المحتوى
ما الذي استنفذ طاقات الإنسان وأضعف قواه ؟
في هذا المقال سنلقي نظرة سريعة علي الإنسان بحثاً عن قوته، وبينما نبحث عن قوته سنجد بعض نقاط ضعفه الرئيسية، والتي تؤثر علي حياته تأثيراً كبيراً، وإذا ما استطاع تحويلها إلي مواطن قوة، فإنه بالتأكيد يصبح إنسان أقوى.
من هو الإنسان الأقوى؟
ان الإنسان الأقوى هو الذي يكون علي معرفة دائمة بمواطن قوته ونقاط ضعفه في كل وقت من أوقات حياته، وهو الذي يشغل نفسه باستمرار بمعالجة نقاط ضعفه وتحويلها إلي مواطن قوة، وبعد ذلك يُعيد النظر في نفسه من جديد باحثاً عن قوته من جديد، وبينما يفعل ذلك يجد المزيد من نقاط الضعف فيشغل نفسه من جديد بمعالجتها وتحويلها إلي مواطن قوة .. وهكذا يظل في حالة نمو دائم.
انه يبحث عن قوته لكي يعززها ويستخدمها في معارك الحياة التي يخوضها، وبينما يفعل ذلك يكتشف نقاط الضعف لديه، الفرق بينه وبين الإنسان العادي أنه لا يسمح لنقاط ضعفه هذه بأن تُحبطه، بل يعتبرها إشارة إلي الأشياء التي عليه أن يهتم بها في نفسه لكي يكون أقوى.
وهذه الرحلة تبدأ بمعرفة الإنسان وأبعاده والقوى المتحكمة فيه ومن ثم الطريق إلي التحكم في هذه القوى، فهيا عزيزي القارئ أستعد لأننا سننطلق.
الإنسان وأبعاده والقوى المتحكمة فيه:
ان الانسان كائن ثلاثي الأبعاد، يتكون من جسد ونفس وعقل، وهناك بعد رابع يضاف إلي هذه الأبعاد الثلاثة وهو الروح، لأن القرآن الكريم يميّز دائماً بين الروح والنفس، فنجد أن النفس يأتي ذكرها في القرآن مرة ممدوحة ومرة مذمومه، أما الروح فهي تأتي دائماً ممدوحة في كل مواضعها في القرآن الكريم.
وكل من هذه الأبعاد له تأثيره القوي علي حياة الإنسان، سواء علي رغباته أو اختياراته أو قراراته أو سلوكياته، أو حتى ما يسمعه وما يراه وما يشعر به من خلال حواسه، كل من هذه الأبعاد له تأثيره علي تفكير الإنسان ونوعية شخصيته، وطريقته الخاصة في التفاعل مع العالم، وبمعنى آخر فإن هذه المكوّنات الأربعة هي التي تحكم حياة الإنسان ومصيره بالكامل.
ويمكننا أن نشبّه هذه المكونات الأربعة لحياة الإنسان بأربعة أحصنة أشداء يجرون عربة، وهذه العربة هي الإنسان، هي أنت عزيزي القارئ، ولكي تسير هذه العربة بشكل صحيح يجب أن يكون هناك تناغم وانسجام بين هذه الأحصنة التي تجر العربة، علي كلٍ من صعيدين السرعة والاتجاه.
ولكي نصنع هذا التناغم بين هذه الأحصنة يجب علينا أن نفهم طبيعة كل واحد منهم، ويجب أن نعرف الغرض من حياتنا والغاية التي علينا أن نتوجه إليها بكل هذه الأحصنة الأربعة، الجسد والنفس والعقل والروح، خصوصاً أن كلٍ منهم لديه قوة تأثير هائلة سواء علي بعضهم البعض أو علي حياة الإنسان ومصيره بشكل عام.
وإلى اللقاء في الجزء الثاني من المقالة …
تم التحديث في 8 ديسمبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان