إدمان الخمور أو الكحوليات من أخطر ما يواجه الكثير من المجتمعات علي مستوي العالم،
فهناك من يلجأ إلى تناولها بسبب بعض الإضطرابات النفسية كحالة من الهروب وإعتقاداً منه أن هذه المواد هي الملاذ من كافة المشكلات التي تقابله،
وهناك البعض الآخر من يتناولها كنوع من الوجاهة الإجتماعية، وفي النهايه نجد النتيجة الحتمية .. ألا وهي الأدمان.
ولكن وسط هذه الأجواء ما بين أسباب ذلك وتداعياتة، هناك بُعد آخر لم ينظر إليه الكثيرون وهو “رأي الإسلام في ذلك”.
وكنا قد عرفنا قبل ذلك حكم شرب المخدرات في الاسلام في مقالة سابقة،
ومن ثم وجب أيضاً الإجابة عن هذه التساؤلات، ما حكم الدين الإسلامي من تناول هذه المشروبات؟ وما هي دلائل تحريمها؟
الإجابة علي هذه كافة هذه التساؤلات في السطور التالية.
المحتوى
أولاً: ما المقصود بلفظ ” الخمر ” ؟
لفظ الخمر يطلق علي كل ما يقوم بتخمير العقل أي لا يدعه في حالته الطبيعية،
وفي الشرع يتم تعريف لفظ الخمر بأنه كل ما يقوم بتذهيب العقل واسكاره،
أي ما يجعل العقل لا يقدر علي فعل أي شئ بكامل قوتة العقلية ..
ماذا يفعل الخمر في جسم الإنسان حتي يذهب العقل ؟
عندما يتناول الأنسان كمية من الخمر فإن الدم يتحرك في الجسم حتي يصل إلى مراكز التحكم في الرسائل العصبيه والأعصاب،
مما يجعل الأنسان كسولاً ومرهقاً ولا يدري ما يقوله ولا ما يفعله، بالإضافة إلى ذلك فإن الكحول الذي يدخل إلى الدماغ والمخ فيذهبه ويفقده توازنه ..
ما دلائل تحريم الخمر في الدين الإسلامي ؟
لاشك أن تناول الخمر من المعاصي الجسيمة وكبائر الذنوب التي حرمها الدين الإسلامي بصورة واضحة،
وذلك لكثرة النصوص الدينية التي تناولت هذا الموضوع في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ومنها قوله تعالي:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ،،
وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
” لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ . “
أي لا يكون مؤمناً كامل الإيمان بل يكون قد نقص إيمانه نقصا عظيما بهذا الفعل الشنيع.
ما حكم شارب الخمر في الاسلام ؟
فقد وضُع حد لشارب الخمر في الإسلام وتنوعت الأقاويل حول هذا الموضوع قيل أنها ثمانين جلدة وفي رواية أخرى قيل إذا جلدوا شارب الخمر أربعين جلدة ولم يتعظ يتم جلده ثمانين جلده …
والجدير الذكر أنه لم يتم أقامة الحد علي شارب الخمر إلا حين تثبت الواقعة ولا يثبت ذلك إلا بأمرين :
1- يجب أن يقر الشخص نفسه أنه بالفعل شارب للخمر
2- يجب أن يشهد رجلين مسلمين علي أنهما قد رأوا هذا الشخص يتناول الخمر
ما الشروط التي تمنع أقامة الحد علي شارب الخمر ؟
1- أن الحد لا يقع علي الكافر بل يجب أن يكون علي المسلم فقط
2- أن الحد لا يقام علي الصبي بل يجب أن تكون هذا الشخص عاقل بالغ
3- لا يقام الحد علي شخص مختل عقلياً بل يجب أن يكون عاقل
4- لايقام الحد علي الشخص الذي لا يعلم أنه يشرب الخمر وهو محرم بل يجب أن يكون علي دراية بما يفعله
كافة ما سبق يوضح رحمة وعدل الدين الإسلامي الحنيف بالمسلمين والحكمة من تحريم الخمر
تم التحديث في 27 أكتوبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان