المخدرات أحد المخاطر القاتلة التي تواجه الكثير من المجتمعات العربية، حيث تتعدد أسباب تداولها داخل هذه المجتمعات ولكن تبقي النتيجة واحدة.
فالتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الإدمان ليس بالأمر الهين على الإطلاق،
ويزداد الأمر صعوبة عندما يتزامن حدوث ذلك مع وجود مشكلة نفسية ما مع هذا الشخص في الوقت ذاته،
حيث يري علماء النفس أن المخدرات والأمراض النفسية كلاً منها محفز للآخر … ولكن كيف ؟ الإجابة في السطور التالية …
المحتوى
كيف يكون الإدمان والأمراض النفسية محفز كلاً منهما للآخر؟
تعاطي المخدرات يؤدي إلى بعض الأضطرابات في الإدراك الحسي العام بالإضافة إلى اختلال في التفكير العام،
مما يصل إلي إفساد الحكم علي الأمور وتصاحب هذه الحالة بعض التصرفات الغريبة مثل الهذيان أو الهلوسة،
كما أنها تؤدي إلى حدوث أختلالاً في الأتزان والذي بدوره يصل بصاحبه الي التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور بذهنه بالإضافة إلى صعوبة المشي.
كما أن هناك بعض الاضطرابات النفسية التي تؤدي بصاحبها إلى اللجوء إلى المخدرات،
مثل القلق والإكتئاب والتوتر المستمر والشعور الدائم بعدم الأستقرار بالإضافة إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس.
ما الذي تسببه المخدرات للمريض النفسي ؟
من الآثار التي تحققها المخدرات هو حدوث بعض الإضطرابات في الوجدان،
مما يصل بالمريض النفسي الي حالة من المرح والنشوة والشعور بالرضا والراحة،
كما يتبع ذلك ضعف في المستوي الذهني مما يجعله يشعر بالسعادة نتيجة غيابة المؤقت عن الواقع وزيادة في النشاط والحيوية،
ولكن بمجرد زوال مفعول المخدرات تتحول هذه المشاعر الي شعور بالندم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول وإكتئاب وعصبية زائدة،
والتوتر الانفعالي والذي ينتج عنه عدم القدرة علي التوائم والتكيف الإجتماعي.
هل يمكن تشخيص الأدمان والأمراض النفسيه معاً ؟
يصعب علي الأطباء النفسيين تشخيص الأدمان والأضطرابات النفسية معاً فقد يحتاج منهم ذلك بعض الوقت،
لتحديد درجة الإصابة بالمرض النفسي والإدمان وتشخيص كلا منها علي حده،
وقد يزداد الأمر صعوبة عندما تتملك صفة الانكار من هذا الشخص المصاب،
فالشخص المدمن ينكر إدمانه والشخص المريض بأحد الأمراض النفسية لا يري نفسه كذلك،
ويحاول كلا منها الهروب وعدم الأعتراف مما يعاني منه.
كما أن هناك بعض العوامل التي تساعد الطبيب النفسي علي التشخيص، وهذه العوامل هي :
أولاً :التاريخ العائلي للمريض
في حاله وجود أحد الأشخاص بين أفراد عائلة المريض قد اصيب من قبل ببعض الأمراض النفسية ووقع في براثن الإدمان،
فهذا يزيد نسبة أصابة هذا الشخص بالتشخيص المزودج من الأدمان والمرض النفسي.
ثانياً : أعتياد المريض علي المخدرات في حالة تعرضه الي موجه من المزاج السيئ سابقاً
عندما يتعرض الشخص إلى موجة من المزاج السيئ، فبداً يبحث عن أي أنواع من المخدرات بالتالي فهو أكثر عرضه للإصابة بمرض التشخيص المزدوج وهو الأدمان والأضطراب النفسي.
هل يمكن علاج هذا الإدمان والمرض النفسي في آن واحد ؟
بالطبع ، فهناك العديد من البرامج العلاجية التي يمكن أن تعالج ذلك، ويتم ذلك من خلال 3 مراحل:
أولاً : العلاج الذاتي للنفس
ويتم ذلك عن طريق تحقيق الأتزان في تعاطي المادة المخدرة، حيث يعتبر ذلك أولي خطوات النجاح في الخطة العلاجية،
هذا بالإضافة إلى تدريب النفس على كيفية التعايش معها وإتخاذ القرار بالتخلص من الإدمان والمرض النفسي معاً.
ثانياً: العلاج النفسي والسلوكي
ويتم ذلك على أيدي بعض المتخصصين في علم النفس،
حيث يتم خلال هذه المرحلة الوقوف علي أسباب التعرض إلى الأدمان أو الأمراض النفسية،
وتحديد الأستراتيجيات الصحيحه للتعامل معه،
بالإضافة الى تقديم بعض التدريبات التي تحمي المريض من العودة مرة أخرى الى الأدمان،
ومعرفة الطرق الصحيحه للتعامل مع ضغوطات الحياة.
ثالثاً: العلاج الدوائي
ويتم خلال هذه المرحلة سحب السموم من الجسم، مع مراعاة الحالة النفسية للمريض والتحكم بها من خلال بعض الأدوية،
لذلك ينصح أن يتم ذلك في أحد الأماكن المتخصصة لعلاج مثل هذه الحالات وتحت إشراف طبي متكامل.
تم التحديث في 17 أبريل,2021 بواسطة موسوعة الإدمان