الخمور من أكثر أنواع الادمان انتشار وخطورة الخمر تكمن في خطورة الكحول الذي بها ويوجد نوعان من الكحول فالأول الكحول الميثانول وهو شديد السمية وتعاطيه يؤدي إلى العمى أو الموت ، الثاني هو الكحول الإيثانول وهو الكحول الإيثيلي وهو موجود في المشروبات الكحولية وتختلف نسبته من نوع إلى آخر فتبلغ نسبته في البيرة من (4إلى 8%) وفي النبيذ من (10 إلى 18%) وفي الويسكي من (45 إلى 55%) وينتج هذا الكحول من تخمير المواد التي تحتوي على نسبة من السكريات مع الخميرة أو البكتيريا ومن تخمير حبوب الشعير تحصل على البيرة ومن تخمير العنب أو التوت تحصل على النبيذ ومن حبوب الذرة نحصل على الويسكي ومن العسل الأسود نحصل على الروم وعندما ينقع البلح في الماء لمدة أربع أو خمس أيام ويقطر نحصل على عرق البلح ، ويتم تحضير الخمور بطريقتين هي الطريقة البسيطة وهي طريقة التخمير العادية والثانية مكملة للطريقة الأولى وهي طريقة التقطير حيث يتم الغليان ثم التكثيف بالبخار الناتج وهذه الطريقة ترتفع نسبة الكحول بالمشروب .
المحتوى
أسباب تعاطي الخمور :-
هناك عدة أسباب يلجأ إليها الشخص لتعاطي الخمور :-
1ـ الهروب من المشاكل التي تواجه الشخص المدمن بسبب العجز عن حل هذه المشاكل فيرى المدمن أن الحل لهذه المشاكل في كأس الخمر لأن الكحول يزيل تأثير مراكز المخ العليا المسئولة عن السلوك والسيطرة على الإنفعالات والمشاكل ، فيشعر الإنسان بالراحة للواقع الذي يعيشه وتظهر الإنفعالات في صورة سلوك لا يليق أو ألفاظ بذيئة .
2ـ الهروب من الواقع ونسيان الواقع :- وهي حالة الهروب التي يهرب بها المدمن عن الواقع ، فالخمر ينسى الانسان الاحداث التي تضغط عليه وبذلك يعيش المدمن في احساس السعادة الزائفة أو الأوهام التي يعيشها المدمن وإنتعاش كاذب .
3ـ الخجل الشديد أو الدونية :ـ وهو الشعور بالنقص وفقد الذات واليأس الذي بسببه يلجأ المدمن إلى شرب الخمر .
4ـ الاكتئاب :- والاكتئاب غالباً ما يحدث بسبب العزلة ، فيصل الشخص المدمن إلى حالة الاكتئاب .
5ـ تأثير الكحوليات :ـ عند تعاطي المدمن أول كأس خمر فإنه يشعر بالسرور والسعادة والاسترخاء والرغبة في الضحك والمرح وزوال القلق ، ثم بعد ذلك يزداد تركيز الكحول في الدم فتظهر مجموعة من الأعراض بسبب تأثير الكحول مثل إحمرار العين وارتفاع في درجة الحرارة وسلوك سئ غير لائق لدرجة أن مدمن الخمر يتلفظ بألفاظ بذيئة وسخيفة والحساسية المفرطة وتشويش الوعي وفقدان الاتزان والتلعثم في الكلام وحركة مقلة العين واهتزاز اليدين وكل ذلك يحدث بسبب تأثير الكحول على المخيخ في الشخص المدمن والدخول في نوم عميق يشبه الغيبوبة وأحياناً يحدث أن مركز القلب والتنفس يتعطل مما يدفع المدمن إلى الموت ، ومدمن الكحول لا يمكنه ولا يشعر بصورته وكلماته وهو واقع تحت تأثير الخمر التي تحوله من شخص عاقل إلى شخص مجنون أو مخبول وهناك أضرار من تناول الخمور مع المواد المثبطة الأخرى ، فالكحول مثبط للجهاز العصبي فإذا تعاطى الشخص المدمن مثبط آخر كالمهدئات قد يؤدي إلى الوفاه ولكن قبل الوصول إلى نقطة الخطر يتقيأ المدمن ، أما في حالة تدخين الحشيش مع الخمر فإن الخطورة تصل إلى ذروتها فإن الحشيش يثبط مركز التقيأ وبذلك يصل المتعاطي إلى الموت بسهولة وبدون سابق إنذار .
أضرار الكحوليات :
للكحول سبب في أمراض المخ لأن الجسم يمتص الكحول بواسطة جدار المعدة فيصل إلى الدم مباشرة ومنه إلى المخ فتظهر آثار بعد دقائق من تعاطيه ولا سيما عنما تكون المعدة خاوية وبسبب تعاطي الكحول يؤدي إلى تدهور في وظائف المخ وخاصة الفصوص الأمامية المسئولة عن المحافظة على القيم ويسبب تعاطي الكحول يحدث ضعف في الذاكرة وأحياناً تزيفها ويختل إدراكه بالزمن كما إنه يحدث إصابات في العصب البصري وتبلد في المشاعر والإهمال والتعرض إلى نوبات إندفاعية من الغضب ، وهناك أضرار تظهر بسبب تعاطي الكحول وتصيب القلب فتعاطي الكحول يزيد العمل على القلب ويقلل من سريان الدم في الشرايين التاجية التي تورد الدم في عضلة القلب ، وإدمان الكحول يؤدي إلى السكتة القلبية والذبحة الصدرية وأمراض الدم ونقص السكر في الدم وتناول الكحول يؤدي أيضاً إلى أمراض الكبد فإن الكحول يحتوي على سعرات حرارية عالية والكبد هو المسئول عن إحراقها وبسبب تعاطي الكحول يحدث ضمور في الكبد يظهر مجمع ويتحجر وهو ما يطلق عليه التليف الكبدي وفي مرحلة متأخرة يظهر الاستسقاء والتقيئ الدموي وترتفع نسبة الوفاه إلى 50% وهناك أضرار تصيب مدمن الكحول في الجهاز الهضمي حيث يؤدي تناول الكحول إلى فقدان الشهية ونقص الفيتامينات ولا سيما فيتامين ب والتهاب المعدة وحدوث قرح بالمعدة والأثنى عشر وتأثير الكحول على الجهاز التنفسي يؤدي إلى السل الرئوي ، واضطراب الغدد الصماء ، ويخفض الكحول من هرمونات الجنس عند الذكور.
الكحول وأمراض السرطان :-
الكحول عامل لسرطانات الرئة والبنكرياس والبروستاتا وخاصة عندما يضاف إليه التدخين .
الكحول والهلاوس :
قد يدخل مدمن الكحول في هلاوس بصرية وسمعية فيتخيل أن المحيطين به يكرهونه ويريدون قتله .
الكحول والضعف الجنسي :
يؤدي إلى الضعف الجنسي إلى ضلالات الغيرة التي تقود إلى اتهام الزوجة بالخيانه وإيقاع الأذى بها وقد يصل الأمر إلى حد القتل.
الكحول والحمل :
ادمان الكحول يصل بواسطة الدم إلى الجنين وهذا له تأثير على الجنين .
العته الكحولي :
ادمان الكحول يؤدي إلى الانحطاط المستمر في الشخصية وفقدان الكثير في الادراك والذكاء وضعف الذاكرة وسوء الظن وهناك مشاكل تحدث داخل أسرة مدمن الكحول فمدمن الكحول يهمل أسرته ولا يهتم بتوفير احتياجات الأسرة ويعتدي على زوجته وأولاده بالضرب ، فمدمن الكحول لا يستطيع أن يبتعد عن الكحول إذا لم يتلقى العلاج المناسب .
أعراض انسحاب مدمني الكحوليات :
تكون بعد التوقف عن تناول الكحول فترة تتراوح بين ( 12 إلى 72) ساعة تظهر الأعراض كالآتي :
1ـ سرعة نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم .
2ـ القلق والعصبية .
3ـ جفاف في الحلق .
4ـ الصداع .
5ـ آلام في المعدة .
6ـ قئ واسهال .
7ـ اضطراب في النوم مع أحلام مزعجة وكوابيس .
8ـ ارتعاش في الأطراف وارتعاش في الجفون .
9ـ الهذيان وتصور أشياء غير موجودة عند اغلاق العينين .
10ـ كثرة الحركة حتى أنه قد يعرض مدمن الكحول إلى السقوط على الأرض فيصاب بنزيف أو كسور .
11ـ الاضطراب الوجداني .
12ـ الشعور بالعدوانية .
13ـ الهلاوس البصرية .
وهناك اضطراب في السلوك يحدث نتيجة لتعاطي كميات من الكحول تختلف من شخص لآخر ويظهر اضطراب السلوك في الشكل الآتي :-
1ـ العدوانية .
2ـ افتقار الحكم السليم على الأمور .
3ـ التصرفات الغير لائقة .
4ـ الاستهتار وعدم اللباقة .
الأعراض النفسية فتظهر في :-
1ـ عدم الانتباه .
2ـ عدم التركيز .
3ـ سهولة الاستثارة .
4ـ الاكتئاب أو المرح .
5ـ عدم الاتزان الانفعالي وتعقب مرحلة التسمم نسيان للفترة التي ظهرت فيها الأعراض ومع استمرار يزداد تركيز الكحول في الدم يظهر سلوك غير لائق فيتلفظ بألفاظ خارجة ويسخر من الآخرين ويصبح حساساً لأي كلمة نقد أو توجيه.
بقلم/ عزت درويش
تم التحديث في 9 مارس,2017 بواسطة موسوعة الإدمان
يعد إدمان الكحوليات حالة مرضية تؤثر على جميع اتجهات الحياة، وهو بمثابة إضطراب مزمن يدفع الشخص إلى الشرب بشكل لا يمكن السيطرة عليه، بغض النظر عن المشاكل الصحية والعواقب الإجتماعية السلبية التى يسببها له إدمان الكحول، وعلى الرغم من أن الكحول أكثر المواد إثارةً للاشمئزاز في العالم العربي، إلا أنه من السهل نسبياً العثور عليه في الشرق الأوسط والخليج العربي .