كنا قد توقفنا في الجزء الثاني عند تساؤل مهم قمت بطرحه على صديقي المدمن للحشيش، فقد سألته إن كان سيستمر في تعاطي الحشيش أم لا … وكانت إجابته على الوجه التالي …
– لا طبعاً، ولكنني غير قادر عن التوقف في نفس الوقت، وكثيراً ما قررت ان تكون هذه هي المرة الأخيرة وعندما يأتي ميعاد الجرعة أجد نفسي مستمر في التعاطي وتكرر هذا الأمر معي مرات عديدة حتى يأست منه.
– اتعلم يا صديقي، الذي يمنعك عن التوقف عن تعاطي الحشيش هو شيء ما مكسور في داخلك وان لم يعالج هذا الشيء فلن تجدي معك أي نصائح واي طرق واي وصفات، ويجب ان تعلم ان البحث عن هذا الشيء وعلاجه ليس سهلا بحيث يمكن علاجه في يوم واحد او عدة أيام، هذا الشيء تدهور مع الوقت ويحتاج الي الوقت لعلاجه ايضاً، وإذا سمحت لي بمساعدتك سنحاول معاً في لقاءاتنا القادمة الوصول لذلك الشيء وعلاجه حتى يصبح الإقلاع عن التدخين سهلاً وحتى يصبح التوقف عن تعاطي الحشيش سهلاً وربما يصبح بعدها التوقف عن أي عادة إدمانيه سهلاً أيضاً.
– أتمنى ذلك يا صديقي وسيكون ذلك من حسن حظي فانا اعرفك منذ طفولتنا واثق بك مثل اخي وربما أكثر من ذلك.
– حسناً، اتفقناً.
وانتهي لقائي الأول مع صديقي المدمن وشعرت بحماس نحو هذه التجربة التي يمكن ان اوظف فيها كل خبراتي في هذا المجال، وكذلك هو كان يشعر براحة لأنني استمعت اليه وحاورته بجدية عن موضوع مهم جداً كهذا وصرّح بذلك لي بينما كنا نهبط الدرج بعد ان اغلق مكتبه وبدأنا رحلة العودة الي الديار، تصافحنا وذهب كل منّا الي سيارته.
تم التحديث في 17 أبريل,2021 بواسطة موسوعة الإدمان