استكمالاً للمقالة السابقة ، مازالنا نتحدث عن نتائج العديد من الدراسات التي أجريت خلال الفترة السابقة والتي اثبتت بشكل قاطع التأثير الذي تحدثه كل مادة من المواد والعقاقير المخدرة على العقل البشري ..
المحتوى
3- تأثير عقار النشوة على العقل البشري :
قبل أن نتحدث عن التأثير الذي تحدثه هذه المادة على العقل البشري على المدى القريب ، علينا أولاً أن نؤكد على أن هذا العقار يمتلك خواص منبهة أكثر قوة من العديد من المواد المخدرة ، مما يجعل الشخص المتعاطي يشعر في البداية بحالة من النشوة والسعادة البالغة ، كما تجعله أكثر انتباهاً ومفعما بالحيوية ، وسرعان ما تنتهي هذه المشاعر بانتهاء تأثير هذه المواد ليبدأ بعدها التأثير السلبي الذي تحدثه هذه المواد على العقل البشري ، والذي يتمثل في نوبات من القلق ، بالإضافة إلى الإصابة بأعراض البارانويا ، ولعل من أبرز الأعراض التي تلازم الشخص المتعاطي لهذا النوع من العقاقير هو الاحساس بأنهم مرفوضون من قبل المحيطين بهم ، وهذا الشعور قد يدفع هؤلاء الاشخاص إلى إيذاء أنفسهم.
أما على المدى البعيد ، فعادة ما ينتج عن التعاطي المنتظم لهذا العقار التعرض لاضطرابات في النوم ، والتي قد تصل إلى حد الإصابة بالأرق ، هذا بالإضافة إلى فقدان الحيوية والنشاط ، وعدم القدرة على تناول الطعام ، مما يؤدي الى انخفاض ملحوظ في الوزن ، كما يؤدي تعاطي هذا العقار الى الإصابة بنوبات حادة من القلق المستمر والاكتئاب ، كما أكدت بعض الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول هذا العقار بشكل منتظم يؤدي الى انخفاض معدل هرمون السيروتونين لدي الشخص المتعاطي ، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير مراكز الاحساس في العقل البشري ، ومن أهمها المناطق المسئول عن التفكير.
4- تأثير مادة الهيروين بمشتقاتها على العقل البشري مثل ( سماك ، الديامورفين ) :
بما أن مادة الهيروين المخدرة تنتمي إلى عائلة المواد الافيونية شديدة الدرجة الادمانية ، فان تناولها يعمل على إبطاء عمل العديد من الوظائف في الجسم ، كما انها تعمل بشكل مباشر على اخفاء مشاعر الآلام العاطفية والجسدية ، وعادة ما يشعر متعاطي هذه المواد بحالة من النشوة والسعادة الموقتة حين تعاطي هذه المواد ، ولكن سرعان ما تفقد هذه المادة تأثيرها ، ليبدأ المتعاطي في البحث عنه عن طريق زيادة الجرعة للوصول إلى أعلى درجات التأثير التي كان يشعر بها في البداية ، وعن تأثير هذه المواد على المدى القريب ، فقد يؤدي تعاطي كميات كبيرة من منها الى الاصابة بالغيبوبة ، والتي قد تصل الى حد الموت المفاجئ .
أما عن التاثير البعيد المدى الذي تحدثه هذه المواد ، فيقول أحد المتخصصين ، أن مجرد التوقف عن تعاطي هذه المواد يصيب المتعاطي بمجموعة من التأثيرات العقلية المدمرة مثل الإصابة بنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية ، والتي عادة ما تجعل المتعاطي يتخيل أن الكون بأكمله يتآمر ضدده ، مما يدفعه إلى إيذاء أقرب الأشخاص اليه ، بالإضافة إلى نوبات من الاكتئاب والتشنج ، فضلاً عن ضمور خلايا المخ التي تؤدي إلى صعوبة في التفكير والتحدث بشكل سليم.
بقلم/ منى المتيم