أحياناً عندما يبداً الطفل في الخروج الي الحياة الإجتماعيه كالذهاب الى الحضانة أو المدرسة تلاحظ الأم موجة عارمة من البكاء والصراخ نتيجة ابتعاد الأم عنه ، تقف الأم حائرة في هذه الحالة، لا تجيد التصرف، هل أعود اليه ؟ أو الأفضل أن اتركه ليعتاد علي الأعتماد علي نفسه ؟
هذا ما يسمي ” قلق الأنفصال عند الأطفال ” ، ماذا يعني ؟ وما هو اسبابة ؟
ومتي تصبح هذه الحالة مرضية ؟ وهل هناك طرق لعلاجة ؟ الإجابة تحملها لنا السطور التالية …
المحتوى
ماذا يعني ” قلق الأنفصال عند الأطفال “
هو إحدى العادات الانسانية المعروفة والتي يعاني منها الكثيرون بمختلف الشعوب والثقافات ، حيث يظهر ذلك كرد فعل طبيعي كباقي المخلوقات كوسيلة للحفاظ علي الجنس البشري ، وتبدأ علاماتها في الظهور عندما يتم الطفل عامه الأول، حيث تعتبر هذه العلامة إحدي الدلائل المميزة لإدراك الطفل لصعوبة عملية الانفصال عن والدته .
وعادة ما تظهر هذه العلامات ما بين عمر 9 أشهر وحتي 18 شهر ، وتبدأ هذه العلامات في الأختفاء عند بلوغ الطفل نصف عامة الثالث، لتعاود في الظهور مرة أخري عند بداية سن المدرسة في الحالات الطبيعية يكون ذلك بشكل مؤقت ليألف علي تلك الدنيا الجديدة
حيث اثبتت الدراسات أن حوالي 15% من الأطفال يشعرون بالخوف والخجل الإجتماعي عند مقابلتهم لبعض الغرباء أو ذهابهم الي أماكن جديدة لم يعتادوا عليها ، وهذه النسبة هي الأكثر عرضة الى الإصابة بأمراض القلق العام والخوف الإجتماعي فيما بعد.
متي يتحول قلق الأنفصال الي حالة مرضية ؟
1- يمكننا القول أن هذا القلق قد يتحول الي حالة مرضية عندما يتحول الي حالة من القلق الشديد والمبالغ فيه عند البعد عن أحد الأبوين ، وعادة ما يظهر هذا القلق في عدة صور كرفض الطفل الذهاب الي مدرسته او الخوف الشديد من تركه أحد الأبوين لاي سبب من الأسباب.
2- هذا بالإضافة الي بعض الأعراض الجسمانية مثل الصداع وحدوث بعض آلام في المعدة أو الغثيان القئ ، وعادة ما تصاحب هذه الأعراض الطفل عند بعد أحد الوالدين عنه وتختفي بمجرد ظهورة مرة أخرى.
3- كما يمكن أن يصاحب هذه الحالة المرضية بعض الأحلام والكوابيس المزعجة ، وغالباً ما تتضمن هذه الأحلام علي فكرة بُعد أحد الوالدين.
4- الشعور المستمر بالخوف والتوتر من فكرة إصابة أحد الوالدين بمكروه أو فقدان أحدهما.
5- الإصرار علي عدم الذهاب الي النوم إلا في حالة وجود أحد الوالدين بجانبة.
حتي يتم تشخيص هذه الأعراض بقلق الانفصال المرضي ، لابد من تواجد ثلاثة أعراض علي الأقل من هذه الأعراض وتكرارها لمدة 4 أسابيع علي الأقل ، كما لابد من التأكد من عدم وجود اي اضطرابات نفسية أخرى يعاني منها الطفل …
ما أفضل طرق علاج مثل هذه الحالات عند الأطفال ؟
تتمثل طرق علاج مثل هذه الحالات عند الأطفال في عدة أشكال من بينها
1- العلاج المعرفي والسلوكي
2- العلاج الدوائي
3- العلاج النفسي والإجتماعي عن طريق الأسرة
أولاً : العلاج النفسي أو السلوكي
يعتبر هذا النوع من العلاج هو الخيار الأمثل لعلاج هذا النوع من القلق ، يتم من خلاله تدريب الطفل علي تمارين الأسترخاء ، وكيفيه اتقانها لتكون سلاحه القوي للتخلص من هذا التوتر وقت الحاجة، هذا بالإضافة الي تعرض الطفل الي بعض المواقف المخيفة ، والعمل علي اكتساب الطفل بعض المهارات الجديدة للتعامل الصحيح في مثل هذه المواقف ، وهذه الطرق تساعد كثيراً في الحد من التوتر و تخلصه من الخوف الذي يسكن بداخله.
ثانياً : العلاج الدوائي :
حيث تعتبر هذه الطريقة هي الحل الثاني الذي يلي العلاج المعرفي والسلوكي ، وتعتمد هذه الطريقة علي بعض الأدوية التي تحارب القلق والتوتر وبعض الآثار الجانبية المصاحبة له كآلام المعدة والصداع والقئ والغثيان وغيره
ثالثاً: العلاج النفسي والإجتماعي عن طريق الأسرة
للأسرة دور هام في العلاج ، فلابد أن يتعلم الوالدين كيفية ضبط النفس وقياس الأمور بمقاييسها الصحيحة وعدم تهويل الأمور والأسراف في تقدير المخاطر ، هذا لكي يتحقق لابد أن يتم التعامل مع الأمور بالقليل من الحزم والمثابرة عند التعامل مع السلوكيات المرفوضة عند الأطفال ، كما لابد للوالدين أن يكونوا قدوة في التعامل مع المواقف المخيفة والصعبه وخاصة أمام الاطفال ، حتي يستطيع الأطفال اكتساب ذلك السلوك منهم …
فيمكن أن نقول أن دور الأسرة يتلخص في زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم بالإضافة الي تشجيع روح الأستقلالية لديهم وإبراز مدي اهميتها لهم.
تم التحديث في 29 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان