نري الكثير من الأشخاص الذين يبهروننا بثقتهم العالية بأنفسهم ونتسائل، هل هؤلاء الأشخاص أكتسبوا الثقة بالنفس أم أنهم قد ولدوا بها ؟
وإذا كانت الثقة بالنفس مكتسبة، فكيف اكتسبوها ؟، وكيف يشحنون أنفسهم بالثقة كلما احتاجوا إلي ذلك؟
كيف يستطيعون السيطرة علي قلقهم، والتأقلم مع الظروف المختلفة؟، وكيف لا يجدون صعوبات في التعامل مع المستجدات والمفاجآت؟
ولا شك أن هذه التساؤلات المهمة تقودنا إلي معرفة الطريق إلي قوة كبيرة وجديرة فعلاً بالإهتمام، هي قوة الثقة بالنفس.
فإذا كان بعض العلماء قد جمعوا مفاتيح النجاح في مائة، وبعضهم أختصرها في عشرة، فإن الثقة بالنفس تظل هي المفتاح الأول في مفاتيح النجاح مهما كثرت أو قلّت.
مكتسبة وليست فطرية
ان الثقة بالنفس مكتسبة من البيئة وليست فطرية، ولا تقتصر علي أشخاص بعينهم بل ان كل شخص علي وجه الأرض يمكنه أن يكتسب مهارة الثقة بالنفس ويطورها.
وكذلك الحال مع إنعدام الثقة بالنفس فهو أمر مكتسب أيضاً من البيئة وليس أمراً فطرياً.
وهكذا فان الأمر الحاسم في إكتساب الثقة بالنفس أو انعدام الثقة بالنفس هو عامل البيئة،
والبيئة هي كل ما يمثل الآخر بالنسبة للإنسان، ولا شك أن أهم ما يمثل الآخر بالنسبة للطفل هم الوالدين وأفراد الأسرة،
لأنهم هم الذين يتركون الأثر الأكبر في شخصية طفلهم، والذي يستمر معه طوال حياته.
لكن ليس هذا معناه أن الإنسان إذا اكتسب إنعدام الثقة بنفسه من الأسرة فلن يستطيع تغيير نفسه،
بل ان التغيير ممكن في كل الظروف، ويستطيع الإنسان بفضل الإرادة التي يمتلكها أن يغيّر أي شيئ في شخصيته.
ليس فقط الأشياء المكتسبة من الأسرة أو البيئة، بل يستطيع الإنسان أن يغير في جيناته الوراثية أيضاً إذا أراد.
ان الإنسان حر، ومعنى أنه حر أنه يستطيع أن يكون ما يريد أن يكون.
مفتاح التغيير
وهنا نصل إلي السؤال الثاني وهو كيف يمكن تغيير العادات المكتسبة من الأسرة أو من البيئة؟
كيف يمكن تغيير الإنسان الغير واثق من نفسه حتي يصبح إنسان آخر واثق من نفسه؟
وفي إجابة هذا السؤال مفتاح لكل تغيير يمكننا أن نحدثه في الشخصية، لأنه ما ينطبق علي التغيير بشأن الثقة بالنفس ينطبق أيضاً علي التغيير بشأن أي شئ آخر في أنفسنا.
ولا شك أن مفتاح كهذا سيكون من أهم أدوات النجاح في حياة أي شخص يتطلع إلى أعلى ويرغب في تطوير ذاته حتى يكون ما يريد أن يكون.
هذا المفتاح قد يتم عرضة بطرق مختلفة، كما انه ليس المفتاح الوحيد للتغيير الشخصي، ولكنه الأهم بين كل المفاتيح الأخرى.
ذلك لأنه مرتبط بالنقطة الغائرة في شخصية الإنسان، نقطة التحول المسؤلة عن الإختلاف والتنوع الكبير بين البشر. وهذه النقطة هي (الإعتقادات).
الإعتقادات
والإعتقادات هي المرجعية الأصيلة لكل أفكار الإنسان وسلوكياته وعاداته، ولها من القوة ما يمكن أن يغير حياة الإنسان ومصيره.
واذا استطاع الإنسان أن يغير اعتقاداته سيستطيع ان يغير حياته بالكامل. ومعظم بل ان كل أشكال العجز عند الإنسان هي بسبب إعتقاداته السلبية التي نشأ وتربى عليها، والتي أخذها عن أناس عاجزون أيضاً ورثوها بدورهم عن أسلافهم.
يسمون هذا في علم النفس بـ (العجز المكتسب من البيئة)، وربما نتحدث عن هذا بإسهاب في مقالات أخري، ولكننا هنا أشرنا فقط إلي تلك القوة العظيمة التي تحدث التحول الكبير في حياة كل من يكتسبها، وهي قوة الثقة بالنفس.
تم التحديث في 11 مارس,2019 بواسطة موسوعة الإدمان