المحتوى
سرعة تقدمك في الحياة:
واذا تأملنا وظيفة كلٍ من هذه المكونات أو الأحصنة التي تجر عربة الإنسان، فإننا سنجد أن وظيفة الجسد هي التغذية والتنفس، ووظيفة النفس هي المشاعر والأطماع، ووظيفة العقل هي التفكير والتأمل، واما الروح فهي التي تمد الأبعاد الثلاثة الاخرى بالطاقة وتجعلهم يقومون بوظائفهم ولكنها ايضاً تنمو وتتمدد وتحتاج إلي الغذاء، وغذاء الروح هو الحق والخير والجمال وكل ما هو خير ونبيل، لأن مصدر الروح هو الجنّة ولذلك فإنها لا تتغذى إلا علي كل ما هو من الجنّة ويتفق مع طبيعة الجنّة.
استكشاف مواطن الضعف:
وعلينا أن نعرف أولاً ما هو الجانب الأضعف لدينا من هذه الجوانب الأربعة، لأن الجانب الضعيف هو ما يشدنا إلي اسفل ويعطلنا عن تحقيق النجاح الذي نصبوا إليه. وبالعودة إلي مثال الأحصنة والعربة، إذا كان أحد الأحصنة بطيئاً فإنه سيؤثر علي باقي الأحصنة وسيشدهم الي الخلف ويبطئ من سرعتهم، وهذا يمثّل الجانب الاضعف لديك أو نقاط ضعفك، وعليك أن تحدد فوراً هذا الجانب ومن ثم تركز جهودك عليه لكي تنمّيه وتجعله أقوى، وهذا يستدعي القيام بعملية تقييم بسيطة لكل من هذه الجوانب الأربعة.
التقييم:
لا شك أنك بحاجة إلي تقييم نفسك من وقت لآخر وتقييم مدى قوة كل جانب من حياتك، وربما تحتاج إلي أن تختبر كل جانب منهم عن طريق وضعه في تحدي ما، وربما تحتاج إلي توجيه بعض الأسئلة إلي نفسك والإجابة عليها لكي تحصل علي تقييم مبدئي. هيا أمنح نفسك الفرصة الآن وقم بعملية التقييم هذه . .
تقييم القوة الجسدية:
هل يستطيع جسدك القيام بتحديات جسدية مثل الجري لمدة طويلة أو السباحة لمسافة طويلة أو رفع أوزان ثقيلة أو القيام ببعض التمارين الصعبة في رياضة اليوجا مثلا أو غيرها بشكل صحيح؟ قم الآن بتقييم جانب القوة الجسدية لديك واعطه درجة من 10 او من 100 اذا احببت.
تقييم القوة العقلية:
هل يستطيع عقلك حل الألغاز الصعبة في العاب الذكاء أو توليد عدد كبير من الأفكار الابداعية حول الاستخدامات المختلفة لقصاصة من الورق أو مشبك الورق؟، أو هل تستطيع هزيمة الكمبيوتر في مباراة شطرنج علي وضع اللعب الاحترافي أو حل مشكلة معقدة بسرعة ؟ قم الآن بتقييم نفسك في هذا الجانب ايضاً واعط لنفسك درجة، ولا شك ان التقييم سيدفعك الي تدريب عقلك، وقد تبحث عن احد التطبيقات المتخصصة في هذا المجال.
تقييم القوة النفسية:
ما هي المشاعر الغالبة علي نفسك أغلب الوقت؟ هل هي مشاعر سلبية مثل القلق والخوف والحزن والاستياء من أشياء حدثت في الماضي، أم انها مشاعر إيجابية مثل المحبة والامتنان والبهجة والتفاؤل؟، وما هي الأفكار الغالبة علي تفكيرك؟ هل هي أفكار ايجابية في الخير أم انها أفكار سوداء تتسم بالسلبية ؟ وما هي نيتك؟، هذه الأسئلة ستساعدك في تقييم ذلك الجزء منك المسمى بالنفس، وكلما كان تفكيرك إيجابي ومشاعرك إيجابية كلما ارتفعت درجتك في التقييم.
تقييم القوة الروحية:
هل تتواصل أو حتى تحاول التواصل مع الله الخالق؟، هل تترك العالم بكل ما فيه من أجهزة وضجيج ورغبات وأطماع وتنافس وصراع وتذهب إلي عزلة تنعزل فيها عن كل ما في هذا العالم وكل ما يتعلّق به من أفكار ؟ هل يحدث ذلك كثيراً وبانتظام؟، كلما حدث ذلك كثيراً وبانتظام كلما ارتفعت درجة تقييمك في هذا الجانب ايضاً.
هذا علي صعيد السرعة التي تتقدم بها في حياتك، ونظن انك الآن تعرف ما يبطئ من تقدمك وما هو الجانب الأقوى لديك. وتعرف أن الأهم ليس هو الجانب الأقوى بل الجانب الأضعف، ولا تقلّ معرتك لنقاط ضعفك أهميةً عن معرفتك لمواطن قوتك لأنك عندما تحوّلها من نقاط ضعف إلي مواطن قوة تصبح بالتأكيد إنسان أقوى.
وإلى اللقاء في الجزء الثالث والأخير من هذا المقالة …
تم التحديث في 8 ديسمبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان