مما لا شك فيه أن الغدد الصماء في جسم الإنسان تتحكم في حالته المزاجي،
حيث يعمل الهرمون كالمراسل في جسم الإنسان يحمل إشارة ما لبدء عمل عضو من الأعضاء فهذه اشارة لبدء التبويض وأخرى لحرق الدهون وأخرى للسعادة و غيرها للحزن …
و تتنوع الغدد الصماء بداية بالغدة النخامية التي تعمل كالمايسترو لباقي الغدد الصماء انطلاقا إلى الغده الدرقية والجار درقية والكظرية والفوق كظرية،
فالبرنكرياس و المبايض و الغدة الصنوبرية و الغدة الثيموسية و حديثا تم اكتشاف نوع من الأنسجة الدهنية قادرة على افراز الهرمونات …
وتعتبر المرأة أكثر تأثرا من الرجل بالحالة المزاجية التي يسببها زيادة ونقص الهرمونات نظرا إلى مرورها برحلة التبويض الشهرية،
التي يصاحبها ارتفاع الهرمونات الأنثوية مع اكتمال التبويض فتكون المرأه في حالة ارتياح و سعادة،
ثم تنزلق في حالة من المزاجية السيئة بعد انتهاء الرحلة،
وكذلك تساعد الهرمونات المرأة الحامل على اجتياز المتاعب و الصبر عليها ثم تعود وتنزلق إلى حالة مزاجية سيئة بعد الولادة،
مع انخفاض الهرمون الأنثوي الى أدنى مستوياته، فقد تنساق المرأة إلى حالة من الاكتئاب والتي من الممكن أن تصل إلى درجة مقلقة بالنسبة لها ولطفلها إذا لم يتم علاجها.
فقد يغلب على المرأة حالة من البكاء الشديد مصاحبه اضطراب النوم والقلق من أن لا تكون غير قادرة على واجبات الأمومة،
وفي بعض الحالات تزداد الحالة سوءا فتمثل خطورة سواء على نفسها أو على طفلها وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب المعالج إلى معالجتها عن طريق العقاقير المضادة للاكتئاب …
ويشمل الهرمون الأنثوي (الاستروجين) مجموعة من الهرمونات المتطابقة تقريبا بداية بالكوليسترول الذي يحافظ على عمل الامعاء و مظاهر الأنوثة وخفض الكوليسترول الرديء والحفاظ على توازن الأملاح في الدم ولكن زيادة هذا الهرمون من الممكن أن يسبب العديد من المشاكل و الأمراض كالأنيميا و الاكتئاب و حب الشباب و احتجاز السوائل في الجسم مما يعطي الشعور بالانتفاخ و عدم الارتياح و كذلك قد تؤدي الى أمراض خطيرة حيث يستهدف الهرمون عدة أنسجة فتؤدي إلى سرطان الرحم و أورام الثدي و تكيس المبايض و مشاكل في الذاكرة و البعد عن العلاقة الحميمة و الشعور بالاجهاد و التعب و قلة النشاط البدني و القلق الزائد خاصة قبل الدورة الشهرية و مصاحبتها لتلك الحالة من العصبية الزائدة و الإنفعال لاقل الأسباب و الشعور بزيادة الوزن الناتج عن احتباس السوائل في الجسم ,و لعل جفاف المهبل أحد أعراض انسحاب الهرمون من الجسم و الذي يصاحبه حالة من الاحساس بالحرارة في الجسم و ارتفاع في نبضات القلب …
ومن هنا يجب أن ندرك أهمية هذا الهرمون بالذات بالنسبة للمرأة حيث يتحكم بصورة مباشرة في حالتها المزاجية و صحتها الجسمانية و يجب ألا نغض الطرف عن عدم اتزانه و الذي قد يتسبب في مشاكل نحن في غنى عنها و التي يمكن تعويضها طبيعيا عن طريق بعض المشروبات كالينسون و الكراوية و النعناع و بعض المأكولات كالذرة الحلوة و الملوخية و السبانخ و حبوب اللقاح و القمح المنبت , و يجب أن نراعي تناسقه مع الهرمونات الأخرى التي تتداخل معه كهرمون البوجيسترون الذي يرفع حرارة الجسم أثناء التبويض و يتعاون مع هرمونات الغدة الدرقية و التي تكون مسؤلة بدورها عن صحة أجهزة أخرى.
تم التحديث في 7 أكتوبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان