من المعروف أن الادمان – وكما علمنا – هو أحد أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية الآن.
وذلك إن لم يكن هو أخطرها وأكثرها كارثية على الإطلاق.
فلقد دمر الإدمان على المخدرات الكثير من الأسر وشرد الكثير من الشباب والشابات.
السعي الحثيث للعلاج من الادمان
ومن ثم يسعى الكثيرون في وقتنا الحالي ممن ما زالوا يحتفظون بجزء من المسئولية تجاه أنفسهم وتجاه أسرهم بالسعي الحثيث للعلاج من الادمان.
ولكن بعد أن يستمروا لفترة في العلاج من الادمان تحدث لهم انتكاسة ويعودون للإدمان مرة أخرى.
وربما عادوا للإدمان بدرجة تكون أشد شراسة وضراوة ..
من هنا وجب علينا مناقشة هذا الموضوع المهم جداً وهو أسباب فشل علاج الادمان أو حدوث الانتكاسة أو أسباب العودة للإدمان مرة أخرى.
أهم أسباب فشل العلاج من الادمان
- عدم وجود علاج نفسى عائلى يعالج الصراعات والمشكلات والامراض النفسية بين أفراد العائلة.
- ويعيد إلى الأسرة التماسك الوجدانى والعاطفى ويساعد افرادها على علاج مشكلاتهم ويدربهم على اكتساب الوعى والمهارات.
- لمساعدة الفرد المريض على مواجهة اليأس والاحباط والفراغ والتخلص من أصدقاء السوء وتعديل الأفكار الخاطئة عن الادمان والسلوكيات المؤدية إليه.
- ومراقبة النواحى المالية وتصرفات المريض للحصول على المال ..
- ضعف ايمان المتعاطى ، ووجود ضغوط ومشكلات مزمنة وانعدام الوعى والحب والصداقة المخلصة والعلاقات الوجدانية الناضجة.
- التى تأخذ بيد المتعاطى لحظة ضعفه وألمه وقبل سقوطه في هاوية الأدمان مرة أخرى ..
- الاعتماد فقط على عزل المريض وسحب مواد التخدير من جسمه والاكتفاء بإعطائه مسكنات ومهدئات بديله فقط مما يتسبب فى كثرة الانتكاس.
- عدم التشخيص الدقيق الذى يشمل دراسة شخصية المريض والاضطرابات النفسية المصاحبة أو المسببة للإدمان.
- ثم تقديم علاج متكامل يتضمن العلاج الدوائى و العلاج النفسى بأساليب متعددة وخاصة العلاج الجمعى والعلاج النفسى الدينى بمنهج علمى.
- تحت اشراف أطباء نفسيين متخصصين و مدربين لأن الأدمان مرض نفسى مصنف عالميا يصيب الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمريض.
- وهو ليس مجرد مشكلة عادية يمكن اختراقها من جانب واحد أو باجتهادات شخصية ..
أسباب أخرى تؤدي إلى الانتكاسة
- لابد بعد ذلك أن يكتمل العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى يعد وفقا لحالة وظروف كل مدمن ليساعده على الضبط الذاتى.
- والبعد عن أسباب الادمان والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه واغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الظروف الصعبة
- عدم تدريب افراد الاسرة على الاكتشاف المبكر لعلامات الادمان وبوادر الانتكاس.
- الاخطاء التى يرتكبها بعض هواة علاج الادمان والمنتفعين والدجالين تكرس اليأس من الشفاء و تعمق مأساة الادمان وتحول دون حلها.
- تساهل بعض الاطباء والصيادلة فى صرف المؤثرات العقلية بجرعات كبيرة خاصة أن بعضها من مشتقات البنزوديازبين.
- مثل الروهيبنول والفاليوم والموجادون وغيرها يؤدى إلى الادمان اذا استخدم بجرعات عالية لفترة تزيد عن الشهر .
- عدم توفير فرص للشباب للعمل وممارسة الانشطة والهوايات والتعبير عن الآراء بدلاً من الثقافات السطحية التى تحض على الادمان.
- وحمايتة من مشاعر الاغتراب وتدريبه على العلاج الذاتى للقلق والاحباط وسرعة الغضب التى تدفعة للهروب من الواقع الى الادمان.
- عدم ادراك عدة حقائق هامة تخدع الكثيرين وتؤدى الى فشل علاج الادمان وأهمها أن علاج الادمان من المخدرات ليس فقط فى سحب السموم من الجسم.
- ولا فى توقف المدمن عن تعاطي المخدر، حيث أن كل ذلك لا يمثل إلا مرحلة أولى من مراحل علاج الادمان.
- ولاتكتمل تلك المرحلة إلا بعلاج الأسباب الأعمق لأن الإدمان عرض مثل ارتفاع درجة الحرارة، أما السبب الكامن فهو اضطراب التفكير والسلوك والمفاهيم.
- ومعاناة المريض من مرض نفسى لم يعالج (كثير من المدمنين يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب او اضطرابات فى الشخصية او مشكلات حادة ويلجئون للإدمان كنوع من العلاج الذاتى الخاطئ).
ومن ثم ، وبناء على جميع الأسباب المذكورة ، يُمكن أن نقول أن أهم سبب وأهم عامل في علاج الادمان هو حسن اختيار المكان أو مركز علاج الادمان.
والذي يجب أن يتمتع بالاحترافية والمهنية الشديدة للقضاء على جميع الأسباب السابق ذكرها وقص جذور الادمان من منابعه ..
تم التحديث في 30 ديسمبر,2021 بواسطة موسوعة الإدمان