إذا أردنا أن نقوم بشرح مفهوم الادمان، فهو – وكما وضحنا قبل ذلك في أحد المقالات السابقة – حالة من الاعتياد النفسي والجسدي على مادة ما،
سواء أن كانت تلك المادة طبيعية أم تم تصنيعها بيد الإنسان.
وتلك الحالة من الاعتياد النفسي والجسدي تجعل لدى الإنسان رغبة ملحة وشديدة في الاستمرار عليها خوفاً من حدوث آثار سلبية نفسية وجسدية نتيجة التوقف عنها أو خوفاً من فقد الشعور بالسعادة الزائفة التي يشعر بها المدمن أثناء التعاطي.
ومن ثم يمكننا القول أن الادمان له عدة خصائص، وهي:
1) الرغبة والحاجة القهرية للاستمرار على تعاطي المادة، وعدم الرغبة في التوقف عنها حتى مع علمه بعد ذلك بأضرارها.
2) الميل إلى زيادة الجرعات التي يأخذها من تلك المادة حتى يظل يشعر بنفس التأثير، وهذه الخاصية تُعرف بخاصة الاحتمال أو التحمل.
3) الاعتياد النفسي والجسماني على تلك المادة مما يؤدي لحدوث آثار ما يُسمى بأعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تلك المادة، وهذه الأعراض تكون مؤلمة جداً.
أما إذا أردنا أن نتحدث عن مفهو التعود، فالفرق بينه وبين الادمان أنه في التعود تظل الكمية المستخدمة من المادة المخدرة ثابتة ويكون الاعتماد عليها نفسياً فقط على عكس الحال مع الادمان حيث يكون الاعتماد عليها نفسياً وعضوياً.
وبناء على ذلك، يمكن تقسيم متعاطي ومدمني المخدرات إلى ثلاثة أقسام، وهم:
1) المتعاطي المجرب: وهو ذلك الشخص الذي يتعاطى المادة المخدرة أو العقار المخدر على سبيل التجربة مرة واحدة أو أكثر من مرة، ولكنه لا يواصل تناولها.
2) المتعاطي العارض: وهو ذلك الشخص الذي يستعمل المادة المخدرة على سبيل اللهو من حين لآخر في المناسبات الاجتماعية.
3) المدمن: وهو الذي يستعمل المادة المخدرة بصفة دائمة ومنتظمة ويكون معتمداً عليها نفسياً وبدنياً وبشكل قهري.
وإذا قمنا بتحليل الشخصيات الثلاثة، سنجد أنهم جميعاً في خطر شديد، فبالطبع النوع الأخير وهو المدمن قد وقع بالفعل في هاوية الادمان.
وإذا ظل واستمر على ذلك بدون محاولة للخروج فلن يكون أمامه سوى نهايتين وهما الموت أو السجن مع وقوع العديد من الكوارث لمن حوله بسببه قبل ذلك ..
أما النوعين رقم 1 ورقم 2 وهما “المتعاطي المجرب” و”المتعاطي العارض” فهما أيضاً على مشارف خطر كبير، وليس معنى أن ذلك المتعاطي المجرب قد فعلها مرة واحدة من أجل التجربة أنه لن يقع، لأن ربما كانت تلك المرة هي الدافعة له لتجربة مرات أخرى لحين الوقوع .. كما أن هناك أنواع من المخدرات بالفعل تكفي منها جرعة واحدة فقط لتجعل متعاطيها مدمن عليها ..
وكذلك الأمر بالنسبة للمتعاطي العارض والذي يتعاطى تلك المخدرات في الأفراح أو غيرها من المناسبات الاجتماعية .. والتي – للأسف – بدلاً من أن يقوموا بشكر الله عليها، فإنهم يقومون بمعصيته بتعاطي تلك المخدرات وتوزيعها ..
ومن ثم، ليحذر الجميع من الخطوة الأولى ناحية المخدرات،
فربما كانت هي تلك الخطوة التي ستهوى بآخذها إلى طريق الجحيم.
وفي نفس الوقت فإننا ندعو جميع من وقع في تلك الهاوية أن يحاول الخروج ما دامت روحه تنبض في جسده قبل فوات الأوان ..
تم التحديث في 1 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان
Merci 🌹🌹🔥💯🔥