مخاسر الإدمان كثيرة هي الأضرار التي تُصاحب الإدمان، ولا شك أن إلقاء الضوء عليها أمر في غاية الأهمية، لأنها تذكّر المدمن بالمعاناة وبالمخاسر التي سوف يتكبدها، وهذا الأمر يجعله يستيقظ من غفلته حيث يظن المخدرات في البداية مصدراً للمتعة، وهو يفيد في كثير من الأحيان لإقناع المُدمن لكي يقلع عن تعاطي المخدرات ويتوقف عن الإدمان، وإدراكاً منّا لأهمية تلك النُقطة، وما تحتويها من جوانب ونقاط مُهمة للغاية تستدعي منّا ذكرها، فقد خصصنا هذا المقال لتوضيح الأضرار المُصاحبة للإدمان.
ما هي المخاسر المُصاحبة للإدمان علي المخدرات ؟
ان الإدمان له العديد من الأضرار التي تصاحبه، والتي تتسبب في أضرراً بالغةً تعم علي كافة مناحي حياة الشخص المُدمن، ولذلك فسوف نتناول فيما يلي تلك الأضرار، وقد قمنا بتقسيمها إلي قسمين:
(1) أضرار تؤثر علي الجهاز العصبي
حيث تعمل المخدرات علي التشويش علي الرسائل العصبية التي تمر خلال الموصلات العصبية نتيجة لاستهداف المخدر لتلك الموصلات من أجل تغيير الحالة المزاجية للشخص المدمن، وكذلك تجعل الجهاز العصبي يعمل بشكل أكبر مما يتحمله نتيجة لتحفيزها افراز الهرمونات التي تسبب حالة الشعور بالسعادة، مما يجعل الجهاز العصبي يصاب باضطراب نظامه الطبيعي، ونتيجة لذلك فإن المُدمن يشعر بأن جسمه في حالة ارهاق وتعب طوال الوقت، وحالة تشتت وتوهان دائم، وخاصة عند تأخر الجرعة المُخدرة.
(2) الأضرار العامة المُصاحبة للإدمان
أما القسم الثاني من الأضرار، فهو يتحدث عن الأضرار العامة، أو دعونا نقول الأعراض الجانبية العامة التي تُصاحب إدمان الشخص، وهي تعتبر اعراض جانبية لأنها تنتج عن الخلل في تفكير الشخص وخلل نظامه العصبي، ولكنها ليست أبداً قليلة الخطورة، كما سيتضح مما يلي..
خسارة الصحة: حيث أنه تبعاً للدراسات، فقد تم اثبات أن أغلب حالات الإصابة بأمراض سرطان البلعوم والحنجرة والفم والمريء، وغيرها من الأمراض ذات التأثير السلبي بشكل كبير علي الإنسان يكون سببها بشكل أساسي هو المواد المُخدرة. كما أن استهداف المخدرات لمراكز المكافئة في المخ يجعل من المخ خادماً للمخدرات، حيث يأخذ المكافئة من المخدر، وهذا يؤدي إلي خلل النظام العصبي للإنسان بالكامل، وربما هذا ايضاً ما يجعل من المدمن عبداً للمخدر.
خسارة المال: وبالإضافة إلي الخسارة الجسمانية الصحية التي يتكبدها المدمن فإنه يخسر معها خسارة اقتصادية كبيرة، حيث تعمل المخدرات علي سحب أموال المدمن بطريقة سريعة دون أن يشعر بذلك، كونه يقوم بصرف جميع أمواله من أجل اشباع حاجته الملحة عليه من المواد المُخدرة لإسكات ذلك النداء القهري الذي يلح عليه من وقت لآخر، وقد يصل الأمر في بعض حالات الادمان إلي تهديد أسرته من أجل الحصول علي المال لكي يشتري به المخدر، وبالتالي فان تلك الخسارة يُصاحبها انعزال مجتمعي ونفور الآخرين من المدمن مما يؤدي إلي تضرره بشكل كبير هو وأسرته.
خسارة العلاقات الأسرية والاجتماعية: الشخص المُدمن تُصاحبه دائماً اضطرابات، والتي تكون علي المستوي الأخلاقي، والمستوي الإجتماعي، حيث نجد أن ذلك الشخص تنعدم لديه كافة الأسس الأخلاقية مثل المروءة والشهامة، والكرامة ..الخ، وكذلك يعيش في إنعزال تام أو شبه تام حسب حالة إدمانه، وبالتالي نجد أنه خسر كافة علاقاته الأسرية، والاجتماعية من حوله، وهذا يجعله عرضة للإصابة بالاكتئاب والتفكير في الانتحار أحياناً.
تأثير الإدمان علي علاقة الفرد بربه: حيث يعمل الادمان علي هدم المنظومة القيمية لدى الشخص المدمن مما يجعله يقبل علي فعل أنواع كثيرة من الجرائم دون أن يفكر في تقوى الله أو في الجنة والنار، ولا شك أن جميع الأديان السماوية تبغض الشخص المُدمن، مما يجعله يخسر أيضاً دينه وقيمه الأخلاقية، وبالتالي يخسر كل شيء.
ان مخاسر الادمان وأضرارة لا تتوقف، بل إنها تنمواً وتتغذى علي حياة المدمن، وليس المدمن فقط، بل علي حياة من حوله أيضاً.
تم التحديث في 28 أبريل,2019 بواسطة موسوعة الإدمان