حكم الشيشة في الدين الإسلامي متوافق كالعادة التي درج عليها الفقه الإسلامي في التعامل مع كافة أمور الدنيا التي قد تمثل ضرر على الإنسان سواء كان هذا الضرر في (المال أو الصحة أو الوقت أو الدين) وتظل القاعدة الشرعية أنه (لا ضرر ولا ضرار) ومن ثم نجد أن حكم الشيشة في الإسلام بالتحريم قولا واحدا. وفى حقيقة الأمر إن حكم الشيشة في الإسلام بالتحريم لم يأتي بعيدا أو منعزلا عن رأى الطب والعلم .. بل كانت الدراسات العلمية والطبية التي تناولت بالفحص والتدقيق ملف تدخين الشيشة هي الأساس الأول التي اعتمد عليها الفقه الإسلامي في حكم الشيشة بالتحريم وبالربط بين ما توصل إليه العلم من أضرار الشيشة ومخاطرها الجمة على صحة الإنسان واسترشادا بقول الله تعالى (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) وأيضا قوله عز وجل في كتابه الحكيم في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث)
ومما سبق كله:
من الضروري والهام أن نوضح لك عزيزي القارئ الأسس التي استرشد بها فقهاء الدين الإسلامي في ملف حكم الشيشة بين التحريم والإباحة وخلصوا وفق أسس الدين التي تحافظ على صحة الإنسان خليفة الله في أرضه ربطا بما توصل إليه العلم من دراسات متعددة حول الشيشة وأضرارها وسوف نوضح هذا في السطور التالية:
في دراسة (لمنظمة الصحة العالمية) عام 2008 أثبتت أن تناول التبغ يقتل سنويا ما يقرب من ستة ملاين إنسان حول العالم أي بمعدل يصل إلى قتل أربع عشرة آلاف إنسان يوميا بل إن المرعب في تلك الدراسة أنها أثبتت أنه إن لم يقف العالم بكل مؤسساته المعنية بالصحة والتوعية أمام خطر تدخين الشيشة فإنه مع حلول عام 2020 سيقتل التبغ ما يقرب من عشرة ملايين إنسان سنويا …. ومن ثم نحن أمام سلوك قاتل للوجود الإنساني. ولما كان الدين الإسلامي أول ما يهتم بالحفاظ عليه هو النفس البشرية كان حكم الشيشة في الإسلام التحريم بلا شك فلقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم:
(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا). ومنه أخي الكريم نجد أنه كما أثبتت منظمة الصحة العالمية فإن تدخين الشيشة بما تحمله من مخاطر ومضار هو قتل للنفس بلا شك.
ولقد تم تدعيم تلك النتائج التي توصل لها العلم واسترشد بها الفقه إن جمعية مكافحة التدخين العالمية أكدت أن تدخين الشيشة أشد خطرا وأكثر تدميرا لصحة الإنسان من أي نوع أخر من أنواع التدخين وأكدت صحة تصورها هذا بنتائج معملية أثبتت أن الشيشة تحتوي على ما يقرب من 4000 مادة سامة أهمها النيكوتين ، غاز أول أكسيد الكربون ، القطران ، المعادن الثقيلة ، المواد المشعة والمتسرطنة ، المواد الكيميائية الزراعية ، مبيدات الحشرات.
كما أن الإسلام نهى بشكل قاطع عن إيذاء الغير .. وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث بكف الأذى عن الناس ولا شك أن الدخان الصادر عن الشيشة بما فيه من مواد سامة متعددة يحمل الأذى البالغ للآخرين الذين قد يكون فيهم من هم لا يدخنون وبذلك يكون مدخن الشيشة قد ألحق الضرر البالغ بنفسه وغيره …….
عزيز القارئ:
إن الدين الإسلامي جاء دائما بما يمثل الخير للبشرية ونهى دائما عن كل ما يسبب شقاء للبشرية ووفق كل الدراسات فان تدخين الشيشة يمثل ضرر بالغ وخطر محدق لذا تجد الفقه الإسلامي يتعامل مع حكم الشيشة بكافة أنواعها وطرق تدخينها أنها حرام شرعا …. فاحفظ نفسك وغيرك من خطر الشيشة.
تم التحديث في 30 نوفمبر,2016 بواسطة موسوعة الإدمان