اجتمع العديد من علماء النفس على أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه،
وبالتالي تعتبر الوحدة والعزلة لفترة طويله مؤشر غير صحي لدخوله في مراحل أخرى من الأمراض النفسية،
فالإنسان يحب أن يشعر بمدى تأثيره في الآخرين، بل يستقي الشعور بنجاحه وكيانه من تقدير الآخرين له مما يعطيه الإحساس بالنشوة والسعادة،
ولو فشل الشخص في تكوين صداقات وإنجاز دور يشعره بأهميته فقد يلجأ للعزلة التي هي إحدى جذور الإدمان،
والتي تقوده بدورها إلى محاولة تعويض ذلك الفراغ الذي خلفه عدم وجود أشخاص يتفاعل معهم.
و أن الوحدة مؤلمة فقد يلجأ إلى تخدير مشاعره بالاتجاه إلى إدمان شيء ما، والوحدة لا تعتبر السبب الوحيد للإدمان،
ولكنها أحد جذوره و التي قد تقود لأي نوع من أنواعه الذي ليس بالضرورة أن يكون إدمان المخدرات،
فالشخص الوحيد يكره ذلك الإحساس بأنه غير مقبول إجتماعيا لأنه يقوده للإكتئاب تدريجيا،
فقد يلجأ للعمل الزائد ليشغل كل وقته وقد يلجأ لمشاهدة الأفلام مع الشراهة الزائدة لتناول الطعام،
فهو يأكل طول الوقت بصرف النظر إن كان جائعا أم لا، يأكل ليشعر بالأمان ويعوض إحساس الفقد الذي ينتابه دائما،
فيؤدي إلى زيادة وزن ملحوظة تغير من هيئته و تدفعه أكثر إلى عزلته بعدا منه عن الإنتقاد،
وقد يدمن الرياضة أو الألعاب الإلكترونية التي قد تجعله غير قادر على الإنتاجية وكذلك تصرف وتشتت إنتباهه عن الواقع،
وقد ينفق كل ما لديه في لعب القمار بحثا عن إنجاز قد لا يصل إليه وينتهي به الحال إلى الإفلاس،
بل والاستدانه نتيجة عدم قدرته على التوقف عن اللعب و بسبب الأمل الزائف الذي يزينه له الشيطان.
وقد يلجأ إلى إدمان الكحوليات ليظل فاقدا للوعي طيلة الوقت فما يكاد يفيق حتى تتملكه الرغبه الجامحة من جديد لتناول المشروبات الروحية.
وقد يلجأ الفرد إلى إدمان طقوس دينية فيتولد لديه الإحساس أن كل ما يفعله ليس بكاف،
بل وقد يقوده إلى التطرف بسبب تعصبه و عزلته لفترات طويله لمزاولة تلك الطقوس،
والتي من الممكن أن يكون لا يؤديها بالشكل الصحيح بل يؤديها من وجهة نظره هو،
و أخيرا إدمان المخدرات الذي سوف يقوده حتماً إلى الموت و العنف و الإفلاس،
و الذي يصبح هدفا خفيا لديه دون أن يشعر نتيجة حالة الإكتئاب التي يعانيها.
علاج الوحدة القاتلة
على الإنسان أن لا يستسلم لتلك الحالة بل يحاول قدر المستطاع في البحث عن الصفات الإيجابية التي يتمتع بها،
مع محاولة تكوين صداقات جديدة لأشخاص يتقبلونه كما هو و أن يطلب المساعدة إن كان في حاجة إليها،
سواء من مقربين أو أخصائيين إن لم يكن لديه من يساعده أو لم يستطع السيطرة على تلك الحالة،
ووجد نفسه ينجرف إليها قبل أن تقوده إلى الإدما.
و كذلك يجب عليه الاتجاه إلى مزاولة هوايات يحبها مع محاولة السيطرة عليها لكي لا تتحول إلى إدمان،
ومن الضروري جدا معرفة نقاط القوة و نقاط الضعف لديه ليتسنى له السيطرة على إنفعالاته تجاه أي شيء سواء بالسلب أو بالإيجاب.
تم التحديث في 17 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان