المخدرات هي المواد المسببة لحالة الإدمان، سواء كانت هذه المواد طبيعية أو مصنعة. وتشمل هذه المواد قائمة طويلة من الأنواع مثل الكحوليات والقنبيات والأمفيتامينات والأفيونات والمهلوسات ..إلخ، والتي سنتعرف علي كل منها لاحقاً في مقالات أخرى. أما في هذا المقال سنتعرف علي التعريف الإصطلاحي واللغوي للمخدرات.
تعريف المخدرات إصطلاحاً
لا يوجد تعريفاً واحداً عاماً جامعاً يوضح مفهوم المواد المخدرة بوضوح وجلاء، بل هناك مجموعة من التعريفات الإصطلاحية للمخدرات، والتي تتنوع بين التعريف الشرعي والقانوني والطبي، فعرفها البعض بأنها: ” كل مادة يؤدي تعاطيها إلى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقدان الوعي أو دونه، أو تعطي شعورا كاذبا بالنشوة والسعادة مع الهروب من عالم الخيال”.
ويعرفها البعض الآخر بأنها: ” كل مادة تعمل على تعطيل أو تغيير الإحساس في الجهاز العصبي لدى الإنسان أو الحيوان، وذلك من الناحية الطبية، أما من الناحية الشرعية فهي كل مادة تقود الإنسان إلى الإدمان وتؤثر على الجهاز العصبي”.
ومن وجهة النظر القانونية فهي “مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان ( الاعتماد النفسي والبدني ) ، وتسمم الجهاز العصبي المركزي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها، إلا لإغراض يحددها القانون ، ولا تستخدم إلا بواسطة من يرخص له بذلك” .
ولقد عرّف العلماء قديما أنواعا محدودة من المخدرات، منها ما هو مسكر ومنها ما هو مرقد، ومنها ما هو مفسد أو مشوش للعقل، ولذلك ذكر الإمام القرافي- رحمه الله- في “الفروق” الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة حيث قال: ” فالمسكر: هو الذي يغطي العقل ولا تغيب معه الحواس، ويتخيل صاحبه كأنه نشوان مسرور قوي النفس شجاع.
والمرقد هو المشوش للعقل، كالحشيش، والأفيون، وسائر المخدرات والمفترات التي تثير الخلط الكامن في البدن، ولذلك يختلف أوصاف مستعمليها، فتحدث حدة لمن كان مزاجه صفراويا، وتحدث سباتا وصمتا لمن كان مزاجه دمويا، فتجد من متناوليها من يشتد بكاؤه ومنهم من يشتد صمته، ومنهم من يعظم سروره وانبساطه”.
تعريف المخدرات لغةً
جاء في كتاب لسان العرب لإبن منظور أن المخدرات مشتقة من ” الخدر” وهو ستر يمد للجارية في ناحية البيت، والخدر يعني الظلمة والخدرة تعني الظلمة الشديدة، والخادر هو الكسلان، ويعني الخدر من الشراب أو الدواء فتور وضعف يعتري الشارب وضعف.
ويقال: خدر العضو إذا استرخى فلا يطيق الحركة، وكل ما منع بصرك عن شيء وحجبه عنه فقد أخدره.
وذكر الإمام القرافي في “الفروق” بأن المسكر هو الذي يغطي العقل ولا تغيب معه الحواس … والمرقد هو المشوش للعقل كالحشيش والأفيون وسائر المخدرات التي تثير الخلط الكامن في البدن.
5وفي اللغة الفرنسية تطلق كلمة مخدر على مواد كيماوية متعددة وحتى تلك التي تباع عند بائع العقاقير التي نستعملها في حياتنا اليومية.
وفي اللغة الإنجليزية تطلق كلمة مخدر DRUG على المواد الكيماوية التي نستعملها يوميا، كما تطلق على النباتات وعلى العقاقير الطبية وكذا على المواد السامة.
ان هذه التعاريف اللغوية والإصطلاحية تُظهر لنا شيئاً مثيراً للإهتمام هو ذلك التداخل العجيب فيها سواء تعلق الأمر باللغوية أو الفقهية أو القانونية أو الطبية فإنها تصب في منحى واحد هو أن المخدرات بشتى أنواعها تُحدث الفتور في الهمة وتعطل وظائف العقل. إنها بمعنى أكثر بلاغةً تلغي الإنسان بما هو إنسان.
تم التحديث في 6 يناير,2019 بواسطة موسوعة الإدمان
جمييييل