قد يعاني شخص من الوحدة و العزلة لا لأنه لا يحب الحديث مع الآخرين أو تكوين صداقات جديدة،
ولكن لأنه لا يستطيع القيام بذلك، فليس لديه القدرة الكافية على كسر الحواجز بينه و بين المحيطين ولا الثقة الكافية في ذاته،
فدوما ما يخشى انتقاد الآخرين له.
و عادة ما يشعر بالخجل الشديد إذا ما تعرض لأي مواقف اجتماعية،
فيشغله دوما ماذا سيقول المحيطين به عنه وما إن كانت تصرفاته مثارا لسخرية من هم حوله،
فاذا واتته الفرصة للهروب من مناسبة اجتماعية فلن يتوانى عن ذلك حتى لا يتعرض للإنتقاد الذي يعتبر بالنسبة له أكبر حواجزه في التفاعل الاجتماعي.
و تعاني هذه الشخصية من الحساسية المفرطة تجاه رد فعل الآخرين على تصرفاتها و قد تؤثر سلبا عليه فتزيد الحالة سوءا وانطوائية،
فتنقصها المهارة في التعامل في محيط اجتماعي بسبب نقص معرفي وثقافي أو أسلوب الملبس وطريقة الأكل والقدرة على إدارة حوار مع الآخرين.
فهذه الشخصية دائمة البث للرسائل السلبية لذاتها حيث تعتقد أنها لا تقدر على أداء أية مهام،
واذا طلب منها الحديث عن نفسها أمام الآخرين قد ينتابها الهلع و الارتباك وقد تكسو الحمرة وجهها،
فهي غير قادرة على إلقاء خطبة أو محاضرة.
كما أن التردد يعتبر من سمات الشخصية التجنبية، فتتردد دوما في اتخاذ القرارات و تجربة أي شي جديد لا لشيء سوى عدم ثقتها في قرارتها،
وأنها تقوم بالاختيار الصحيح فدائما ما تحتقر قدراتها و تقلل من شأنها، فتنظر للآخرين أنهم أفضل منها في اتخاذ القرارات،
حتى وان كانت مهاراتهم في الواقع أقل من مهاراتها فتقع فريسة لذاتها و قد تشكل عقبة في طريق نجاحها مهنيا واجتماعيا.
علاج الشخصية التجنبية
عند علاج الشخصية التجنبية يعتمد العديد من الأطباء على العلاج السلوكي كتقوية النظرة الذاتية و إلقاء الضوء على مواطن القوة والمهارات التي يتمتع بها المريض،
كما يعتمدون على بث المريض لنفسه الرسائل الإيجابية فإذا ما طلب منه القيام بعمل جماعي ما عليه سوى عكس المفهوم الذاتي لديه من قول لا أقدر إلى قول نعم أقدر و تقدير الذات بصورة معتدلة.
كما يطلب من المريض محاولة كسر الحواجز الاجتماعية بينه وبين الآخرين لإمكانية تكوين صداقات جديدة،
ففي محيط العمل أو الدراسة أو النادي يقوم بالتحدث لمدة لا تزيد عن 10 دقائق مع أشخاص آخرين ثم يزيد من مدة الحديث تدريجيا في اليوم الذي يليه حتى يتعود المريض فتنحل العقدة.
كما ينصح الأطباء بتناول أقراص أوميجا 3 كمكمل غذائي ليس عليه أية محاذير للحد من أعراض القلق و التوتر حين البدء بالعلاج.
فلا بد أن يقوم المريض بالمبادرة بالحديث للآخرين و لا ينتظرهم هم البدء في ذلك و لا بد أن يقاوم مشاعر القلق و الخوف و تحفيز الذات على القيام بذلك،
فلا يشغله كثيرا رد فعلهم تجاهه بقدر ما يجب أن يشغله الاندماج في المجتمع و عدم الخوف منه.
تم التحديث في 2 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان