بعد إجراء العديد من التجارب ، تمكن أخيراً العلماء من مشاهدة ما يحدث في العقل البشري عند تناول الشخص لمادة ال اس دي المهلوسة والمعروفة علمياً باسم ثنائي ايثيل اميد حمض الليسرجيك ، وذلك باستخدام موجات المسح الدماغي والتكنولوجي بكلية لندن الامبراطورية او الكلية الامبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب.
والجدير بالذكر أن هذه المادة من أشد المواد المهلوسة من حيث التأثير ، وارتبط اسمها على مدار السنوات الماضية بالتعرض لنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية ، والتي تختلف حدتها وفقاً لكمية المادة المتعاطاه ، ولكن المثير للجدل أن هذه النوبات تختلف شدتها ونوعها من شخص لأخر ، فهناك من تجده يتعرض لنوبات من الهلاوس التي تحمل له أحداث سعيدة ، ويبدو عليه ملامح السرور ، وهناك من تفاجئه بنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية ، والتي يتخللها المشاهد المخيفة والمرعبة.
حول تفسير هذا الأمر ، جاءت نتائج هذه الدراسة كالاتي :
فقد صرح الباحثون في بيان صحفي “تحت الظروف المعتادة، يتم تحليل المعلومات التي تجمعها أعيننا من خلال جزء من الدماغ والذي يقع خلف رؤوسنا، يدعى بالقشرة البصرية .”
وأضاف الباحثون بقولهم: ” لكن عندما تناول المتعاطون مخدر (LSD) فتداخلت هذه المادة في مناطق أخرى مع القشرة البصرية ، مما يؤدي الى تحليل المعلومات البصرية . “
و دعمت هذه الدراسة نتائجها من خلال مجموعة من الصور التي تم التقاطها للدماغ اثناء مرور الشخص الخاضع للتجربة لحالة من الهلوسة ، و أثناء ذلك يعمل العقل البشري بكامل طاقته.
واستطرد الدكتور روبن كارهارت – هاريس أحد الأطباء بقسم الطب في الكلية أن “هذه التجربة قد أظهرت التأثير العام لحالة انعدام الوعي التي يعيشها الأشخاص الذين يتعاطون مخدر ( LSD ) ، و أضاف روبن أن هذه التجربة قد أظهرت ” مدى قرب وجهة نظر بعض الأشخاص الذين يصفون التجربة التي يعيشونها بانحلال للكبرياء ، و التي تعني تفكك مفهوم الشخص الطبيعي لنفسه و استبداله بإحساس يعيد ربط الشخص بذاته وبغيره وبالعالم من حوله …
وقد تمثل هذه الهلوسات تجربة روحية أو دينية ، و يبدو أنها مرتبطة بتدمير حياة الشخص بعد انقطاع أثر هذا المخدر.
والجدير بالذكر انه تم تصنيع هذه المادة الكيميائية لأول مرة في سويسرا ، و ذلك في عام 1938 لعلاج أمراض الجهاز التنفسي والامراض النفسية ، ولكن مع اكتشاف اضرارها المدمرة على الجانب النفسي و العضوي للجسم البشري ، تم تجريم تعاطيه في العديد من الدول حول العالم .
ففي كل من الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة ، تم ادراج مادة “LSD” المخدرة ضمن الفئة رقم 1 ضمن قائمة المواد المخدرة الأكثر خطورة على مستوى العالم.
لكن وخلال السنوات الأخيرة الماضية، عاد الباحثون لدراسة تأثير هذه المادة في علاج بعض الأزمات النفسية و الإدمان على الكحول و الاكتئاب ، ولكن تم اكتشاف زيادة حجم الأخطار الناتجة عن استخدام هذه المادة كأحد المواد المخدرة مرة اخرى.
بقلم/ منى المتيم
تم التحديث في 19 ديسمبر,2021 بواسطة موسوعة الإدمان