إن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل .. وانتشار تعاطي المخدرات بينهم كشريحة اجتماعية يمثل خطراً على المجتمع أكبر بكثير من انتشار التعاطي بين الكبار؛
لأن الشباب هم مستقبل المجتمع وقادته وعلمائه ومفكريه وسياسييه، وبقدر اتساع الجزء المدمن من هذه الشريحة تكون ضخامة الخطر على المجتمع.
وتشير نتائج البحوث الميدانية التي أُجريت في جمهورية مصر العربية إلى ما يلي:
1) العمر الذي يغلب أن يبدأ فيه التعاطي هو ما بين الحادية عشرة والسابعة عشرة،
ولذا يُطلق على هذه الشريحة العمرية (الجماعات الهشة)،
وبديهي أن هذه الجماعات يجب أن تُعتبر الهدف المقصود لبرامج الوقاية الأولية التي تتسم بتحديد الهدف والواقعية والبعد عن المبالغة والتهويل.
2) الشباب يبدأون خطواتهم في التعاطي بمرحلة تسمى المرحلة التجريبية،
فهم يجربون هذه المغامرة مرة أو بضع مرات … والذي يبقى ويواصل التعاطي منهم نسبة تتراوح بين 25% و35%.
3) أن نسبة تتراوح بين 2% و10% ممن لا يتعاطون ولم يجربوا التعاطي هم حقيقتهم مستعدون لخوض التجربة إذا أُتيحت لهم الفرصة المناسبة.
4) أن المناسبات الاجتماعية التي تدعو إلى تعاطي الحشيش والكحوليات هي المناسبات السارة،
وهي تختلف عن المناسبات التي تنطوي على كثير من المشقة النفسية والتي تدعو إلى تعاطي المواد المؤثرة على الحالة النفسية (أمفيتامينات، باربيتيورات، ومهلوسات).
متوسط أعمار المدمنين
وتذكر الأستاذة الجزائرية (شريفة غزال وقواق) الخبير بمنظمة التربية والعلوم والثقافة أن أعمار الشباب المدمن تتراوح بين 15 عاماً و 20 عاماً،
وأن بداية ظهورهم كانت في الستينيات في لبنان بين تلاميذ المدارس الثانوية الأنجلوسكسونية وفي بعض الجامعات،
وكان مناخ التعاطي يسوده مفهوم المشاركة والتحرر في أسلوب العلاقات بين الكبار والصغار والرؤساء والمرؤوسين وروح المعارضة والتشكيك في سلامة البنى التربوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية،
ثم انتقلت ظاهرة إدمان الشباب إلى بعض الدول العربية الأخرى مثل الكويت والقاهرة وتونس والجزائر،
حيث انتشرت في المدارس الثانوية لا سيما الأجنبية وقد عللتها الخبيرة بأن مدارس العواصم الأجنبية تستقبل أبناء الدبلوماسين القادمين من أكثر من 60 دولة،
حيث يأتي كلٌ منهم بحسناته وسيئاته .. ومن السيئات بالطبع تعاطي المخدرات بالإضافة إلى قيام الشباب (خاصة في تونس) بمصاحبة السائحين الأثرياء ومشاركتهم في سهراتهم الحمراء حيث يتم تعاطي المخدرات.
5) أثبتت دراسة أجراها الدكتور أحمد عكاشة (رئيس قسم الأمراض النفسية بكلية طب عين شمس) على عينة من طلبة الجامعة أن النسبة المئوية للمتعاطين من الطلاب الذين نجحوا في دراستهم 34%،
بينما كانت النسبة للطلاب الذين فشلوا في دراستهم 42% وكانت نسبة تعاطي الحشيش بين الناجحين 10.4% وبين الفاشلين 14.6%،
وكانت نسبة تعاطي الأمفيتامينات بين الناجحين 17.7% وبين الفاشلين 13%،
وكانت نسبة تعاطي الكحوليات والباربيتورات بين الناجحين 3.9% وبين الفاشلين 8.4%،
وكانت نسبة تعاطي العقاقير الأخرى بين الناجحين 10.4% وبين الفاشلين 16.6%،
وكان تعاطي المخدرات بين طلاب الحقوق أكثر من تعاطيه بين طلاب الطب،
وأسباب تعاطي المخدرات كما أفصحت عنها الدراسة وهي على التوالي:
أ- الهروب من الواقع.
ب- التخلص من القلق.
جـ- حل المشاكل الشخصية.
د- التحرر من الهموم.
6) أثبتت دراسة أجراها الدكتور مصطفى سويف (رئيس برنامج الأمم المتحدة الدائم للمخدرات بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية) على عينة مؤلفة من 5530 تلميذاً بمدارس القاهرة الثانوية ما يلي:
18% جربوا تدخين السجائر، 5.3% جربوا العقاقير المهدئة، 5.7% جربوا الأمفيتامينات،
10.5% جربوا المخدرات من بينهم (90.7% حشيش، 7.4% أفيون، 2% مخدرات أخرى)،
وقد بلغت نسبة متعاطي البيرة من أفراد العينة 43.3% والخمر 27% والمشروبات الأخرى 6.7%.
كما أجرى الدكتور مصطفى سويف دراسة أخرى على 3686 تلميذاً من الذكور في المدارس الصناعية بالقاهرة الكبرى،
ثبت منها أن 24.5% دخنوا السجائر، 4.6% جربوا المهدئات، 5.6% جربوا الأمفيتامينات، 4.7% جربوا المنومات،
11.6% جربوا المخدرات (من بينهم 92.1% جربوا الحشيش، 7.3% جربوا الأفيون، 7.9% جربوا مخدرات أخرى).
كما تبين أن 33.1% من العينة تعاطوا البيرة و13.6% جربوا النبيذ والويسكي والباقي جرب أنواع أخرى من الخمور،
وواضح ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في المدارس الصناعية عنها في المدارس الثانوية.
تم التحديث في 2 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان