كثيرا ما تأتي الرغبة في العلاج من الادمان على المخدرات من الشخص ذاته نظرا لفداحة ما وصل إليه حاله وبعد الأصدقاء عنه،
ونظرا إلى التوبيخ المستمر من الأهل الذي قد يؤدي إلى نتيجة عكسية،
ولكن .. هل يكفي القرار بالإقلاع وحده و هل تكفي الإرادة و الصبر للخروج من دائرة الإدمان ..؟
إن الكثيرين من الأهل حاولوا أن يسيطروا على الموقف بعلاج أبنائهم منزليا،
إلا أنهم مع تجربة علاج الادمان في المنزل ودون اللجوء لأي مساعدة طبية خارجية سرعان ما يرضخون لتوسلات أبنائهم خصوصا مع بداية ظهور أعراض الانسحاب عليهم،
والتي تظهر في صورة خمول و نوم لفترات طويلة و قلق و توتر و تشنجات و عصبية زائدة و بكاء و اكتئاب.
صعوبة علاج الادمان في المنزل دون استشارة طبية
وهنا يصبح الوضع صعب التحمل. ولقد ابتكرت مؤخرا العديد من مراكز الطب النفسي المتخصصه وسائل علاجية فعالة،
عن طريق محاولة دمج المدمن في مشاريع إنتاجية ليشعر بقدرته الإنتاجية و تعريفه على أصدقاء جدد،
وإعداد جلسات دينية ونفسية لمضاعفة الوعي لديه ومساعدته في التغلب على ذاته،
وكذلك إعداد متخصصين قادرين على دراسة الحالة النفسية للمريض ومتابعتها والتدخل بالعقاقير الطبية في الوقت المناسب.
المدمن مريض يحتاج إلى المساعدة وليس مجرم
و لقد أشرت إليه بالمريض عن قصد حيث أن المدمن مريض يحتاج إلى المساعدة للعودة إلى حالته الطبيعية،
والتخلص من سيطرة المخدر عليه، حيث أن الإدمان مرض مزمن قد يشفى المريض منه ويعود للإنتكاس في لحظات الضعف والاشتياق إلى المخدر.
وهنا يكمن دور الأهل الذي يكمل رحلة العلاج من الادمان بعد شفاء المريض على يد متخصصين بمحاولة إبعاده عن المكان أو الحي الذي تعود على شراء المخدر منه قدر الإمكان،
وكذلك الاتصال بأصدقائه القدامى الذين ابتعدوا عنه بسبب الإدمان و محاولة خلق بيئة اجتماعية صحية تساعده على تقبل ذاته من جديد،
وتوفير عمل مناسب يشغل فيه وقته و تركيزه وهواية للترفيه عنه حتى لا يعود إلى ما كان عليه،
فلقد تعود بحكم مواظبته لفترات طويله على المخدر لدرجة تجعله يشتاق إليه،
ويجب اللجوء للاستشارات الطبية سريعا إذا ما تغلبت عليه لحظات الضعف وتناول المخدر.
وهنا يجب على الأهل التحلي بالصبر و الإيمان و الإرادة أكثر من المدمن ذاته ليستطيعوا تخطي الصعاب سويا،
ولابد من المتابعة النفسية من قبل المتخصصين ليمنعوا عودته من جديد أو انتكاسته والحرص على عدم دخوله في أي أزمات نفسية قد تؤدي به إلى ذلك.
ولا نغفل الوازع الديني الذي يقف بمثابة حائط الصد بينه وبين الوقوع في أي شيء يضره،
وكذلك لا بد من تعويض المريض بالفيتامينات التي قد يعاني من نقصها الشديد نتيجة تعاطي المخدر،
وانخفاض الشهية في تناول الطعام والنوم لفترات طويلة كما يحتاج المريض إلى محو جميع الذكريات،
والأشخاص المرتبطه بالإدمان حيث أن التعرض لنفس الأشخاص والأماكن قد يقوده إلى الانتكاس،
فيجب أن يحاول المدمن و المقربون منه إحداث تغيير جذري في حياته ليتغلب على الرغبة الشديدة،
وخاصة في غضون السنة الأولى. وبذلك يمكن علاج الادمان نهائيا وللأبد وعدم الانتكاسة مرة أخرى بإذن الله.
تم التحديث في 17 أبريل,2021 بواسطة موسوعة الإدمان