في قصة موجزة عن المخدرات، نعرف معاً كيف أن المخدرات قد أعطت ضربتها القاضية للعديد من ضحاياها فأسقطتهم من حسابات الدنيا التي نحياها ، ولكن وعلى الوجه الآخر، نجد هناك كثيرين لم يستسلموا لها وأعطوها هم الضربة القاضية قبل أن تقضي عليهم وعادوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان …
محمود، شاب عشرينى من الزاوية الحمراء، حسن المظهر، يقول بصوت هادئ:
«قبل التعافى كنت بدعى الله، كل ما أعدى على كمين إنه يعدينى منه على خير، المدمن بيكون مش فى وعيه وبيسرق وبيعمل بلاوى زرقا ولا بيصوم ولا بيصلى وبيكون بعيد عن ربنا، جرام المخدرات كان بيوصل لـ 120 جنيه .. كنت بعمل أى شىء لتوفير المخدرات، تعاطى المخدرات يبدأ مزاج ومع الأيام بيكون علاج، بيأثر على مناعة الجسم ويصيبه بالإرهاق الشديد، أنا الآن أرغب فى الحياة مثل الناس الطبيعية، حاسس إنى اتولدت من جديد وبقيت بنى آدم تانى، بعد العلاج من الإدمان، أنا لم أتعاطى مخدرات منذ 3 شهور وأريد أن أكملهم 3 سنين وبعدين 6 سنين، مات لى أصدقاء بسبب ضرب جرعات زيادة ومع ذلك لم أتعظ، ماتوا بجوارى وهمّا بيضربوا مخدرات، كنا بندفنهم النهارده وتانى يوم نروح نضرب مخدرات وكأن الموضوع عادى».
يصمت «محمود» عن الحديث قليلاً قبل أن يكمل: «فكرة تنظيم اجتماعات دورية للمتعافين خارج وحدة الإدمان أفضل طريقة لإبعاد الشباب عن الإدمان، لأن فى هذه الجلسات يصارح كل شاب مدمن زميله بما ينوى القيام به وكيف يفكر، فى الأعياد يأتى المدمنون المتعافون إلى هنا خوفاً من إقدامهم على تعاطى المخدرات، لذا نطلب من أهالينا أن تصبر علينا ومحدش يخنقنا لأننا ممكن بسهولة جداً نرجع للمخدرات، إحنا هنا بقينا أسرة واحدة وقريبين من بعض جداً لكن إذا قابلنا بعض فى الشارع لا نستطيع الاقتراب من بعضنا إذا تقابلنا بالصدفة، فمثلاً لو رأى أحد زميله هنا فى الخارج بصحبة خطيبته لا يصح أن يسلم عليه حتى لا يفضحه بعد أن تاب عليه ربنا من الإدمان».
كثيرون هم من سقطوا وكانوا ضحية الضربة القاضية للمخدرات ، ولكن أيضاً هناك كثيرين مثل محمود لم يستسلموا وعادوا إلى رشدهم وآثروا طريق التعافي وطريق العودة إلى الحياة وإلى رضا الله .. ومن ثم فقد أعطوا هم الضربة القاضية للمخدرات وأسقطوها من حياتهم تماماً ..
وأنت ، ألن يحن وقتك بعد لكي تُسقط المخدرات من حياتك وتعود إلى الحياة الحقيقية ..؟؟
تم التحديث في 13 سبتمبر,2018 بواسطة موسوعة الإدمان