إن المصطلح الذى يطلق على أكسيد النيتروجين الثنائي بأنه غاز الضحك قد يكون مفسر أولى لطبيعة هذا المركب الكيميائي ويعطى انطباع عن ماهيه تأثيره على الإنسان وبالتأكيد عند مناقشتنا لملف ادمان غاز الضحك لن نكتفى بالتفسير اللفظي له ولكن سوف نتناول ادمان غاز الضحك من كافه جوانبه العلمية التي تكشف لنا التعريف العلمي لغاز الضحك وايضا تأثير غاز الضحك على الانسان بالإضافة الى لمحة تاريخية حول تاريخ غاز الضحك وايضا سوف نجيب على السؤال الأهم هل ادمان غاز الضحك يحمل اضرار حقيقية على صحة الإنسان كل تلك التساؤلات سوف تجد لها اجابة شافية في السطور القادمة ..
التعريف العلمي لغاز الضحك :
هو مركب أكسيد النيتروجين الثنائي له آثار شديدة التنشيط وهو غاز عديم اللون وليس له قابلية للاشتعال ويتميز برائحه جذابة محببة للغاية الى النفس حتى أنه وصفت تلك الرائحة بأنها ذات طعم سكرى جعلت من ادمان غاز الضحك واقع قد يكثر احتماله نظرا لتلك الرائحة التي تجذب اليها النفس البشرية بشدة ….حيث أن تلك الرائحة منعشة للغاية مما تجد لها أثرا محبباً في النفس ولعل رائحة غاز الضحك بلا منازع هي البوابة السحرية لطريق ادمان غاز الضحك.
تاريخ غاز الضحك :
تم اكتشاف غاز الضحك عام 1772 م بواسطة العالم (جوزيف بريستلى) وبعدها في عام 1790 م قام العالم (همفرى دافى) بتجربة الغاز عمليا على الانسان ومن ثم بدأ اكتشاف التأثير المخدر لغاز الضحك الذى مهد الطريق لما يعرف ب ادمان غاز الضحك.
تأثير غاز الضحك :
أثبتت الدراسات والملاحظات العملية أن فور استنشاق الانسان لغاز الضحك تظهر عليه الأعراض التالية:
أولا: إن غاز الضحك غاز بلا لون ومن ثم عليك أن تدرك تماما عزيزي القارئ أن ادمان غاز الضحك قد يحدث لك دون أن تدرى أنك اصبحت مدمنا لمركب كيميائي خطير.
ثانيا: عند استنشاق غاز الضحك يشعر الانسان بحالة من الفرح الشديد والخفة الملحوظة ثم يتحول الأمر الى حالة من الضحك الهيستري يصعب فيها ان يتحكم الانسان في نفسه مع تنميل واضح في الاطراف.
ثالثا: قد يبلغ تأثير غاز الضحك على الانسان أن يشعر بهلوسة سمعية و بصرية شديدة وعند البعض ينقلب الأمر الى حالة من الخوف و الهلع و القلق شديد المستوى.
ورغم التأثير الطبي الناجح لغاز الضحك في التخدير الموضعي بل قد يكون له استخدامات صناعية فاعلة في مجال تصنيع السيارات الا ان الاستخدام الغير علمي والغير قانوني لغاز الضحك بغرض الحصول على حالة من النشوة والفرح قد يؤدى الى استخدام غاز الضحك بشكل غير منضبط يصل الى نسبة تركيز 100% تؤدى الى تسلل الغاز الى الرئتين ببطء طاردا لغاز الاكسجين [highlight]مما يسبب الوفاة[/highlight] بشكل فورى والمفاجئة عزيزي القارئ انك تجد على وجه ضحية غاز الضحك ابتسامه لا تعبر بالطبع عن حاله السعيد بل هي بسبب تقلص في العضلات لنقص الاكسجين والموت الفوري للدماغ ….
وأخيرا عزيزي القارئ:
ان ادمان غاز الضحك هو الموت الساخر بلا شك …. فمع أول ضحكاتك من هذا الغاز المميت تكون البداية الحقيقية لاحتمالات الموت الفوري ومفارقه الحياه لذلك فإن التعامل مع تركيب غاز الضحك يتم وفق مراكز متخصصة حتى يكون تركيز الاكسجين به لا يقل عن 30% و التعرض له لا يزيد عن 30 ثانية وبالتأكيد ان الوقوع في فخ ادمان غاز الضحك يتطلب الاتصال الفوري بمراكز علاج الادمان المتخصصة حيث ان الاستمرار في هذا النوع من الادمان هو لقاء يومي مع الموت … ولا يجب ان يستمر مدمن غاز الضحك في تلك المقامرة اليومية بحياته.
تم التحديث في 10 ديسمبر,2016 بواسطة موسوعة الإدمان