نحن لا ننكر أن الخجل مطلوب في الكثير من المواقف الاجتماعية،
بل قد يكون دليلا على تهذيب الشخص و سلوكه المحمود السوي.
ولكن الخجل الزائد قد يصبح مرضا لا بد من علاجه ,فالخجل المرضي قد يكون نتيجة ضعف المهارات الاجتماعية و عدم قدرة الفرد على التواصل،
وقد يكون نتيجة عوامل وراثية فالأطفال بنسبة 10 -15% يولدون و لديهم استعداد وراثي أن يكونوا خجولين.
كذلك قد يأتي نتيجة عدم الثقة بالنفس فيصبح الشخص يهتم اهتماما زائدا برأي الآخرين به و يتأثر سلبا بأي انتقاد،
مما يدفعه إلى العزلة و الضيق و الحرج الشديد من الحديث أمام الغرباء، وقد يفضل الصمت فلا يتحدث نهائيا،
وينصح خبراء علم النفس بعكس الأفكار السلبية لدى الشخص أي أن يحل فكرة أنا أحب الناس محل فكرة أنا أكره الناس،
أن يعكس فكرة أنا غير محبوب بأنا شخص محبوب، وأن يبحث عن الصفات الإيجابية بداخله.
العلاج التمثيلي أحد وسائل العلاج
و تعتبر من أحد وسائل العلاج الأسلوب التمثيلي أي جعل الشخص يمثل المواقف التي يخجل منها كثيرا،
ويعكس الطريقة التي يتصرف بها ويقوم الأخصائيين بتدريبه على الإندماج في المجتمع عن طريق هذه المواقف التمثيلية،
حتى تصبح جزء من سلوكه الاجتماعي في الحياة الطبيعية كأن يجعلونه يبادر بالحديث إلى الآخرين ومحاولة تكوين صداقات،
والتغيير من سلوكه شيئا فشيئا فالشخص إذا واظب على سلوك ما لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر يصبح جزئا من شخصيتة في المستقبل،
وبالتالي يستطيع التخلص من هذه العادة المدمرة إلى الأبد، وتظهر أعراض الخجل الزائد على الشخص في صورة توتر و انفعال وجفاف في الحلق وضربات قلب زائدة و ارتباك و عدم الرغبة في المشاركة في أي حوار.
وكذلك قد يتجنب النظر في وجه محدثه إن كان شخصا غريبا، وقد يمنع الخجل الزائد الأشخاص من الاستمتاع بحياتهم كأقرانهم،
فيمنعهم من تكوين الصداقات و إبداء الآراء بل من الممكن أن يكون سببا رئيسيا في الاكتئاب لأنه يقف دوما حاجزا بينهم وبين ما يريدون،
فقد يمنعهم من تحقيق أهدافهم و القدرة على الإنجاز و هنا لا بد أن يعي الفرد المشكلة التي يعاني منها،
وأن لا يستسلم إليها ليصبح فريسة لها طيلة حياته مادام قادرا على تغييرها.
فالشخص الخجول غالبا ما يتحول إلى شخص سلبي كثير الإعتماد على الآخرين لينجزوا له أعماله خوفا من رد فعل الناس تجاهه،
وغالبا ما يتولد لديه الشعور بالنقص نتيجة لذلك وقد تزداد الحالة سوءا و تتطور إلى أمراض نفسية أخرى،
وقد يحاول تعويض هذا النقص بالإنجراف نحو أشخاص غير أسوياء الذين يسعون إلى تكوين الصداقة معه لأنهم أكثر جرأة منه،
وقد يسهل عليهم السيطرة عليه بعد معرفة نقطة ضعفه فيجرونه نحو السلوكيات المنحرفة أو الادمان على المخدرات وما إلى ذلك،
وقد يلاحظ الأهل الخجل الزائد على أبنائهم وهنا تقع المسؤولية على عاتقهم في تغيير هذا السلوك بأنفسهم و طلب المساعدة من الأخصائيين إذا ما لزم الأمر.
تم التحديث في 24 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان