أسباب و حجج حول الادمان

إن الإدمان حالة مأساوية يصل إليها الإنسان ويكتشف متأخرا أن حالة ما قبل الإدمان وما قد تحمله من مشاكل وضغوط حياتية دفعته للإدمان هي أفضل بكثير من حياته في عالم الإدمان كمدمن يدمر نفسه ويكون سبب في شقاء نفسه وشقاء من حوله ويكتشف أن أي اسباب أو حجج حول الادمان قام بنسجها وجعلها مبرراً للجوءه للإدمان على المخدرات أو الكحوليات أو غيرها ماهي إلا قصر كبير من الوهم والخيال ليس له أي أساس من الواقع.

كيف تصير حياة الإنسان بعد الإدمان

حياة ما قبل الإدمان غالبا تتميز إما بكثرة المشاكل والمتاعب التي تدفع المدمن للإدمان أو حياة مترفة تدفعه مع حب الاستطلاع والملل إلى السير مسرعا في درب الإدمان.

وفى كلتا الحالتين يكتشف المدمن أن حياته كمدمن صارت جحيم لم يكن يتوقعه ويتمنى يوما من حياته السابقة التي تتطلب عزيمة وإرادة للعودة لها.

الحياة بعد الإدمان

يتحول الشخص إلى كم مهمل في المجتمع كاره له متفاني في تدمير ذاته عصبي المزاج متقلب المشاعر والوجدان مهملا للعمل والدراسة غير مكترث بمظهره أو مستقبله.

ومن ثم يكون سبب رئيسي في ضياع أسرته ومن ثم تصبح حجج وأسباب الادمان على المخدرات التي طالما ساقها لنفسه ليبرر دخوله عالم الإدمان سلاحا قاتلا يقتله ببطيء هو وكل من حوله من أقاربه وأحبابه.

فضلا عن ضياع قدرة جسده على الاستمرار بشكل طبيعي ويصبح فريسة للأمراض. فالإدمان المدمر الأبرز للجهاز العصبي والكبد وحتى قدرته الجنسية تصبح في مهب الريح.

أهم اسباب أو حجج حول الادمان على المخدرات

أولا: الهروب من الواقع

هو المفتاح السحري للإدمان الذي يتلقاه المدمن ليفتح على نفسه أبواب الجحيم فالواقع السيئ والمشاكل الحياتية تصور له أنه ضحية.

ومع غياب الثقة بالله والإيمان والصبر يندفع الإنسان إلى طريق اللاعودة مع الرفيق المدمر وهو الإدمان فيهرب إلى خيال المخدرات ووهمها غائبا مغيبا حتى يصير ميتا وان كان يعيش بين الناس حتى يسقط مدمرا منتهيا.

ثانيا: المعاملة المجحفة والغير حكيمة داخل الأسرة

والتي تصور للمراهق أن حقه دائما مهضوم وحياته مدمره فيسعى إلى الانتقام من الأهل في نفسه متمردا على الواقع مندفعا إلى كل ما هو ممنوع وتبدأ رحلته مع الإدمان.

ثالثا: التجارب القاسية التي مر بها الإنسان

إن تعرض الإنسان إلى تجارب قاسية في حياته تجعل منه متمردا ثائرا لكن على نفسه وعلى صحته وعلى مستقبله فيتصور أن الهروب إلى الإدمان مخالفا المجتمع متكبرا على قسوة التجارب هو الحل وهو النصر.

بل قد يظن أنها المكافأة التي يستحقها بأن يعيش في عالم من الوهم والخيال مغيبا عن تجاربه القاسية وتصبح التجربة من ضمن أسباب أو حجج يبررها المدمن حول الإدمان بدلا من أن تكون دافعا للنجاح والتعلم.

رابعا: الاندفاع نحو المخدرات على أنها علاج

هناك بعض الأشخاص الرافضين لتحمل أي ألم ويسعون دائما إلى الراحة حتى ولو على حساب حياتهم فينخرطون في عقاقير مخدرة بحجه إنهاء الألم ويصبح مدمنا في وقت قصير.

خامسا: الهروب من الضغوط الحياتية بالإدمان كحل مؤقت

قد يتوهم الإنسان انه باستطاعته الهروب من المشاكل بالمخدرات كحل مؤقت يستطيع بعده إيقافها والتخلص منها وفجأة تتحول تلك الثقة المفرطة في قدرته على التحكم في نفسه وهما والحقيقة انه أصبح فريسة للمخدر لا يستطيع التخلص منه.

سادسا: إحساس المراهق بالنضج ورغبته في التجربة

إن إحساس المراهق بأنه على أبواب مرحلة الرجولة تدفعه إلى التمرد على طفولته بتجربة جديدة مثيرة صادمة ومن ثم يندفع إلى تجربة الإدمان لتحقيق هذا الغرض.

إن أي حجج أو اسباب تُثار حول الإدمان القاتل للإنسان لا تتركه حتى تدفع به إلى منزلق المخدرات المدمر.

لذا لا يجب للفرد أن يفتح الباب أمام تلك الحجج ويجعل من الإيمان بالله والثقة بمثابة طوق النجاة له مطبقا الحديث القدسي القائل (أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما يشاء).

تم التحديث في 1 فبراير,2025 بواسطة موسوعة الإدمان