بعد أن تحدثنا مسبقاً عن الاضرار الجسيمة التي يسببها الترامادول في الجسم فهناك من فاق من غفلته وبدأ يبحث عن سبل العلاج من ادمان الترامادول وهناك من مازال غارق في أوهام المخدر يرفع شعار ” لا استطيع “.
في مقالتنا اليوم سنمد يد العون الى كل من يريد التخلص من براثن هذا القاتل الصامت التي تنغمس في اجسادهم من خلال احدى التجارب الواقعية …
كانت بداية أحد المتعافين من هذه السموم مع تعاطي حبوب الترامادول ذات التركيز الضئيل 50 مللجرام ، وكان أبرز علاماته الأوليه هو التخدير المؤقت للجسم ، الأمر الذي يشعرك ببعض القوة ولكنها قوة زائفة ، وينتج هذا الإحساس كرد فعل لبسط وارتخاء الاعصاب والعضلات، لذلك فهذا الاحساس هو ابرز الخدع التي يقوم بها هذا العقار ، والجدير بالذكر انه لا يستمر طويلا ، فسرعان ما يعتاد عليه الجسم والدم ، ويبدأ هذا الاحساس في التلاشي ، مما يدفع الى زيادة الجرعة من هذه السموم للحصول مرة ثانية على الشعور الذي افتقدته ولكن دون جدوى .
وتزداد خطورة هذا العقار مع المدخنين ، حيث انه يزيد من لذة الدخان في فم المدخن ، مما يشجعه الى التدخين بشراهة وبكميات مضاعفة ، الامر الذي يجعله اكثر عرضه لأمراض السرطان وخاصة سرطان الرئة بنسبة من 90 الى 100 %.
المحتوى
رحلتي مع العلاج من الترامادول
لم تكن رحلتي مع علاج ادمان الترامادول بالصعوبة التي يصورها البعض كأنها الهلاك المحقق الذي لا يمكن أن ننجى منه ، ولكن علينا ايضا ان نكون اكثر صدق مع انفسنا ، فهي ايضا لم تكن بالسهولة المبالغ فيها ، فحبات الترامادول لا يمكن أن نصورها بفنجان القهوة الذي عندما نمتنع عنه نشعر ببعض الصداع ، فالأمر ليس كذلك.
حيث بدأت رحلتي في العلاج من الترامادول بالشعور بالآلام الشديدة في الجسم ، وهذه الآلام اشتملت على جميع اعصاب وعظام الجسم ، وحتي استطيع تقبل ذلك ، كان لابد ان اتعرف على الاسباب وراء تلك الآلام القوية.
وبسؤال أحد المتخصصين ، علمت أن السبب وراء تلك الآلام هو انه اثناء فترة تعاطي هذه السموم ( حبوب الترامادول ) يقوم كل متعاطي ببعض الاعمال التي لا تتحملها الطاقة الطبيعية للجسم ، هنا ليس المقصود بها الاعمال الشاقة والمجهود العضلي المتواصل فحسب ، ولكن هناك بعض الاعمال البسيطة التي ربما لها تأثير شاق جداً على الجسم .
على سبيل المثال ، عندما يجلس الانسان بوضعيه غير مريحة للجسد ، بعد فترة سوف يشعر بالألم ، ومن ثم يقوم تلقائياً بتغيير وضع الجلوس بما يوفر الراحة لجسده ، ولكن مع الشخص المتعاطي لهذه الحبوب ، ربما لا يحدث ذلك ، قد يستمر على هذه الوضعيه المرهقه للجسد لفترة طويلة ، السبب في ذلك بالطبع هو تأثير المخدر ، الامر الذي يؤدي الى مشكلات في العظام والتهاب في الاعصاب ، يسبب العديد من الآلام التي لن يشعر بها المتعاطي الا بعد الاقلاع ، وتلاشي تأثير هذه المادة المسكنة .
الخطوة الأولى نحو التعافي
نصحني المتخصصون باتخاذ طريقة الاقلاع التدريجي للتخلص من هذه الآفة ، بدأت بالتقليل من الكمية التي اتعاطاها 50 مللجرام كل يوم ، حتي وصلت الى مرحلة تعاطي100 ثم 50 مللجرام يومياً ، فأصبحت اتناول 50 ملليجرام يومياً بدلا من 300 ملليجرام يومياً، وهذا كان اول انتصار أحققه ، سعدت به للغايه ، ومنحني القوة لاستكمال المسيرة .
الخطوة الثانية في علاج ادمان الترامادول
نصحني الاطباء باستخدام حقن ديبوفيت لازالة الألم الناتج عن الاقلاع ، وهو احد العلاجات الغير مضرة ، ويقوم بمعالجة التهاب الاعصاب كما انه يحتوي على العديد من الفيتامينات اللازمة للجسم خلال هذه المرحلة .
هذا بالاضافة الى بعض المكملات الغذائية مثل بيوسترونج ، والذي يحتوي على غذاء ملكات النحل ونبات الجنسج وزيت جنين القمح وينصح أيضا باستخدام حقن ديكا درابولين والتى تعمل على اعادة بناء العضلات كل هذا فى اطار غذائى متكامل ، وتحت اشراف طبي.
الخطوة الثالثة للتعافي من ادمان الترامادول
وهي الاهم على الاطلاق ، والتي تؤكد على الشق النفسي بعد الانتهاء من العلاج الدوائي ، فلابد من وجود شئ ما يشغل وقتك ، حتى لا تعود لهذه السموم مرة اخرى ، وبالطبع الابتعاد تماما عن اصدقاء السوء ، حتي لا تعود مرة اخرى لهذه الدوامة.
تم التحديث في 10 ديسمبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان