خلق اللة الانسان مكرماً ، وبالرغم من ذلك فهو من أكثر المخلوقات ضعفاً عند ولادتة مقارنة بباقي المخلوقات ، لذلك فهو يحتاج إلى فترة ليست بالقليلة من الرعاية والتعلم والتفاعل مع الآخرين قبل الإستقلالية والاعتما علي النفس.
وكما أن النمو الجسدي يبدأ مع المهد وينتهي باللحد ، فكذلك فإن الحياة النفسية للإنسان تنمو يوماً بعد يوم ولا تتوقف عند مراحل عمرية معينة ، فالنمو النفسي يتطور مع التقدم بالعمر، حيث قام العالم ” إريك إريكسون ” بتقسيم عمر الإنسان إلى مراحل حسب القضية المحورية لكل مرحلة، وسميت هذه المراحل ككل باسم “المراحل النفسية الاجتماعية للإنسان” حيث أنه ربط ما بين النمو النفسي للإنسان وبنائه للعلاقات الإجتماعية.
والجدير بالذكر أن كل مرحلة من هذه المراحل تناقش قضية محورية في حياة الإنسان من خلال أزمة معينة وكيفية التعامل معها ، وباجتياز هذه الأزمات يحقق نجاحاً وتقدماً نفسياً ..
قد تبدو هذه الكلمات غامضة نوعاً ما ، ولكن في السطور التالية سيتضح الأمر كثيراً ….
المحتوى
- المرحلة الأولي : تتمثل في الثقة
- المرحلة الثانية : تتمثل في الأستقلالية :
- المرحلة الثالثة : من 3 إلى 5 سنوات وتتمثل في” المبادرة “
- المرحلة الرابعة : من العام السادس حتي عمر البلوغ وتتمثل هذه المرحلة في ” الكفاءة “
- المرحلة الخامسة : وتتمثل هذه المرحلة في ” الألفة وتكوين العلاقات القوية “
- المرحلة السادسة : وتتمثل في دور الأنسان بين الآخرين
المرحلة الأولي : تتمثل في الثقة
فخلال العام الأول من عمر الإنسان ، تبدو هناك أزمة ثقة ما بين الرضيع وبين من يرعاه سواء كان والده أو والدته ، وكأن هناك سؤال يدور في ذهنه ، هل سيستطيع أن يوفر لي الحب والأمن والغذاء أم لا ؟ وعندما يتعامل الوالدين معه بالفطرة السليمة موفرين له كل ما يحتاجه من حب وحنان وأمن ورعاية ، فإن الأزمة تبدأ في التلاشي والإنتهاء ويبني جسراً من الثقة والأمان وهو ما يساعده على الأقدام علي المرحلة التالية.
المرحلة الثانية : تتمثل في الأستقلالية :
خلال العام الثاني من عمر الإنسان ، ومع نمو الجهاز العصبي ، يبدأ الإنسان في التحرك يميناً ويساراً ، وخلال هذه الفترة تتعلق الأزمة عند الطفل بالإستقلالية، يبقي السؤال الذي يدور في ذهنه وهو ،هل سأقدر على ذلك أم لا ؟
وإمتداداً لمواقف الوالدين خلال المرحلة الأولى التي تبث في روح الطفل الأحساس بالحب والحنان والأمان، مما يعطي الطفل الشعور بالشجاعة للاستقلالية في مشيه ولعبه وطعامه وفي الشراب..
ومع بداية نشأة الإستقلالية في نفس الطفل، يبدأ في تعلم كيفية التحكم في دوافعه حتى يستطيع تحقيق ما يريد
ومن هنا يمكن الإشارة أن الحماية المفرطة من جانب الوالدين يمكن أن تمنع الطفل من فعل كل ما سبق ، وبالتالي ينشأ إنسان فاقد الثقة بنفسة.
المرحلة الثالثة : من 3 إلى 5 سنوات وتتمثل في” المبادرة “
خلال هذه المرحلة العمرية يتطور الأمر من مجرد التفكير في ذهن الطفل ، فيسعي بكل ما يملك للبدء في الإبتكار والقيام بأنشطة بنفسه ، بل القدرة علي اتمامها ، ومن هنا يأتي دور الوالدين بالتشجيع نحو الفكرة والعمل ..
والجدير بالذكر أن رد الفعل يؤثر كثيراً في شخصية الطفل والنمو النفسي له ، فإن كان رد الفعل بالتشجيع، فهذا يمنحه الشعور بالثقة بالنفس والشجاعة على تحقيق الذات، أما إذا كان الوالدان من النوع المحبط ، فرد فعلهم لن يصيب طفلهم إلا بخيبة الأمل وعدم الثقة بالنفس.
المرحلة الرابعة : من العام السادس حتي عمر البلوغ وتتمثل هذه المرحلة في ” الكفاءة “
وتتزامن هذه المرحلة العمرية مع المرحلة الابتدائية ، والتي يتعلم فيها الأطفال الكثير من المهارات الجسدية والنفسية ، بالإضافة الي معني المسئولية وكيفية تقسيم الأدوار، لذلك علي الوالدين مساندة الطفل وتشجيعه ، فعلى قدر نجاحه خلال هذه المرحلة، يعلو قدر زيادة ثقته بنفسه ويمنحه ذلك شعور بالكفاءة ،ولكن اذا فشل فان ذلك يسلب منه ثقتة بنفسه تماماً.
المرحلة الخامسة : وتتمثل هذه المرحلة في ” الألفة وتكوين العلاقات القوية “
ويؤكد علماء النفس أن الإنسان الذي يفتقد بناء الثقة بالنفس، يفتقد بناء هوية واضحة المعالم وقوية الأركان عند إقامة علاقات قوية وطيبة مع الغير، وغالباً ما يكون سبب ذلك الأفكار الخاطئة التي تملئ ذهنه عن نفسه، ولكي يستطيع فعل ذلك ، عليه بالتخلص من الأفكار السلبية التي تملئ ذهنه ، وإقامة بعض الخطوات والتمارين التي تزيد من الثقة بالنفس.
المرحلة السادسة : وتتمثل في دور الأنسان بين الآخرين
تتمثل هذه المرحلة خلال الفترة ما بين الأعوام الأربعينات والخمسينيات من العمر ، حيث تعتبر هذه السنوات من أفضل السنوات الإنتاجية في حياة الأنسان ، والتي تتمثل في امتلاك الخبرات السابقة ، مما ينعكس علي ارتفاع الطاقة الإنتاجية ، ولكن وسط هذه النجاحات التي يصل اليها الرجل والمرأة خلال هذه الفترة ، فهناك مجموعة من التساؤلات التي تدور بالذهن، مما يجعل الأنسان يقوم بإعادة ترتيب لأهدافة المستقبلية ..
ومع استشعار أنه لم يبقى في العمر أكثر مما فات يبدأ الإنسان في التفكير في استغلال باقي العمر ، فقد نرى من حولنا من أقدم على تغييرات جذرية في حياته خلال هذه الفترة العمرية التي نتحدث عنها.
وهناك من يتعامل مع أزمة منتصف العمر على أنها “أزمة” إلا أن البعض الآخر من الناجحين يتعاملون معها على أنها “تحدي” ويسعون لتجاوزه وإضافة إنجاز آخر في مراحل حياتهم.
تم التحديث في 18 ديسمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان