إدمان الإنترنت هي إحدى الظواهر الإجتماعية الحديثة التي انتشرت في كل بقاع العالم مع ذلك الأخطبوط العملاق المسمى بالعولمة. وازداد الإهتمام بهذه الظاهرة بين الباحثين الأكاديميين لما لها من آثار نفسية وإجتماعية وصحية تؤثر علي الأشخاص المصابين بهذا النوع الحديث من الإدمان.
وإدمان الإنترنت هو مصطلح وضعته لأول مرة عالمة النفس الأمريكية ” كيمبرلي يونغ ” وفي دراسة لها أظهرت النتائج ان 6% من مستخدمي الانترنت في العالم في عداد المدمنين وتناولت موضوع ظاهرة إدمان الإنترنت في كتابين لها موضوع ( الوقوع في قبضة الانترنت ) و( التورط في الشبكة ). وتعرّف كيمبرلي يونغ إدمان الإنترنت بأنه إستخدام شبكة الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً.
ومن أهم الآثار المترتبة علي إدمان الإنترنت أنه بقضاء مدمن الإنترنت المزيد من الوقت علي شبكة الإنترنت فمن الطبيعي أنه يخصص وقتاً أقل للأشياء والأنشطة الأخري والأشخاص الآخرين في حياته مما يؤدي إلي حدوث تغيير كبير في الأنشطة الأخري التي يقوم بها وكذلك سيحدث تغيير كبير في علاقاته وتواصله مع الآخرين. وهذا التغيير الكبير إما سيكون إلي الأفضل أو سيكون إلي الأسوأ.
ولا يجب أن نغفل الدور الكبير الذي تقوم به تلك الشبكة العنكبوتية، حيث تساعد علي نقل كميات هائلة من المعلومات بين أبناء الجنس البشري بسرعة هائلة، وحيث جعلت العالم مثل قرية صغيرة الحجم يتواصل أهلها مع بعضهم البعض بكل سهولة. فشبكة الإنترنت تقرب البعيدين حقاً ولكن بالمقابل هل تبعد القريبين عنا ؟
لا شك أن ظاهرة إدمان الإنترنت مثل كل شئ في الحياة، لها سلبيات وإيجابيات ولكن ما يجعل من الشئ ضاراً هو أن سلبياته تكون أكثر من منافعه وإيجابياته وما يجعله مفيدا هو أن منافعه تكون أكثر بكثير من سلبياته. لذلك تناولت الدراسات ظاهرة إدمان الإنترنت بهدف الكشف عن مدى سلبياتها وإيجابياتها.
واليكم بعض هذه الدراسات
– دراسة “كمبرلي يونغ” عام 1998، بعنوان: ( إدمان الإنترنت ).
تمت هذه الدراسة على 396 شخص من المستخدمين السابقين للإنترنت و100 شخص من المستخدمين الجدد للإنترنت. واستخدمت استبانة من ثمان فقرات عن استخدام الإنترنت من إعداد الباحثة وأسئلة مفتوحة عن الساعات التي يقضونها علي الإنترنت، والمشاكل التي سببها.
وأسفرت نتائج الدراسة:
1. إدمان الإنترنت هو إدمان سلوكي.
2. المستخدمون السابقون يقضون حوالي 8 مرات أكثر من المستخدمون الجدد أسبوعياً.
3. ظهور مشكلات كبيرة في حياة المستخدمين القدامى.
4. لم يبلّغ المستخدمون الجدد عن أي مشكلات أو تأثيرات لأنهم قادرين على السيطرة على الكمية التي استخدموا فيها الإنترنت.
– دراسة كمبرلي يونغ وروبرت رودجر عام 1996، بعنوان: (الإدمان على الإنترنت).
تمت هذه الدراسة على 130 ذكر متوسط أعمارهم 31 سنة و129 أنثى متوسط أعمارهن 33 سنة. وبلغ حجم العينة 259 فرد، واستخدم الباحث استبيان الاعتماد على الإنترنت من إعداد الباحثين.
وأسفرت النتائج على:
إن المعتمدين على الإنترنت على مستوى عال من ناحية الاعتماد الذاتي- الحساسية والتفاعلية العاطفية واليقظة وكشف ذاتية منخفضة.
– دراسة عيسى الشماس عام 2006، بعنوان: (الشباب ومقاهي الإنترنت).
تمت هذه الدراسة على 2024 من طلبة السنة الأولى في كليتي التربية والعلوم بجامعة دمشق. واستخدمت استبانة تضم مجموعة أسئلة عن آراء الطلبة حول مقاهي الإنترنت من إعداد الباحث.
وأسفرت نتائج الدراسة:
1)72% من الشباب أفراد العينة يقضون في المقهى (1- 3) ساعات/ أسبوعياً.
2)80-82% من أفراد العينة يرتادون مقاهي الإنترنت بقصد التسلية والترفيه وتبادل الرسائل مع الآخرين.
3)54-60% يفضلون الدخول إلى المواقع العربية.
ان إدمان الإنترنت ظاهرة إجتماعية لها أبعاد متعددة تشمل كل مجالات الإنسان المعاصر مما يبرز أهمية أن نتناول هذه الظاهرة بالدراسة والبحث بين افراد مجتمعنا حتى نتمكن من السيطرة علي سلبياتها واستثمار إيجابياتها. لأنه إذا تركناها بسلبياتها دون تحكم فستصبح مرض في مجتمعنا مثله مثل السرطان أو الأمراض الخبيثة. إننا باختصار يجب أن نكون أكثر انتباها لظاهرة إدمان الإنترنت.
تم التحديث في 27 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان