الترامادول هو أحد العقاقير التي استحوذت على اهتمام الكثير من الحكومات ومراكز الابحاث ، وذلك بعد أن وصلت نسبة ادمان حبوب الترامادول الى معدلات خطيرة ، فقد وصلت في مصر الى 83% ، ثم يليه مخدر الحشيش بفارق 8% ، وذلك وفقا لأحدث تقارير علاج الترامادول وصندوق علاج الادمان.
أسباب دفعت الى تعاطي الترامادل
في أحد اللقاءات مع مدمني الترامادول المتعافين، قال أحد المتعاطين الذين منّ الله عليهم بالتعافي ونجح في علاج الترامادول أن تعاطيه حبوب الترامادول يعطيه حلولا سهلة ووهمية لمشكلات قد يعتقد أنه ليس لها حل، هذا بالاضافة الى الشعور بالسعادة والنشوة ، مما جعله مرة تلو الاخرى يصبح أسير لهذه الحبة.
وفي لقاء مع مدمن ترامادول آخر ، وهو أحد الشباب في زهرة العمر ، أواخر العشرينات من العمر ، وبدأت حياته مع هذه الحبة قبل أربعة سنوات عندما أراد ان يجمع بين الدراسة والعمل ليلا في احدي المحلات بمنطقة وسط البلد بالقاهرة.
وخوفا من الادمان على الترامادول حرص على تناول حبوب ذات تركيز ضيئل بمعدل شريط اسبوعياً.
وبعد ستة اشهر تحولت هذه الحبة الصغيرة الى كابوس يعيش بداخله ولا يستطيع مفارقته بسبب المشكلات النفسية التي تعرض لها.
هذا بالاضافة الى المشكلة الصحية ، التي لازمته خلال فترة تناول هذا العقار ، والتي كانت بدايتها من:
- فقدان الشهية
- الاصابة بالامساك المزمن
- الصداع المزمن
- ارتعاش بعض الاطراف والتعرض لبعض التشنجات
- النحافة والاجهاد المزمن
- عدم القدرة على التنفس
- عدم التركيز
رحلة علاج الترامادول
وعند محاولة علاج ادمان الترامادول بصورة مفاجئة وبدون أي استشارة طبية ، بالفعل استطاع أن يفعل ذلك لمدة 3 اشهر ، ولكن سرعان ما عاد لهذه الحبوب مرة اخرى ، ولكن بجرعات أعلى ..
وعن كيفيه الحصول على هذه السموم رغم ادراجها ضمن جدول المخدرات ، فقال أن هناك بعض الصيدليات المعروفة ببيع حبوب الترامادول …
ثم أكمل الشاب حديثه بأنه لم يجرء ويتحفز بشكل قوي على خطوة الاقلاع والخلاص من حبوب الترامادول إلا بعد ان رأى أحد أصدقائه يموت بين يديه نتيجة تناوله كميات كبيرة من هذه الحبوب ، فأخذ القرار بالتوقف عن تعاطي الترامادول خوفاً من أن يلقى نفس المصير …
ثم أردف يقول والدموع تتساقط من عينيه لتذكره صديقه الذي مات بجرعة زائدة من هذه السموم “عاوز تبطل ترامادول والله هتقدر” ….
وعن الأعراض الانسحابية لهذه السموم ، فقد قال أنه عانى لمدة 3 او 4 ايام من الصداع الشديد والخمول وعدم القدرة على بذل اي مجهود والشعور باوجاع في الظهر، وبعد مرور هذه المدة ، وبعد ملازمته لمراحل العلاج الأخرى المتعلقة بالتأهيل النفسي، استطاع الانتصار على حبوب الترامادول ، والاقلاع عنها الى الابد.
علق أحد المتخصصين في المركز العلاجي على القصص السابقة بأن هذه العقاقير بمثابة الوقوع في الدوامة.
فالشخص يبدأ بتناول جرعات صغيرة ومن ثم ينزلق الى جرعات كبيرة، وأكد أن السعادة الوهمية التي تحققها هذه الحبة لا تضاهي خطرها القاتل، حيث تمتد آثارها الضارة إلى المخ والقلب، وقد تصل الي الموت المفاجئ.
ولمزيد من المعلومات حول الترامادول، يمكن مشاهدة الفيديو التالي:
تم التحديث في 20 أكتوبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان