إن الخوف لدى جميع البشر هو أمر فطري ..خلقه الله فينا جميعا من أجل حماية أنفسنا،
فخوف الأم على طفلها يحميه من المخاطر و خوف الشخص من المجهول سواء من الظلام أو من الأماكن الجديدة يقيه من الوقوع في العديد من المشاكل.
إذن متى يصبح الخوف مضرا و حالة مرضية تستدعي العلاج؟
يعتبر الخوف حالة مرضية إذا كان من أمور غير منطقية و غير مبررة،
كزيادة القلق و الاضطراب و زيادة ضربات القلب إذا ما تعرض الشخص لأي موقف أو مناسبة اجتماعية،
كما يكون في غاية الترقب والحذر اذا ما بدر منه تصرف غير مناسب من وجهة نظره فهو دائم اللوم لنفسه،
ويتمنى دائما أن يكون تصرف بأسلوب أفضل من ذلك، وقد ينتج الرهاب بسبب فقدان الثقة بالنفس،
وقد يصل لدرجة عالية من الاكتئاب لأن المريض في هذه الحالة يلجأ إلى العزلة و الابتعاد عن أي مواقف اجتماعية قد تعرضه للانتقاد من وجهة نظره،
مما يجعله محبط دائما، وغالبا ما تظهر الأعراض على المريض في سن مبكرة في الخامسة عشرة،
حيث يعاني من خوف من الغرباء و تنتهي بالخوف من مواجهة أي مواقف اجتماعية قد تعرضه للإنتقاد،
ويندر الإصابة بهذا المرض بعد سن الخامسة و العشرين.
و قد يخجل المريض من طبيعة مرضه وبالتالي فهو يخجل من عرضها على طبيب نفسي لأنه بالنسبة له من الغرباء الذين يشكلون تهديدا،
ويظهر هنا دور المقربين في تشجيعه على اتخاذ خطوة جادة للعلاج وتقديم الدعم النفسي و المعنوي،
لأنهم يقعون داخل دائرة الثقة التي رسمها لنفسه ويتمثل العلاج النفسي في نوعين:
الأول عقاقير يحددها الطبيب المعالج لا تؤدي إلى الإدمان كما يعتقد البعض.
والآخر علاج سلوكي يتمثل في جلسات تدريبية واجتماعية تسهم في بناء الثقة بالذات،
وبناء شخصية مقبولة اجتماعيا مع كسر الحواجز بينه وبين المجتمع.
تصنيف العلماء للرهاب
ولقد صنف علماء النفس هذا المرض بالإعاقة النفسية والتي لا تختلف كثيرا عن الإعاقة الجسدية،
لأنها تعوق المريض من العلاج واثبات نفسه و تحقيق ذاته في المجتمع الذي يعتبره عدوه الأول والذي يسعى جاهدا إلى الهروب منه،
وقد يتخذ الهروب أشكال عديدة منها إدمان الكحوليات لأنها تخدر مشاعر الذنب و الألم النفسي الناتج عن العزلة لديه،
وقد تصل إلى الادمان على المخدرات في الحالات المتقدمة.
أسباب الرهاب
وللرهاب أسباب عديدة منها أخطاء الأهل في التنشئة والتحفظ الشديد مع التركيز المستمر على آراء الناس في المجتمع،
وخوفهم من انتقاد تصرفاتهم و تصرفات أبنائهم كتكرار جملة (ماذا يقول الناس عنا)،
و كذلك التركيز على العيوب الشخصية للأبناء خاصة خلال العشر سنين الأوائل من حياتهم،
والتي تسهم بشكل كبير في تكوين شخصيتهم و كثرة انتقادهم،
مما يساهم بخلق فجوة كبيرة في ثقتهم بأنفسهم ومدى حسن تصرفهم في المواقف التي تتطلب المسؤولية.
فلا تلقوا بأبنائكم فريسة لهذا المرض المدمر نتيجة تصرفات غير محسوبة وتنشئة غير سليمة،
فالوقاية من هذا النوع من الأمراض النفسية يقع بنسبة كبيرة على الوالدين الذين لابد أن يكونوا على دراية بأسس التربية السليمة،
فلابد من تطوير طرق التربية ومحاولة تنمية مهارات الأبناء و ليس إحباطها لينشأ شخصا سويا يفيد المجتمع لا شخص منعزل يخشى الإنجاز.
تم التحديث في 16 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان