لكي يتسنى لنا علاج الاكتئاب أو التخلص منه، لا بد أن نتفهم طبيعته كمرض أولا.
فالإكتئاب ليس حالة مزاجية سيئة تزول بمفردها مع الوقت كما يظن الكثيرون،
بل هي مرض لا بد من علاجه ينتج عن خلل في التوازن الكيميائي بالمخ والجسم، مما يؤثر على كلاهما.
فقد يعاني المريض بنقص في الهرمونات المسماه بالنوبروترانسيميترات وهي ناقلات كيميائية بين عصبية،
مؤلفة من هرمونات السيروتونين و النورا بروفين و الدوبامين،
وتعتبر من الهرمونات المؤثرة في الحالة النفسية وعدم انتظامها يؤدي إلى حالة من الخمول والإرهاق وآلام بالظهر،
وقد يؤدي النقص الشديد بها إلى الإنتحار في الحالات المتأخرة.
ويؤثر المرض على اعضاء الجسم على الأمد الطويل مما يتطلب علاجه سواء بالعقاقير أو العلاج نفسي بتغيير سلوكيات المريض،
فقد يعاني الكثيرون منه دون علمهم. وقد يظن البعض ان عقاقير معالجة الاكتئاب تؤدي إلى الإدمان ولكنه إعتقاد عار من الصحة،
حيث ان العلاج يتطلب أحيانا فترات طويلة من الممكن أن تصل إلى أربعة أسابيع ليبدأ في إعطاء التأثير المرغوب و فترات طويلة بعدها،
ولكنه لا يؤدي إلى الإدمان إذا ما اتبع المريض إرشادات الطبيب. وتشمل الآثار الجانبية لتناول هذه العقاقير جفاف الفم وزيادة التعرق والخمول.
وقد شاع اعتقاد خاطئ أن الاكتئاب مرض الضعفاء و لكن كم من عظماء أقوياء كانوا يعانون منه،
وهنا يتوجب علينا تصحيح اعتقاداتنا أولا قبل اتخاد القرار، ولا يعتبر القرار بالعلاج وحده كافيا،
فالقرار والاستعداد النفسي لعلاج المرض لابد أن يصحبه خطوات جادة من خلال زيارة متخصص،
ليتسنى له تشخيص درجة الاكتئاب والعقاقير المناسبة له ومدة العلاج والمتابعة.
وقد يصيب هدا المرض الأمهات الحديثي عهد بالأمومة نتيجة التغير في مستوى الهرمونات الذي يحدث بعد الولادة مباشرة،
وتتراوح الحالات مابين حالات طفيفة و حالات حادة تستدعي التدخل الطبي حيث من الممكن ان تتسبب الأم في اضرار لها، ولطفلها،
كما أن الكثير من الأمراض مثل السرطان والتهاب الأعصاب والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض العضال مصحوبة بالاكتئاب،
مما يتطلب علاجه حتى لا تزداد الحالة سوءا.
أعراض مرض الاكتئاب
ومن أعراض الاكتئاب الحزن العميق والشعور بالفراغ وانخفاض في مستويات الطاقة وآلام الرأس وشعور بعدم التقدير الذاتي،
فيكره الشخص نفسه وكذلك تغير بالوزن والشهية واستياء شديد يوميا مع شعور مبالغ بالذنب وغثيان ودوخة،
والشعور بالتوتر والبكاء مصحوبا بعدم الاستمتاع بأي شيء حتى بالأشياء المحبوبة للمريض سابقا،
والصعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، وقد يؤثر المرض على الفرد على المستوى الشخصي والاجتماعي إذا ما طالت فترة مرضه دون علاج،
فقد تتأثر العلاقة الزوجية وكذلك إنتاجية الفرد في العمل، وتؤدي الحالات الشديدة منه إلى عواقب خطيرة،
وهنا يتوجب على الأهل تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريض ومرافقته في رحلة العلاج من الاكتئاب،
وكذلك تسهم كتابة الشخص لمذكراته اليومية مساهمة كبيرة في العلاج من الاكتئاب مع التركيز على المؤشرات الجسدية،
والحالة المزاجية فكم أسهم العلاج المبكر في هذا المرض في خلق أشخاص جدد وإنقاذ مستقبلهم من الضياع.
تم التحديث في 2 أبريل,2022 بواسطة موسوعة الإدمان