لقد صورت وسائل الإعلام سابقا مريض الفصام انه شخص خطير يقوم بأعمال إجرامية يجب عزله عن البشر و إيداعه مصحة عقلية،
فكم من مسلسل درامي و فيلم سينيمائي قدم رؤية خاطئة حول طبيعة هذا المرض،
ولكن الواقع يختلف تماما عن هذه الصورة، فمريض الفصام يعاني من مجموعة أعراض قد يصعب علاجها،
ولكنه غير مستحيل، فإن اختفت الأعراض قد تتطلب متابعة طبية حتى لا يعاود المرض الظهور من جديد.
إن مريض الفصام يعاني من أعراض تشمل هلوسات أو رؤية أشياء غير موجودة مع الإندفاع وراء أوهام غير منطقية تتعارض مع الواقع مدعمة بأفكار مشوشة غير مفهومة تنطبع على سلوك المريض.
و قد يتعرض المريض إلى ضغوط شديدة في طفولته أو حادث ما أدى إلى ظهور المرض عنده،
وغالبا ما يكون المريض ليس على علم بمرضه و لكن كلما اكتشف طبيعة مرضه مبكرا و بدأ رحلة العلاج كلما كانت فرصته في الشفاء أفضل.
و يعتبر الفصام من الحالات التي يجب علاجها عن طريق العقاقير الطبية فلا يمكن ان يشفى المريض دون الخضوع للعلاج على يد الطبيب النفسي المتخصص،
حيث لابد من تنظيم جرعة دوائية معينة على حسب الحالة.
ومن أعراض الفصام التبلد الحسي والإنعزال عن المجتمع و اضطراب النوم وتعتبر هذه هي الأعراض الأولى للفصام،
والتي قد تظهر في المراحل الأولى من عمر المريض، ثم تتطور إلى نوبات حادة من هلاوس واوهام و سماع أصوات تكون شبه حقيقية في عقل المريض،
نتيجة تغيير العقل التصورات في منطقة الدماغ و التي يصفها المرضى بالودودة و ممتعة تارة و فظة و مؤذية تارة أخرى،
تليها حالات من الهدوء و الأفكار الإيجابية وقد يتصور الشخص أن أحدا ما يلاحقه أو يطارده والأوهام الحادة في حالات الفصام الحاد.
و تضطرب الأفكار و تكون مشوشة لدى المريض فيصعب عليه تنظيم حديث مرتب وبالتالي يصعب على الآخرين فهمه،
وكذلك تنعكس على مظهره وتصرفاته و علاقاته الإجتماعية فقد يطلق الألفاظ بالسباب دون سبب و قد يصبح فظا غريب الأطوار.
ولعلاج المرض لابد من حجز المريض قسريا في المركز الصحي أو في المستشفى ويتلقى عقاقير مضادة للذهان،
سواء في صورة حبوب أو حقن و التي تمنع بدورها تأثير الناقل العصبي الكيميائي في المخ،
فتقلل من مشاعر التوتر و العدوانية خلال ساعات ولكنها قد تتطلب اسابيع لتخفيف الهلوسة و الأوهام.
و لكن المريض بعد انقضاء فترة العلاج يمكنه الخروج و التعايش اجتماعيا مع المواظبة على متابعة الطبيب لمنع ظهور الأعراض مرة أخرى،
ومن الممكن أن يعيش مع شخص آخر ليلاحظ تصرفاته وليس كما تم تصويره بأنه خطير لدرجة حبسة في السجون كما كان يحدث سابقا،
أو استمراره في مستشفى الأمراض العقلية مدى الحياة وتختلف فترة العلاج من حالة إلى أخرى على حسب حدة المرض وسرعة اكتشافه،
سواء من المريض أو ملاحظة المحيطين به التغيرات السلوكية التي تطرأ عليه و بالتالي تتحدد سرعة الاستجابة للعلاج.
تم التحديث في 23 أكتوبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان