إن المخدرات هي مرض العصر الذي يدمر أي مجتمع وتؤدي إلى فساده لأن تكاليف علاج المخدرات مكلف والمخدرات هي عبارة عن مواد تدخل إلى جسم الإنسان فتدمره وتذهب عقله وترهق الجسم وتسبب مشاكل نفسية وعقلية وجسدية وتناول المخدرات يعطي إحساس لمستخدمها بتحسين المزاج وزيادة نشاطه الجسدي عندما يتناول الشخص المخدرات عن طريق أصدقاء السوء فيعرف التعاطي وإذا شعر بتغيرات في جسمه لا يمكن السيطرة عليها مثل العصبية الزائدة والقلق وتغير المزاج والخمول والميل للعزلة فالمدمن جسده لا يتوقف عن طلب المخدرات وإذا توقف فجأة أصبح كالثور الهائج لا شئ يوقفه إلا المخدرات ولا يتم علاج هذه الحالات إلا بفترة زمنية طويلة حتى يتعافى وأحياناً يؤدي إلى الإنتحار إذا لم يلجأ المدمن للعلاج في أسرع وقت.
ومشكلة المخدرات إنها تسيطر على مستخدمها وتجعله عبداً لها فالإدمان دمر الشباب والرجال فإن المخدرات تذهب العقل وتزيد من السعادة الوهمية لدى متعاطيها مما يجعله لا يستطيع تركها أو الابتعاد عنها، فالمخدرات لها أضرار كثيرة ومتنوعة وأول هذه الأضرار هو الأضرار الاقتصادية نتيجة لإرتفاع تكلفة المخدرات نفسها وارتفاع تكلفة علاج الإدمان أيضاً ، والمدمن المصر على إدمانه يحدث له خراب اقتصادي عاجلاً أو آجلاً نتيجة لارتفاع أسعار المخدرات مما قد يضطره إلى بيع ممتلكاته وإفلاس أسرته لرغبته في شراء المخدرات ، والآثار النفسية المدمرة على المتعاطي كثيرة ومنها عدم قدرة المدمن على الابتعاد عن المخدرات فتقضي عليه صحياً وتدمر الأسرة وقد تؤدي إلى ضرب الجهاز العصبي أو الدماغ مما يؤدي إلى الوفاة ، ومن أضرارها أيضاً استغلال النشئ في بيع المخدرات في بعض الدول مما يؤدي إلى ضرب جيل كامل والقضاء على مستقبلهم.
وتتعدد أشكال المخدرات بين الأقراص والسجائر والأبر والشم ومن أنواعها الهيروين والكوكايين والحشيش وهناك العديد من الأسباب التي تدفع بالشخص في هذا الطريق ومنها نقص التوعية وعدم إدراك الفرد بخطورة هذه المواد وأخذ هذه المواد بدافع المتعة والتجربة والهروب من الواقع والبطالة ووقت الفراغ وعدم وجود هوايات ورفقاء السوء .
وتصنف المخدرات إلى مخدرات منشطة ومثبطة ومهدئة ولكل منها تأثيرها على المتعاطي والمدمن ، فهناك مخدرات مثل مخدرات النسيان وهي تزيل الاحساس بالألم ، الأمر الذي يؤدي عادة إلى الإحساس الرائع ومخدرات النسيان لها خطورة على المتعاطي وتتمثل في الأفيون ومشتقاته والكحول وبعض الحبوب المنومة وهناك مخدرات للهلوسة وهي مخدرات تغير الإدراك والشعور والتفكير وهذا النوع من المخدرات لا يؤثر بالاحساس بالمتعه بل يمكن أن يؤدي إلى القلق مثل L.S.D حيث يصير متعاطي L.S.D شبه مجنون أو غير مدرك لعواقب الأمور لمدة مؤقتة أما المخدرات مثل الماريجوانا والحشيش يتم تعاطيهم بمقادير وهناك مخدرات مثبطه تؤدي إلى سرعة التفكير والكلام والمزاج الرائق والشعور بالقوة الجسمانية والحركة مثل بعض الأدوية المنبهه والكوكايين والأفدرين والكافيين .
والماريجوانا تستخلص من ثمار أو أزهار نبات شبيهه بنبات القنب وتتشابه التأثيرات في الأساس وتستهلك الماريجوانا بالتدخين وتؤدي إلى تغير الإحساس بالوقت حيث يشعر المدمن أنه يتناول الماريجوانا منذ ساعات فيما لا يكون قد مرت سوى بضع دقائق والماريجوانا يبدو لمتعاطيها حالة من المرح والضحك وقد يحدث لمدخن الماريجوانا ألا يعود قادراً على فهم ما يقرأ لأنه يفكر بسرعة كبيرة وتتغير حالته النفسية بين لحظة وأخرى وعادة لا يتم تدخين هذا النوع لشخص لوحده إذا يجتمع المدخنون عموماً لتبادل الحديث وغالباً لسماع موسيقى أما بالنسبة لمخدر الأفيون ومشتقاته تقريباً ليس هناك أي احساس بالقلق ولا يكاد يحس مدمن الأفيون بالألم ، أما بالنسبة للهيروين هو أحد مشتقات الأفيون ولأن المواد المورفينية تمتزج بالدم فإنها تصل أسرع إلى الدماغ محدثة مفعولها وهلوستها وبعد ذلك يحس مدمن ومتعاطي الهيروين بتخدير عام في جسمه يجعله مرتخياً ولا مبالياً بأي شئ ويعد الأفيون والمورفين والهيروين والكوكايين مخدرات في غاية الخطورة بسبب سرعة تعود الفرد عليها كما أن الهيروين أكثر خطورة وغالباً ما يموت مدمنها لذا يعتبر تعاطيها انتحاراً بطيئاً.
بقلم/ عزت درويش
تم التحديث في 23 أكتوبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان