مفهوم الإدمان هو مفهوم واسع لدرجة أنه قد يشمل كل شيء وكل أمر وكل نشاط من شأنه أن يثير رغبة الانسان ويجذبه إليه، ولا شك أن الأشياء والأنشطة والأمور التي تثير رغبة الانسان كثيرة جداً لدرجة أنها لا تحصى، بعضها مفيد طبعاً، وبعضها الآخر غير مفيد وقد يكون أحياناً ضاراً للإنسان.
ولكن حتى الأشياء المفيدة عندما يستخدمها الانسان بشكل مُفرط ويقع في الإدمان عليها فإنها تفقد جودتها وفائدتها للإنسان وتتحول إلي لعنة، وقد تظل مفيدة في ذاتها مثل إدمان العمل مثلاً، فالعمل مفيد ويظل مفيد في ذاته، ولكنه عندما يتحول إلي ادمان يتسبب في الكثير من الخسائر الصحية والاجتماعية الأخرى التي تعم علي حياة الشخص المدمن للعمل، وإدمان الانترنت، فالإنترنت أيضاً مفيد ولكن عندما يدمن عليه الانسان يصبح لعنة تتسبب في الكثير من الخسائر الأخرى. وهكذا فإن الإدمان في ذاته هو اللعنة التي تحل علي الأشياء والأمور بمجرد الإفراط في استخدامها والإدمان عليها.
وهكذا يتضح المعنى الأعم والأشمل للإدمان والسمة الأبرز التي يتسم بها وهي السمة الشمولية، أي أنه يمكن أن يشمل كل شيء في حياة الإنسان طالما توفّرت لدى الانسان الرغبة في ذلك الشيء واستجاب لنداء رغبته تلك.
وهذا يعني أن الانسان يمكن أن يقع في إدمان أي شيء تقريباً، ممكن أن يقع في إدمان فكرة مجرده لشيء يرغبه مثل إدمان بعض أنواع السرحان، أو قد يقع الانسان في إدمان سلوك معين مثل إدمان القمار أو بعض أنواع السلوكيات أو الأنشطة الاخرى مثل إدمان العمل وإدمان الإنترنت وإدمان الجنس وادمان الأكل وغيرها، وقد يقع الإنسان في إدمان شخص ما، فقد يدمن زوجة أو زوج أو ابن أو ابنة أو صديق أو صديقة، أو أي شخص في محيطه الاجتماعي يستجيب له باستمرار بأي شكل من أشكال الاستجابة.
ليست الرغبة ولكنها الاستجابة
وجدير بالذكر أن ما يجعل من الشيء إدماناً هو كثرة استجابات الانسان لذلك الشيء ما يعني الاستخدام المفرط، حتي تصبح الرغبة في الاستخدام أو الاستجابة لذلك الشيء أقوى من قدرة الشخص علي كبحها. وصحيح أن عامل الرغبة مهم لأنه هو ما يجذب الإنسان نحو الشيء موضوع الإدمان، ولكن عامل الاستجابة هو الأهم في عملية تكوين السلوك الإدماني، وليس من الضروري أن يرغب الانسان الشيء حتى يدمن عليه ولكن من الضروري أن يستجيب له بشكل متكرر حتى يتحول إلي إدمان.
تم التحديث في 2 يونيو,2019 بواسطة موسوعة الإدمان