الأسرة هي المجتمع في أصغر صورة، وإن صلحت الأسرة صلح المجتمع ككل، وإذا أردنا تغييراً إجتماعياً شاملاً لابد لنا أن نبدأ بالأسرة.
ذلك لأنها تقوم بمجموعة كبيرة من الوظائف الإجتماعية الجوهرية التي تتداخل وتتفاعل مع أبنية المجتمع.
ولقد حدد علماء الإجتماع تلك الوظائف الهامة للأسرة ودورها في التنظيم الإجتماعي وهي ..
1- تنظيم السلوك الجنسي: حيث يتم إشباع الدافع الجنسي عن طريق الزواج.
2- الإنجاب: بمعنى التناسل وحفظ النوع، حيث إن الأسرة هي الوسط الاجتماعي الشرعي الوحيد لإنجاب الأطفال.
3- إشباع الحاجات الأساسية لأعضائها: فلا تقتصر وظائف الأسرة على تحقيق الحاجات الأساسية للزوجين فقط، بل تمتد لتشمل الطفل وبقية أفراد الأسرة.
4- نقل التراث الإجتماعي: فالأسرة هي التي تنقل لغة المجتمع وعاداته وقيمه، وبالتالي فهي ليست ضامنة لاستمرار النوع الإنساني فحسب، بل ضامنة لاستمرار ثقافة المجتمع التي هي جزء منه.
5- الرقابة والضبط الإجتماعي: فالأسرة هي مصدر تكوين الرقابة لأفرادها، بجانب أنها تمارس الرقابة الاجتماعية غير الرسمية، والرقابتان الذاتية وغير الرسمية هما أقوى أثراً من الضبط أو الرقابة الاجتماعية التي نعرفها في شكل “القوانين الوضعية”.
6- تحديد الأدوار والمكانات الإجتماعية: فالأسرة تمارس وظيفة الإدماج في المجتمع، بمساعدة الأفراد على النجاح في مراكزهم المختلفة، ولكل فرد في الأسرة مكانة محددة، سواء كان ابناً أو أباً أو أماً..إلخ.
7- حماية أفراد الأسرة: بِدفْعِ كل خطر يهدد حياتهم، ومنعهم من اقتراف الجرائم والتصرفات اللااجتماعية ذات التأثيرات الضارة بالمجتمع.
8- تنشئة الأفراد علي الفضائل الدينية والأخلاقية: ففي الزواج ورعاية الأبناء وحسن تنشئتهم وحمايتهم، نجد ترجمة أساسية لدعوة الشريعة الإسلامية، فالأسرة تحافظ على حفظ النوع بالتناسل والإنجاب، ثم تربية الأبناء على الأسس الإسلامية وإقامة حدود الله، وتكوين العلاقات الاجتماعية السليمة بما يحقق السكن والطمأنينة، وكل هذه الأمور من المقاصد الإسلامية الغراء.
ويأتي دور الآباء في الوقاية والعلاج لظاهرة تعاطي المخدرات من خلال بعض هذه الوظائف مثل حماية أفراد الأسرة من خلال دفع المخاطر التي تهدد حياة أفراد الأسرة سواء كانت هذه المخاطر تصرفات منحرفة غير إجتماعية وغير أخلاقية أو غير ذلك من المخاطر.
وحماية أفراد الأسرة من خطر تعاطي المخدرات يتم من خلال إرشاد وتوعية الآباء لأبنائهم وإمدادهم بالطرق السليمة للتفاعل مع الحياة.
ولإيضاح ذلك الدور التوعوي للآباء من أجل إجتناب مخاطر التدخين والمخدرات نذكر مثال لأب حكيم كان يخشى علي أطفاله من الوقوع في فخ التدخين والمخدرات عندما يكبرون، فقام بالتخطيط لإصطحابهم لمجموعة من المستشفيات التي تعالج مرضى السرطان قسم التدخين، حيث أن هذا القسم مخصص للسرطانات الناتجة عن التدخين، وقام باصطحابهم لتلك الرحلة.
وكان الهدف من هذه الرحلة هو ترسيخ قناعة قوية داخل الأطفال بأن التدخين يجلب الألم والمرض وربط التدخين ذهنياً في عقل الأطفال بالألم والجحيم، وبالفعل كبر الأطفال ولم يدخن منهم أحد إطلاقاً.
وكذلك من خلال وظيفة المراقبة والضبط الإجتماعي يقوم الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم ورصد كل سلوك منحرف وتقويمه علي الفور.
ومن خلال وظيفة التربية داخل الأسرة يتم تربية الطفل علي الأخلاق الدينية العليا والتنشأة العلمية والنفسية السليمة التي ترسم لهم الطريق الآمن بعيداً عن الإنحرافات السلوكية مثل التدخين وتعاطي المخدرات.
وكذلك تطهير البيئة الإجتماعية المحيطة بأطفالهم من كل السلوكيات الخاطئة، فلا يعرضون أبنائهم لمشاهدة سلوك التدخين أو تعاطي المخدرات لا في الحياة الواقعية ولا في شاشات التلفزيون، ذلك لأن الأطفال يتعلمون بأسلوب المحاكاة فيحاكون سلوكيات من حولهم.
فعلي الآباء أن يتحلوا بنظرة رؤيوية لمستقبل أطفالهم ولتأثير البيئة المحيطة عليهم مستقبلاً وخلق المناخ العام الملائم لتربية أبنائهم تربية صحيحة لما له من تأثير كبير جداً علي أطفالهم، لأن إختيار المحيط يعد من أحد أسرار النجاح.
تم التحديث في 6 يناير,2019 بواسطة موسوعة الإدمان