في مشهد يتكرر كثيراً، يستيقظ الاب ليجد زوجته لم تنم بعد، وعندما يسألها عن السبب، تجيب الزوجة قائله : “أفكر في أمر ابننا الذي يلغ من العمر 27 عاماً ، لم يتزوج بعد” ، فيرد الأب مبتسماً قائلا : “ما عليكي ، سأحدثه في الامر”.
وتنتهي أحداث اليوم الأول ، وتبدأ أحداث اليوم الثاني ويبدأ معها حديث الأب مع ابنه الحاصل على شهادة الدكتوراه في أحد افرع الأدب في موضوع الزواج من إحدى قريباته ليجد الاجابة التي بحث عنها على شفاه ابنه الذي رحب بموضوع الزواج …
تمر الايام سريعاً، ويتم الزفاف، ويرزقهم الله بستة أبناء كانوا زهرة حياتهم، وكان الزوج يضرب المثال الأعلى في الزوج الحنون الملتزم والأب المثالي لابناءه، ولكن للاسف لم يستمر ذلك كثيراً …
بدأ أعوان الشيطان في مزج خيوطهم حوله، وفي يوم من الأيام فوجئ بموظف جديد تم نقله الى إدارة عمله، وكان مثال للوجه البشوش كثير المزاح …
وبعد أسبوع من تعيين الزميل الجديد، قام بدعوة جميع الزملاء في الإدارة إلى العشاء في منزله، وبعد العشاء انصرف الزملاء.
ولم يتبقى غير مجموعة، ووسط المزاح والضحكات المتعالية، فوجئ بأنهم يخرجون من جيوبهم أكياس تحتوي على مسحوق أبيض ، ولما سأله عن ذلك ، قال له ” إنه الهيروين يا حبيبي ” …
وقعت هذه الجملة كالصاعقة على نفس هذا الشخص ، ورد عليهم بصورة تلقائية ، ” إنه القاتل ” …
فرد عليه زميله الجديد بلهجة تحمل الكثير من السخرية قائلاً : “قاتل للاطفال مثلك”.
أشعلت هذه الكلمة النار بداخل هذا الشخص وأخذ الشيطان يلعب دوره قائلاً : “أيقولون عليك طفلا ، عليك أن تثبت عكس ذلك”.
فقام هذا الشخص وتناول كيس يحمل هذا السم واستنشقه عن آخره، ثم راح في سبات عميق لم يفق بعده إلا قرابة الساعة العاشرة صباحاً.
وعلي الجانب الآخر تكاد تجن الزوجة المسكينة على زوجها الذي لم يبت خارج المنزل منذ زواجهما، وعندما وصل سألته عن سبب تأخيره ، فكان الرد : “ليس من شأنك”.
حالة من التعجب وعلامات من الاندهاش تبدو واضحة عليها، ولكنها التمست له الأعذار، قائلة في نفسها “لعله متعب من العمل”.
استمر هذا الوضع قرابة الثلاثة أشهر ، ولم يعد يهتم ببيته ولا بأولاده ولا بعمله ، الامر الذي عرضه للفصل …
وفي احدى الليالي الحزينة والمشئومة ، كانت عقارب الساعة تقترب من الخامسة فجراً.
وكان هذا الرجل عائداً إلى منزله بعد تناول كميات كبيرة من هذا المخدر.
وأثناء محاولته لصف سيارته، خُيل إليه أن هناك رجل في غرفة نومه، فأسرع إلى المنزل.
ولكنه اعتقد أن هذا الرجل قد يكون مسلحأ ، ففكر أن يتسلح هو الآخر ، فأخذ معه مفتاح إطارات السيارة.
بدأت أصوات المؤذنين تتعالى إيذاناً بقدوم وقت الفجر، وأكمل هو طريقه ليكشف خيانة زوجته ويدافع عن عرضه المهدور.
فأخذ يفتح باب المنزل بحرص شديد ، واتجه الى غرفة النوم ليجدها ساجدة بين يدي ربها تصلي.
ولكنه ينهمر عليها بالمفتاح الحديدي على رأسها …
وتتعالى أصوات الصرخات حتى وصلت إلى الجيران الذين أسرعوا لمحاولة إنقاذها، ولكن دون جدوى.
وصاح عليه أحد الجيران أنه المجرم القاتل ، لماذا قتلتها ؟ ورد عليهم قائلاً : “انها خائنة” ..
دقائق معدودة وحضرت الشرطة وبعد الانتهاء من الاستجواب انتهي مفعول المخدر.
وأخذ هذا الرجل في الصراخ قائلاً من قتل زوجتي ؟ ما الذي حدث ؟
استنتج كل الموجودين أنه كان في حالة غير طبيعية وتحت تأثير المخدرات، واندفع هذا الرجل الى الشرفة محاولا الانتحار، ولكن رجال الشرطة منعوه من ذلك.
جلس باكياً بجانب جثتها قائلاً ، انها شريفة .. شريفة .. أطهر إنسانة بهذا الوجود …
اقتاد رجال الشرطة هذا الرجل الى السجن ، وبعدها حُكم عليه بالإعدام …
وكأني أرى ذلك القاتل الخفي – الهيروين – يضحك لشيطانه الأكبر من خلف الكواليس بعد أن أنهى حياة عائلة جميلة سعيدة تاركين من ورائهم أطفالاً لمصيرهم المجهول …
تم التحديث في 21 نوفمبر,2019 بواسطة موسوعة الإدمان