قائل إن تفشي إدمان الفتيات للتدخين سببه العنوسة أو الطلاق أو الهجر أو الشعور القاتل بالوحدة والظلم الاجتماعي ويعتقد البعض منهن التدخين الجماعي يمثل نوعاً من المشاركة الوجدانية لحل تلك المشكلات.
علاقة إدمان المخدرات بالتدخين
وقد كشفت دراسات أن مخاطر الاعتياد على التدخين المنفرد أو الجماعي تعبر بالفتاة على جسر الهلاك المؤدي إلى تعاطي المواد المخدرة،
حيث أفادت الاستطلاعات أن 65% من المدمنات على المخدرات كانت بدايتهن السيجارة، وهذا هو الأخطر أن تتحول الفتاة المدخنة إلى مدمنة مخدرات.
راجع علاج ادمان الفتيات من المخدرات من هنا
إحصائيات ادمان الفتيات على التدخين
وتفيد الإحصائيات العالمية أيضا أن نسبة إدمان الفتيات للتدخين 20 بالمائة من بين مليار مدخن في العالم،
ويتم استهدافهن من قبل شركات التبغ لتوسيع دائرة المدنيين وضمان زيادة استهلاك منتجاتها،
مما أدى إلى تعرض نصف المدمنين الحاليين المهددين بالموت قبل أوانهم، بسبب أمراض ناتجة عن التدخين، منها اضطراب الحمل والولادة.
ويعتبر التدخين هو أحد العمليات التي تحرق من خلالها مادة التبغ وبعدها يستطيع الشخص تذوقها واستنشاقها،
ولكن إدمان الفتيات للتدخين له آثاره الضارة عليهن في الحياة سواء أكانت صحية أو جمالية وله أثراً خطيرا علي المرأة الحامل والجنين.
آثار إدمان الفتيات للتدخين صحياً
- احتمالية الإصابة بأمراض الرحم، وخصوصاً سرطان الرحم.
- احتمالية إصابة المرأة بالصدفية.
- يسبب جفافا في الجلد.
- يعمل على ضيق الاوردة الدموية في الجسم.
- يسبب صعوبة في النوم(الأرق).
- الإصابة بالأمراض النفسية: التوتر، الاكتئاب، القلق.
- يسبب التهاب اللثة.
- يسبب تسوساً للأسنان وتساقطها.
- يؤدي إلى تحول لون اللسان إلى الرمادي أو الأسود.
- احتمالية الإصابة بأمراض القلب المختلفة، ولاسيما الجلطات القلبية.
- يؤدي إلى تصلب الشرايين وذلك بسبب تراكم الكولسترول على الأوعية الدموية.
- يمكن أن يؤدي إلى العقم، وذلك بسبب إغلاق قناة فالوب.
- يسبب نقصا في البويضات.
- احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة وقاتلة، خصوصاً إذا كانت تتناول أدوية منع الحمل.
- يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، مع احتمالية انقطاعها بعض الأحيان.
- يسبب ألماً شديداً أثناء الدورة الشهرية.
- يساعد على تدفق الدم إلى المهبل والبظر، وبالتالي تقليل المتعة الجنسية.
ولكن هل يؤثر التدخين على جمال الفتاة أو المرأة، ذلك الجمال الذي تحبه كل امرأة لنفسها؟؟
آثار إدمان الفتيات للتدخين على الناحية الجمالية
- يؤدي إلى ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد على البشرة،وخصوصا عند الشفتين والبشرة.
- يؤدي إلى شحوب البشرة، أي تظهر باللون الأصفر الباهت.
- يسبب جرحاً وتسطحاً للخدين، بسبب سحب الدخان.
- يؤدي إلى تساقط وتقصف الشعر.
- يؤدي إلى ظهور الشيب على فروة الرأس.
- يسبب جفاف وتلف الشعر.
- يؤدي إلى تقصف وتكسر الأظافر.
- تغير في لون الأظافر أي يصبح لونها رمادي أو أصفر.
ولكننا أصبحنا في هذا العصر نجد فتيات يتزوجن في سن العشرين (سن المراهقة) وهم مدمنون على التدخين،
وغير مدركين حجم المخاطر عند مرورها بفترة حمل، ونجد أيضا بعض الفتيات الذين يدركون مخاطر التدخين على الصحة ومخاطره على الحمل والجنين،
إلا أننا لازلنا نجد تجاهلا من بعض الفتيات لهذه المخاطر بسبب عدم قدرتها على الإقلاع عن التدخين فتعرض حياتها للخطر هي وجنينها بسبب ضعف إرادتها في هذا الأمر،
فعلى الفتاة الحامل أن تقلع عن للتدخين عند تخطيطها لفترة حمل، فإن آثاره خطيرة ومؤذيه.
طريق علاج إدمان الفتيات للتدخين
إن طريق علاج إدمان الفتيات التدخين أمر سهل وليس معقد لهذه الدرجة،
فما علينا فعله هو العزيمة والإرادة ويحتاج إلى نية صادقة وإخلاص في القصد للتخلص من هذه العادة السيئة.
وتعتقد بعض الفتيات أن شخصيتها وكيانها يكتمل بالسيجارة، ولكن العزة والشخصية القوية بعيدة كل البعد عن هذا الطريق،
وأنه لا عز بالإنسان إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – حيث يقول الإمام مالك رحمه الله عليه:
“لا يصلح آخر هذه الأمه إلا بما صلح به أولها”، حيث أن الفتاة المعتزة بأنوثتها لا ترى سببا لتخليها عن أنوثتها في انبعاث الرائحة الكريهة منها،
فقد عرف عنها الرائحة الذكية وعرفت بنعومتها وأنوثتها فكيف لها أن تدنس هذا بهذه الرائحة الكريهة.
وإن إدمان الفتيات للتدخين أصبح من الأخطار التي تهدد كثير من البيوت حيث أن المرأة المسلمة لها دور كبير في المجتمع،
فإنها الأم والمربية للأجيال وإن دورها في إصلاح المجتمع له أهمية كبرى وفسادها وتحللها فساد للمجتمع كله،
لذا فإن إثبات الفتاة لشخصيتها ليس في حمل السيجارة بين إصبعيها، ولكن إن عدنا بالزمن إلى الوراء،
حيث كانت الفتاة تثبت ذاتها بحيائها واحترامها وانوثتها وعفتها، مما أثبت في ذلك الوقت أن لها مساحة من الاحترام والتقدير،
فرؤية الفتاة حاليا وهي تحمل السيجارة بين إصبعيها وفي اليد الأخرى المعسل كرؤية زهرة أصابها الذبول،
فتذبل الأنوثة مع حمل السيجارة، ويتوارى الجمال والسمات المميزة خلف ساتر السجائر،
فاعلمي أيتها الفتاة أن أنوثتك تتهشم بها ولا تكتمل، فاتخذي قرارك القاطع الآن بعلاج ادمان التدخين.
تم التحديث في 3 مارس,2019 بواسطة موسوعة الإدمان