من منا لم يقضي وقتاً هائماً في دنيا الأحلام، بعيداً عن ضغوطات الحياة ، فالأحلام عالم آخر ليس له حدود ، حيث يأخذنا إلى ما يصعب علينا الذهاب إليه، أو إلى عالم تحقيق الأهداف.
فهذا ما تقوله إحدى الدراسات العلمية التي أشارت إلى أن أحلام اليقظة لها دور فعال في تحفيز العقل لإيجاد أسهل الطرق لتحقيق الاحلام على أرض الواقع، وهذا ما يسمي بقوة التخيل ..
المحتوى
ما المقصود بأحلام اليقظة ؟ وهل يمكن أن تصبح مضرة للانسان ؟
وفقاً لآراء البرفيسور جيروم سينجر، أستاذ علم النفس بجامعة يال YALE الأمريكية ، حيث أشار إلى أن أحلام اليقظة هي عبارة عن تحويل الانتباه من الحالة الفيزيائية أو العقلانية الواعية إلى حالة من المشاهد الخيالية التي ينسجها العقل، حتي يشعر بالرضا، وربما لدوافع داخلية أخرى.
وصنف البروفيسور العالمي أحلام اليقظة إلى نوعين ، وهما :
أحلام اليقظة الإيجابية أو البناءة:
والتي تشمل الرؤي والعناصر المتفائلة، ومع هذا النوع يبدأ العقل في تحفيز الإبداع من أجل الوصول إلى عوامل تساعده على تحقيق هذه الاحلام علي أرض الواقع.
أحلام اليقظة السلبية:
والتي تعتمد على الأفكار السلبية والصور القاتمة، ودائماً ما يصاحب هذه الأحلام الشعور بالفشل والندم وعدم القدرة على تحقيق الأهداف.
ويؤكد البروفيسور على أن معظم الأشخاص تقريباً لديهم النوعين من هذه الأحلام ولكن بدرجات متفاوتة ، مشيراً إلى أن أحلام اليقظة الواضحة دليل قوي علي الصحة العقلية للانسان ، بعكس المرضى النفسيين ، فتجدهم دائماً يعانون من عدم وضوح الرؤي والأحلام لديهم.
هل يمكن أن تتحول أحلام اليقظة إلى ادمان شبيه بالمخدر ؟
بالطبع ، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات، حيث أشارت إلى أن أحلام اليقظة تصبح عامل مدمر في حياة الانسان إذا لم يتم ترجمتها إلى أهداف ونتائج ملموسة علي أرض الواقع.
في هذه الحالة تصبح كالمخدر، تأخذ الانسان إلى عالم من العزلة والوحدة ويصعب الاستغناء عنه. ومثل هذه الحالات تعد حالات مرضية، وقد يتطور الأمر معهم إلى ظهور حالات من الهلاوس والتخيلات البصرية ، وفي هذه الحالة تسمي بالأحلام القسرية ، وهنا يكمن تأثيرها كالمخدر.
كيف يمكن التفريق بين أحلام اليقظة المحفزة وبين أحلام اليقظة القسرية ؟
في هذا الصدد يقدم المتخصصون مجموعة من النصائح التي يمكن من خلالها التفرقة بين الأحلام الإبداعية والأحلام القسرية ، وذلك من خلال النقاط التالية :
1- لا بد من محاولة استقصاء مضامين الأحلام التي تراودنا بصورة مستمرة ، التأكد علي انه يمكن الاستفادة منها في تحقيق أهدافنا بصورة ملموسة وفعلية على أرض الواقع أم لا.
2- عادة ما تكون الأحلام القسرية أو الخيال الهوسي يراودنا بشكل مستمر على هيئة صور أو أفكار عالقة في الذهن ، ويكون تكرارها بشكل خارج عن السيطرة ، وينصح المتخصصون في حالة التأكد من أن هذه الأحلام تنتمي إلى الفئة القسرية ، فيجب مراقبة النفس ومحاولة الإندماج في المجتمع.
تم التحديث في 8 أبريل,2019 بواسطة موسوعة الإدمان