إن علاج الادمان على الكحول من الأهمية بمكان أن نؤكد انه حالة تستحق المتابعة والاهتمام كغيرها من أشد حالات الإدمان على أي نوع من أنواع المخدرات شديدة الخطورة …. وقد يندهش البعض من هذا التطرف في الاهتمام ب علاج الادمان على الكحول – فهل يستحق هذا الملف كل هذا الاهتمام؟ – والإجابة ستكون أكثر وضوحا في الإحصائيات التي أكدت أن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية تنفق سنويا 100 مليار دولار تكلفة الادمان على الكحول من قبل الشعب الأمريكي … ويتعدى الأمر هذا المستوى من الخطورة ليصل إلى أن القاتل الأول في الولايات المتحدة هي حوادث الطرق تحت تأثير تعاطي الكحول …. ومن هنا كل تلك المعطيات تؤكد أهمية التعامل الجاد مع ملف الادمان على الكحول … وهو ما سوف نتناوله بالشرح في السطور القادمة.
وبالتأكيد إن حاجة مدمن الكحول للعلاج ملحة للغاية حتى يستطيع أن يستكمل حياته كعضو فاعل في المجتمع ويعود كما كان إنسان صالح يضيف لنفسه و إلى مجتمعه …. فكم من شخصيات ناجحة استطاع إدمان الكحول أن يدمر كيانهم في سنوات قلائل ولعل هذا ما أدركه الأديب (جان شيريبكو) في روايته المشهورة (قلد النمر) التي تناول فيها قصة شاب كان من النجوم اللامعة في رياضة كرة القدم وتحول بفعل الادمان على الكحول إلى ضيف دائم على مراكز علاج الإدمان ودمرت حياته تماما …. وأصبحت نجوميته شيء من الماضي ولعل الروائي شيربيكو كان يلمح من بعيد لقصة اللاعب الأرجنتيني المشهور مارادونا….
ولعل من ضمن أهم الأسباب التي تجعل علاج ادمان الكحول مطلب هام وملح للغاية هو العلاقة الوطيدة التي تربط بين إدمان الكحول ومرض الايدز الخطير والسؤال الذي قد يطرح نفسه هنا:
ما هي علاقة الادمان على الكحول بمرض الايدز
والإجابة ببساطة أن إدمان الكحول دائما يصاحبه حالة شديدة من الانحراف تقود إلى إنشاء علاقات جنسية متعددة خارج الإطار الشرعي بالإضافة إلى الاندفاع الدائم من قبل مدمني الكحول إلى استخدام المخدرات الوريدية وكل هذا طريق رئيسي للعدوى بمرض الايدز.
كيف يمكن علاج الادمان على الكحول ؟
ينقسم علاج الادمان على الكحول إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى:
العلاج السلوكي لإدمان الكحول: هو أهم عنصر من عناصر علاج الادمان على الكحول ويهدف إلى تغير المعتقدات والدوافع المرتبطة بتعاطي الكحول وأساليب العلاج السلوكي تتمثل في:
1: تدريب المدمن على مهارات التعامل مع المشاكل وتحمل الصعاب دون اللجوء إلى الكحول.
2: تنمية سلوك ضبط النفس والثبات الانفعالي داخل نفس المدمن.
3: دائما تذكير المدمن بأن شرب الخمر ارتبط بأحداث منفرة وسلوكيات مشينة لا يجب أن يقع فيها مرة أخرى.
4: لابد من تغيير الأجواء المحيطة بالمدمن وكل ما قد يدفعه مرة أخرى لتعاطي الكحول واهم تلك الأجواء أصدقاء السوء الذين يساعدونه ويشجعونه على تناول الكحول.
المرحلة الثانية:
العلاج الدوائي لإدمان الكحول: ويكون عن طريق:
1: أدوية تزيد عدم الرغبة في الكحول مثل عقار(ديسولفيرم).
2: أدوية تساعد على مقاومة السلوك الإدماني مثل (السيروتينين – الدوبامين –المورفينات الدماغية – أدوية تحسين الوظائف الدماغية – أدوية نفسية تعالج تأثيرات الكحول). ولا شك أن كل تلك العقاقير لابد من تناولها تحت أشراف طبي كامل.
ومما سبق:
أخي الكريم إن الدمج بين العلاج السلوكي لإدمان الكحول والعلاج الدوائي في مراكز متخصصة وتحت رعاية المتخصصين هو السبيل الأفضل دائما للنجاح في علاج الادمان على الكحول …. وتبقى الإرادة وتنمية روح الثقة بالنفس أحد أهم العوامل التي تساعد في نجاح علاج الادمان على الكحول والضمان الأكيد لعدم العودة مرة أخرى لهذا القاتل المسمى بالكحول.
تم التحديث في 10 ديسمبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان
علاج إدمان الكحول لا يمكن أن يبدأ إلا إذا وافق المدمن على الخضوع لبرنامج العلاج، والتوقف عن شرب الكحول، وتوفير الإرادة والرغبة في التخلص من الإدمان على شراب الكحول، كما يجب على المريض أيضا أن يفهم أن الإدمان على الكحول قابل للتعافي منه، وفي مستشفي نحقق معدل شفاء عالي، ويجب أن يكون هناك حافز قوي ليكون دافعا للتغيير، بالإضافة إلى الدعم من قبل الأسرة والدعم النفسي .