جميعنا يسعى إلى السعادة و المزاج المعتدل الذي لا ينفصل عن الإحساس بالنجاح و تحقيق الذات.
وحيث أن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه فهو يسعى دائما إلى التقدير من المحيطين.
وكثير منا لا يعلم و هو في قمة نشوة سعادته و اتساع صدره أن المسؤول الأول عن تحقيق هذه السعادة هو إحساس داخلي ينبع من الشخص ذاته يصحبه أمر عقلي بإفراز هرمونات تحقق له هذه الحالة.
حيث يزيد إفراز هيرموني الدوبامين والسيروتونين المسؤولين عن السعادة و الطاقة و زيادة الإنتاجية للشخص.
لسنا بعيدين عن الادمان
والكثيرين منا ليسو بعيدين عن الإدمان حيث ساد الاعتقاد بأن الشخص المدمن لابد أن يكون من بيئة منحرفة أو مستوى متدني.
ولكن الإدمان في مجتمعنا لا يفرق بين الطبقات بل اتخذ عدة صور.
حيث أن المدمن يصل إلى تلك الحالة بعد إخفاقه أكثر من مرة و بعد نوبات من الفشل المتكررة.
فيلجأ الكثيرين إلى تحقيق السعادة الوهمية و اللحظية التي لا تتعدى بضع ساعات من خلال التدخل في افراز تلك الهرمونات عن طريق تعاطي المواد الكيميائية و المخدرات،
والتي تتطلب زيادة الجرعة تدريجيا لتكون فعالة الى ان تخرج عن السيطرة و تدفع بالمتعاطي للهلاك.
الادمان لا يتوقف على المخدرات
ولا يتوقف الإدمان على المخدرات فقط كما هو شائع،
ولكن الإدمان تخطى ذلك الحاجز وصولا إلى أشكال عدة من إدمان سلوك مدمر للصحة و المال و الطاقة و القدرة الإنتاجية،
مثل إدمان المقامرة الذي يدفع بصاحبه إلى الإفلاس أو الإنتحار نظرا للتوتر و الضغط النفسي و الاكتئاب.
وكذلك إدمان التدخين و الكحوليات التي يسعى إليها الكثيرين لتخدير شعورهم لفترة مؤقتة نظرا لعدم الرضى عن حياتهم.
وهو سلوك إنهزامي يسعى إليه الشخص بعد أن فشل في تحقيق غاية أو هدف ما.
و قد يقفز الإدمان ليصل بصاحبه لا شعوريا إلى عكس مبتغاه نتيجة إدمان سلوك ما،
مثل إدمان العمل و سوق الأوراق المالية الذي يتحكم بصورة مباشرة في مزاج المدمن لهذا النوع المشروع من الإدمان،
و هو المسؤول الأول عن أمراض خطيرة كالأزمات القلبية والتفكك و العنف الأسري و الإنتحار في بعض الأحيان.
وكذلك إدمان الجنس الذي يدفع بصاحبه لأمراض خطيرة كالإيدز و الشذوذ و جرائم الاغتصاب لمن لديهم حب التسلط و السادية.
لا إفراط ولا تفريط
ولا يقل إدمان الرياضة و المظهر الجيد خطورة عن تلك الأنواع من الإدمان.
فالرياضة في حد ذاتها سلوك صحي ممتاز و لكن الإفراط بها الذي يكون مصحوبا بقلق دائم على المظهر و اللجوء إلى عمليات التجميل فيؤدي بدوره إلى إدمان عمليات التجميل على حسب أحدث صيحات الموضة.
وكذلك تأنيب الضمير من الإفراط في تناول الطعام فيدفع المدمن إلى التقيؤ للتخلص من ذلك الإحساس لتؤدي إلى أمراض خطيرة كالهزال و الاستسقاء وإلى الوفاة في كثير من الحالات.
ولا نغفل إدمان الطعام و النشويات التي تؤدي إلى أمراض السمنة والضغط والقلب وتصلب الشرايين و السكر.
فيلجأ المدمن إلى الأكل طوال الوقت لسد فراغ نفسي بداخله و الإحساس بالأمان.
وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت الأجهزة الإلكترونية تزيد من الفردية و تتحكم في عقول الكثيرين و توجههم لأهداف غير سوية.
وهنا يتضح لنا أن الإفراط في أي شيء إدمان و ليس هناك أفضل من الإعتدال حتى نصل إلى السعادة التي هي غايتنا جميعا.
فلنعمل و بالقدر المطلوب و لنمارس الرياضة بالقدر الصحي ولنقتطع لأسرتنا و حياتنا الاجتماعية بعض الوقت لنستمتع سويا.
ولا بأس بالأجهزة التكنولوجية على أن نتحكم فيها و ليس العكس و المواد الكيميائية هي وسيلة علاجية وليست لأغراض أخرى.
هنا نغلق الحلقة لنصل إلى السعادة الطبيعية.
تم التحديث في 3 أبريل,2022 بواسطة موسوعة الإدمان
احسنتم في الموضوع الاكثر حساسية اليوم واكبر تهديد